بيرو.. مقصد عشاق الطعام في العالم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيرو.. مقصد عشاق الطعام في العالم

ليما - د ب أ
نشر في: الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 10:36 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 10:36 ص

لو كان الحظ حليفهم، فإن رواد مطعم «ماتريا» في بيرو، سوف يحصلون على الخدمة من رئيسة الطهاة نفسها، حيث يمكن بين الحين والآخر رؤية أرليت أوليرت، وهي تحمل أطباقا ساخنة تتصاعد منها الأبخرة من المطبخ، لتجلس مع رواد المطعم وتشرح لهم إبداعاتها في فنون الطهي.

وتعلمت «أوليرت» حرفة الطهي في العاصمة الإسبانية مدريد، قبل أن تعود إلى ليما، عاصمة بيرو؛ لمواصلة هوايتها المحببة إلى نفسها، إنها واحدة من بين مجموعة ناشئة في المدينة من شباب الطهاة، الذين يتبعون التقاليد المحلية في الطهي لتقديم نوع جديد من الطعام لمواطني بيرو، وباقي أنحاء العالم.

وتقول «أوليرت» في مطعمها الواقع بمنطقة ميرافلوريس في ليما: «كان الجميع في بيرو يرغبون في تناول الطعام الفرنسي فقط، لقد كان الطعام البيروفي عديم القيمة ولكن قد تغير الأمر الآن».

وتعتبر «ميرافلوريس» النابضة بالحياة، أكبر منطقة تشتهر بفنون الطهي في أمريكا الجنوبية في الوقت الحالي، وفي منطقة الفنادق الفاخرة الواقعة عند الواجهة البحرية، بين دور الضيافة ومتاجر الأزياء والموضة والأسواق، أنشئت أكثر المطاعم إثارة، حيث يقع مطعم «ماتريا» في وسطها.

وتعتبر «أوليرت» جزءا من ثورة الطهي، التي تشهدها أنحاء بيرو المختلفة، ومع تقديم وجبات شهية وبأسعار مناسبة، يهدف جيل جديد من الطهاة إلى جذب العملاء العاديين ولا سيما الشباب.

وكان الأمر، قد بدأ من خلال جاستون أوكوريو، الطاهي البيروفي الذي تلقى تدريبه على فنون الطهي في فرنسا، قبل أن يعود إلى ليما مع زوجته الألمانية، أستريد جوتشه، ويفتتحا معا مطعم «أستريد إي جاستون» في عام 1994، وقد كانت هذه هي النواة التي بدأ من خلالها نمو نهج جديد في الطهي البيروفي.

وفي يونيو من عام 2018، كرمت قائمة «أفضل 50 مطعما في العالم» الصادرة عن مجلة «رستورانت» المعنية بفنون الطهي، أكوريو، حيث منحته جائزة «الإنجازات على مدار الحياة».

ويعتبر «أكوريو» السبب وراء شهرة طبق «سيفيتشي»، وهو عبارة عن وجبة شعبية من المأكولات البحرية في بيرو، وفي أنحاء العالم المختلفة.

وبالنسبة للطهاة، تعد بيرو جنة على الأرض، حيث تمتد من ساحل المحيط الهادئ عبر جبال الأنديز إلى منطقة الأمازون الاستوائية، وتضم مجموعة كبيرة من النظم البيئية المختلفة، وهو أحد أسباب شهرتها السياحية الواسعة.

ومن خلال هذا الموقع الجغرافي، الذي تتمتع به بيرو الواقعة في أمريكا الجنوبية، يوفر المحيط الهادئ لها الأسماك الطازجة والقشريات، بينما توفر منطقة الأمازون مجموعة من الفواكه الاستوائية، أما سلاسل الجبال، فتقدم مجموعة فريدة من الحبوب والبطاطس، وإذا ما اتيحت فرصة الاختيار للطهاة لاختيار مكان العمل، فإنه سيكون بيرو.

ويشار إلى، أن جبال الأنديز وحدها تعد موطنا لأكثر من 3000 نوع من البطاطس، بالإضافة إلى حبوب الكينوا، والتي حظيت مؤخرا بإشادات واسعة، باعتبارها غذاء رائع حول العالم، لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين وانخفاض الكوليسترول بها، وكانت شعوب الإنكا من أشد المعجبين بهذه النبتة المزهرة.

ومن جانبه، يرفع أشهر طاهي في بيرو حاليا، فيرجيليو مارتينيز، شعار: «بصفتي رئيس الطهاة، فلابد لي أن أذهب إلى الخارج، وأن أعمل مع ما تمنحه لي الطبيعة»، ويجمع صاحب مطعم «سنترال» الواقع في ليما، والطالب السابق لدى أكوريو، بين تنوع المظاهر الطبيعية في بيرو، وقائمة طعام «منيو دي أولتوراس»، المأخوذة من النباتات التي تنمو فوق ارتفاعات مختلفة.

وتتكون القائمة الشهية من 17 طبقا مختلفا، تم إعداد كل منها من ثمار نباتات تنمو فوق ارتفاعات مختلفة، ومن البحر، تتكون الوجبات من الحبار والمحار وقنافذ البحر، ومن الأمازون، هناك الفواكه الاستوائية، ومن الجبال، تأتي البطاطا والحبوب والجينسنج البيروفي.

ويحتل مطعم «سنترال» حاليا المركز السادس على قائمة أفضل 50 مطعما في العالم، متقدما بذلك على أحد المطاعم الأخرى الشهيرة في ليما، وهو مطعم «مايدو» الخاص بالطاهي، ميتسوهارو تسومورا، وكان تسومورا درس مع أكوريو أيضا، صاحب مطعم «أستريد إي جاستون»، الذي يحل في المركز رقم 39.

وقد أصبحت بيرو مقصدا شهيرا لعشاق الطعام، حيث الوجبات الرخيصة في ليما، بحسب المعايير الدولية، ورغم أن أسعارها تمثل عبئا على السكان المحليين، إلا أنه مازال بإمكانهم الحصول على وجبة شهية مناسبة مقابل عدد محدود من القطع النقدية المحلية «السولو»، وذلك إلى جانب مشروب الـ«بيسكو» الحامض الذي يعد أشهر المشروبات في البلاد.

ويتكون الكوكتيل من 3 مكونات، وهي شراب البيسكو الروحي «البراندي» وعصير الليمون، والسكر مع بياض البيض، ويتم تقديمه مع قدر من الجعة. ويشار إلى أن هناك متحفا خاصا بالبيسكو في ليما.

ويتم تقديم شراب «البيسكو» في كل مكان في بيرو، وفي جميع المناسبات شأنه في ذلك شأن الجعة، أما النبيذ الجيد فإن انتشاره محدود.

وعندما يتعلق الأمر بالنبيذ، فليس من الممكن أن تتنافس بيرو مع دولة تشيلي المجاورة، ولكن من ناحية التذوق، فهي تأتي في طليعة دول القارة، وفي ذلك تقول أوليرت، وهي تشع بالطاقة قبل أن تختفي في المطبخ مرة أخرى: «إنها البداية فقط».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك