قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، إن الرسول علم المسلمين التوسل بالرسل والأنبياء، مشيرًا إلى دعاء الرسول عند وفاة زوجة عمه أبي طالب «اللهم إني أسألك بحقي وحقي النبيين من قبلي أن تغفر لأمي فاطمة».
وأضاف «جمعة»، خلال برنامجه «فن الدعاء»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مساء الخميس، أن بعض الناس وصفوا هذه الصيغة التي دعا بها الرسول بأنها شرك، متابعًا: «كيف تتحول صيغة من صيغ الدعاء نلجأ فيها إلى الله إلى شرك، والالتجاء إلى الله هو الإخلاص، لا نفهم هذه المناقضة، لكن البعض أراد هذا ليحدث فتنة».
وأوضح أن الرسول أجاز الأضرحة، فعندما دفن الصحابي «عثمان بن مظعون»، قال الرسول «آتوني بصخرة أعلم بها قبر أخي، وأدفنوا إليه أمواتي»، مضيفًا أن بعض الناس من المتشددين يحرمون الضريح، ويحرمون أن يكون الضريح بجوار المسجد، ويجعلون أدلة التوسل قاصرة على عصر النبي ولا تجوز بعده.
وتابع: «لماذا يفعلون هذه؟ يفعلون هذا من أجل بداية تكفير المسلمين واتهامهم أنهم قد اتخذوا أربابا، كما اتخذت الأمم السابقة من صالحيها أربابًا من دون الله».
وذكر أن صحابيًا ضريرًا أتي رسول الله يسأله أن يدعو الله له أن يرد إليه بصره، فأوصاه النبي بالدعاء «الله إني أسألك بمحمد، يا محمد إني أتشفع بك إلى ربي، اللهم رد علي بصري»، متابعًا: «توسل برسول الله ولا تخف، توسل برسول الله فإن الأدلة فيها تكاثرت حتى غطت ما بين المشرق والمغرب».