الشروق تحيي ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ107.. العالم يقرأ نجيب محفوظ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشروق تحيي ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ107.. العالم يقرأ نجيب محفوظ

أمير زكى
نشر في: الخميس 13 ديسمبر 2018 - 7:00 ص | آخر تحديث: الخميس 13 ديسمبر 2018 - 7:11 ص

منذ حصوله على جائزة نوبل فى الأدب عام 1988، صار اسم نجيب محفوظ راسخًا فى الثقافة العالمية، ورغم أن أعماله تُرجمت قبل الجائزة بسنوات، فإن الترجمات تزايدت وانتشرت بعد الجائزة.

فى الولايات المتحدة يوجد محفوظ فى سوق النشر من خلال سلسلة «آنكور» التابعة لدار «دابلداى» التابعة بدورها حاليًا لدار بنجوين، فى حين تصدر الثلاثية وسط الكلاسيكيات فى سلسلة «إفريمان ليبرارى»، بمقدمة لإدوارد سعيد. وكذلك يوجد محفوظ فى الولايات المتحدة من خلال إصدارات الجامعة الأمريكية بالقاهرة. فى المملكة المتحدة، وإلى جانب إصدارات الجامعة الأمريكية، يوجد كاتبنا بقوة فى قائمة إصدارات «راندوم هاوس» التابعة لبنجوين.

ولكن الأمر الغريب أنه رغم تحويل عدد من كتب محفوظ، المترجمة إلى الإنجليزية، إلى كتب إلكترونية، وهذا صار أمرًا ملحًا فى عصرنا، ما زالت هناك مشكلة فى وجود كتبه مسموعة، فإذا بحثت سريعًا فى مكتبة أوديبل Audible للكتب المسموعة على أمازون، لن تجد سوى نسخة مختصرة من الثلاثية يقرأها عمر الشريف. هذا غريب لأن الكتب المسموعة صار وجودها بأهمية وجود الكتب الإلكترونية، إذ إن سماع الكتب صار خدمة أساسية لقارئ هذا العصر.

لا يقتصر وجود محفوظ بالإنجليزية على الكتب، فى شهر أكتوبر الماضى كتبت أورسولا ليندسى مقالًا عن محفوظ فى جريدة «ذا نيشن»، وتحدثت فيه، ليس بإعجاب كبير، عن مقالاته التى نُشرت فى الأهرام فى عهد السادات، والتى تُرجمت وصدرت بالإنجليزية عن دار نشر «جنكو» بعنوان «عن الأدب والفلسفة»، مشيرة إلى أن المقالات «العادية» تدل على أن محفوظ كان يوفر جهده لموهبته الروائية.

بالتوازى مع اللغة الإنجليزية، تنافس اللغة الفرنسية بقوة فى مسألة الاهتمام بترجمات أعماله ويوجد كاتبنا فى فرنسا عبر دارى نشر «آكت سود» و«جاليمار».

وعلى وتيرة متوازية مع اللغتين الكبريين فى أوروبا، يوجد محفوظ ككل وبشكل واسع فى اللغة الألمانية، وإن كانت كتبه تصدر عن دار نشر واحدة وهى «يونيونزبوك فيرلاج»، وقد صدرت نسخة من روايته «الثلاثية» مؤخرًا، فى عام 2016.

فى إسبانيا، أصدرت دار نشر «بلانيتا» العديد من أعمال محفوظ. بالدخول على موقع الدار، تجد الأغلفة الجذابة للترجمات فى صفحة مخصصة لمحفوظ، وأسفل الأغلفة قائمة بأسماء أعماله الكاملة. ولكن الغريب أنه من تصنيفات كتبه، إلى جانب «الرواية التاريخية» و«الرواية المعاصرة»، هو كونها كتبَ «مساعدة ذاتية»!

فى البرتغال، تَنشُر إصدارات محفوظ دار «سيفيليزاساو»، وبالرغم من اهتمام الدار بالأدب التجارى فى المجمل، فإنها نشرت العديد من الكتب لنجيب محفوظ. وبالبرتغالية أيضًا يصل محفوظ إلى البرازيل، سواء عن طريق دار نشر «بلانيتا» الإسبانية فى إصداراتها باللغة البرتغالية، أو دار «ريكورد».

و يبدو ان اسمه أكثر حظا فى إيطاليا، حيث يوجد فى دور نشر متنوعة أبرزها «فيلترينيللي» و«توليو بيرونتي»، وقد تُرجمت العديد من أعماله إلى الإيطالية، ولكن بالبحث فى أمازون ستجد أن عدة كتب هامة، من أمثلتها «قصر الشوق» و«أولاد حارتنا»، غير متاحة للبيع رغم وجود غلافيهما على الموقع.

لروسيا تاريخ طويل مع أعمال محفوظ، إذ يُترجم كاتبنا المصرى للغة الروسية منذ الستينيات، والالتفات لمحفوظ بالفعل سبق حصوله على نوبل بأكثر من عشرين عامًا، وربما يرجع ذلك للتقارب المصرى السوفييتى آنذاك، أو لاهتمام النقاد والمثقفين السوفييت بالشرق الأوسط. ويُذكر أن رواية مثل «السمان والخريف»، التى صدرت فى مصر عام 1962، تُرجمت إلى الروسية فى عام 1964، والمدهش أن ترجمة الرواية متاحة على أحد المواقع الروسية على الإنترنت، حاليًا، بشكل مجانى، ويذكُر الموقع أن الترجمة مستمدة من عدد من مجلة تحمل اسم «الأدب الأجنبى».

وصدرت بالروسية طبعات حديثة من كتب محفوظ «قصر الشوق»، و«أولاد حارتنا» و«رحلة ابن فطومة»، من مركز التعاون الإنسانى الروسى.

أعمال عديدة لمحفوظ متاحة باللغة التركية، وإن كانت دار النشر التى تستحوذ على أعماله الرئيسية هى «هتكيتاب»، وكُتب محفوظ المنشورة بالدار متاحة بالفعل للبيع على أمازون، ولكن وفقًا لتقرير لوكالة وايلى الأدبية، حصلت عليه «الشروق»، فنجيب محفوظ هو تقريبًا الكاتب البارز الوحيد الذى تنشر له الدار، وذلك وسط كُتَّاب أقل قيمة منه.

من اللغات المدهشة التى يوجد فيها محفوظ بشكل واسع هى اللغة اليونانية، إذ تصدر أعماله عن دار نشر «سيكوجيوس»، وبالبحث عن الكتب المتاحة لمحفوظ على موقع الدار، وجدنا 19 كتابًا مترجمًا لمحفوظ، ثلاثة منها متاحة ككتب إلكترونية. توجد ضمن القائمة رواية كبيرة مثل «أولاد حارتنا»، ولكن المدهش بالقدر نفسه أن «الثلاثية» غير موجودة. ولكن وفقًا لتقرير وايلى السابق ذكره فالرواية نُشرت بالفعل فى التسعينيات ولكن يبدو أن طبعتها نفدت.

بعيدًا عن أمريكا وأوروبا، يبدو الاهتمام بمحفوظ أقل، فى اللغة الصينية، وفقًا لتقرير وكالة وايلى الأدبية، لا توجد لمحفوظ روايات متاحة سوى رواية «أولاد حارتنا»، فى حين نفدت نسخ «الثلاثية» و«بداية ونهاية» من السوق. صدرت جميع أعماله بالترجمة الصينية عن دار شنجهاى للآداب والفنون. بالدخول على موقع الدار حاليًا وبالبحث بالإنجليزية، ثم باسم محفوظ بالصينية، لم نعثر على أى نتائج. كذلك باللغة اليابانية لا توجد لمحفوظ سوى عناوين محدودة مثل «الثلاثية» و«اللص والكلاب»، فى حين لا تجد «أولاد حارتنا» على سبيل المثال. ووفقًا لتقرير وكالة وايلى، لا أثر لوجود محفوظ على الإطلاق فى كوريا الجنوبية.

من رحلتنا نرى أن اسم محفوظ وحده يروِّج لنفسه فى أنحاء العالم، مستعينًا بارتباط اسمه بجائزة نوبل، وذلك بدون دعم حقيقى من الدولة المصرية لكاتبها الأبرز والأشهر. وربما من خلال دفعة محدودة من الدولة المصرية ومثقفيها، يمكن لأعمال محفوظ أن تصل لمناطق أبعد مما وصلت إليه.


أقرأ أيضًا:
الشروق تحيي ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ107: نجيب محفوظ.. العائش فى الحقيقة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك