"الأطفال دائما ما يعتمدون على الأهل لحل مشاكلهم و بالطبع معظم الأمهات بدافع الحب و الحنان ما تنطلق لمساعدة طفلها فى كل شئ بدءً من الملابس و انتهاء بالأكل".

هكذا بدأت مدربة التنمية البشرية والتربية الإيجابية للطفل هبة مهدي، حديثها عن مساعدة الوالدين لأطفالهم في كل أمور حياتهم، واصفة هذه المساعدة بالرائعة ولكن تساءلت: "كيف سيتعلم الطفل التغلب على المشاكل و مواجهة الحياة بدون أن يختبر ويجرب ويحاول أن يفكر فى إيجاد حلول لمشاكله اليومية بدأ من تأخره عن المدرسة و انتهاءً بمشاكله مع أصدقائه ؟".

تقدم "مهدي" لقراء الشروق روشتة تربوية عن كيفية تعامل الوالدين مع المشكلات التي يقع فيها صغيرهم لاكتسابه مهارة التفكير السليم والقدرة على حل المشاكل دون الاعتماد دوماً عليهم.

- أولًا على الأم أن تتحلى بالحكمة في المواقف فبعض المواقف الكبيرة التي يتعرض لها الطفل لا بد أن تكون فيها بجواره وتساعده وأن تشرح بطريقة مبسطة للطفل لماذا تصرفت هكذا.
- فمثلًا حين يهين المدرس الطفل بالضرب فلابد للأم أن تتدخل مع المدرسة وأن تحتضن الطفل وتطمئنه فهو غير قادر على مواجهة مثل هذا التصرف بمفرده.
- لكن مثلا حين يتشاجر الأطفال مع بعضهم ويشتكى إبنك لك أن زميله مثلا أخذ قلمه. فعليك أن تسألي طفلك. بمنتهى الهدوء ماذا ستفعل؟ وأن تصغى وليس فقط أن تستمعي. فالإصغاء بكل حواسك يطمئن الطفل أنك موجودة ويعطى له الثقة للتحدث معك وبعد أن يقول الطفل يمكنك فقط أن تسأليه أسئلة فضولية مثل "وماذا سيؤدى هذا التصرف؟ هل تعتقد أن هناك تصرف آخر؟ "
و هكذا دون أن تعطى أوامر أو طرق لتنقذ الطفل طالما أن الأمر بسيط وليس فيه خطورة على الطفل بالطبع.
- من أفضل الطرق التي تعلم الطفل مهارة حل المشاكل هي تركه للإعتماد على نفسه وللتجربة طالما أنها في حدود الأمان لأن التجربة خير معلم.
- فمثلا لماذا لا تتركى الطفل يحضر طعامه "دون استخدام البوتجاز أكيد" وإذا ما اتسخ المكان فعليه تنظيفه لإنه هو المسؤول وبالطبع دون غضب بصوت عالي أو إهانة.
-أيضا يمكن للأم أن تجتمع مع الطفل لحل المشاكل فمثلًا هناك مشكلة أن لعبته تعرضت للكسر (دون قصد) والطفل يبكى عليها، فبدلا من أن تتتسارع الأم لإنقاذ الطفل من الإحباط وتقول سوف نشترى غيرها وهذا التصرف يعلم الطفل أن الأشياء يمكن شرائها بسهولة دون عناء ومع الحالة الاقتصادية الحالية أصبح هذا الأمر معقدًا على كثير من الأسر.
- يمكن أن تقول له. "اعرف يا صغيرى أنك حزين على اللعبة لأنك تحبها. لكن بالتاكيد يوجد حل ماذا تقترح؟ " دون أن تلوم الطفل كعبارات. "ماهو أنا قلت لك ميت مرة تحافظ على حاجتك. هي الفلوس بنلاقيها في الشارع" وهكذا من الكلام المحبط للطفل. 
- لكن عندما تتعاطف الأم مع الطفل ومع مشاعره ثم تسأله أسئلة فضولية سوف ينتقل تفكير الطفل من الفص الأيمن للمخ المسؤول عن المشاعر والمتحكم في مرحلة الطفولة على الفص الأيسر المسؤول عن التفكير المنطقي والعقلاني.
لذا تعاطفى مع طفلك واسأليه أسئلة فضولية دون لوم أو أوامر وصغى له تماما وشجعى التصرفات والحلول والتجربة.