لم تعد الأسماك هي كل ما يصطاده الصيادون في بحر البلطيق ، فهناك أيضا جهاز عبارة عن أسطوانة من البلاستيك طولها نحو 30 سنتيمترا.
وهذا الجهاز عبارة عن مسبار مبتكر يمكنه أن يقوم بدور حيوي في مساعدة سكان المناطق الساحلية في الشمال الألماني، الذين يعانون من الأزمات المالية على كسب مزيد من الدخول.
ويقيس هذا الجهاز معدلات الأوكسجين ودرجات الحرارة والملوحة والضغط، ويستخدم في إطار مبادرة لتدريب صائدي الأسماك من الجنسين، على مساعدة العلماء في أبحاثهم.
وبالنسبة للسكان الذين يعتمدون في الحصول على الدخل، على العمل في صيد الأسماك من بحر البلطيق، مثلت السنوات القليلة الماضية لهم تحديات ومتاعب، فأدى تقليص حصص الصيد الخاصة بهم، إلى شبه استحالة لأن يحصل كثير من صائدي الأسماك المحترفين من الجنسين، على دخل كاف من هذا النشاط، كما أدى إلى تكرار تخلي الكثيرين منهم عن هذه المهنة.
ويختلف هذا الجهاز عن المسبار الذي يستخدمه العلماء عادة، على متن سفينة الأبحاث "سوليا"، فهذا الجهاز لا يتعين إنزاله إلى الماء باستخدام رافعة إضافية، كما أنه لا يتكلف نحو 100 ألف يورو (109 آلاف دولار) مثل المسبار التقليدي.
ويتكلف النظام الجديد نحو عشر قيمة المسبار التقليدي، ويمكن أن يشغله صائدو الأسماك من الرجال والنساء من زوارق الصيد، كما يمكنهم مشاهدة النتائج بأنفسهم عن طريق تابلت.
ومنذ الخريف الماضي التحق 11 من صائدي الأسماك من ولاية ميكلنبورج-فوربومرن الألمانية الشمالية، ببرنامج تدريبي يؤهلهم لأن يصبحوا متخصصين في مصائد الأسماك والبيئة البحرية.
ويمكن إطلاق اسم حراس البحر عليهم اقتباسا من حراس الغابات المكلفين برعايتها، ولكنهم هنا يتم تكليفهم بمساعدة العلماء، بالإضافة إلى الاستمرار في الصيد وكسب أموال إضافية من خلال هذه العملية البحثية.
ويتضمن برنامج التدريب مناهج دراسية متنوعة، تشمل مراقبة التغيرات البيئية وعلم الأحياء البحرية، والقانون والعلاقات العامة وإدارة المشروعات، بالإضافة إلى استراتيجيات التنويع والتسويق.
كما يكتسب المشاركون خبرات عملية بالعمل إلى جانب العلماء، مما يعزز علاقات التعاون التي تفيد كلا الجانبين.
وبالتطلع إلى المستقبل تهدف مبادرة "حراس البحر" إلى تكرار النجاح الذي حققته، في مناطق ألمانية أخرى على طول سواحل بحري الشمال والبلطيق.
وعن طريق جعل مهنة صيد الأسماك أكثر جاذبية وقابلة للاستمرار، يأمل المشرفون على المبادرة في تأمين مستقبل لصائدي الأسماك من الرجال والنساء، والحفاظ على الأنظمة البيئية البحرية.