علي شعبان، 14 عامًا كان يحمل تذكرةً لمباراة استاد الدفاع الجوي التي أودى تنظيمها بروح 22 شابًا، حضروا فقط لمشاهدة المباراة ومنعهم الموت، لحسن حظه لم يكن بينهم، دون أن يدرى أنه عقب ساعات سيكون متهمًا في أحداث استاد الدفاع الجوي.
اقرأ أيضا:
«الشروق» تجاوب على الأسئلة الصعبة: «كواليس حياة أطفال في الزنزانة»
مختار منير، عضو الدفاع بالقضية، والمحامي بمركز حرية الفكر والتعبير، يقول في تصريحاته للشروق إن القبض على المتهمين بالقضية كان عشوائيًا من مناطق متفرقة، وجاء إثر تعذيب المقبوض عليهم للاعتراف بأسماء يعرفها كانت قد حضرت المباراة، كالطفل علي شعبان الذي تم القبض عليه بالقرب من منزله بشبرامنت في 8 فبراير الماضي، وأشرف حمدان قاسم، من منزله في حدود الرابعة والنصف فجرًا، وعمر شريف حسين في حدود الساعة الخامسة فجرًا، على حد قوله.
يُضيف "قد تعرّض جميع المتهمين بالقضية للتعذيب، الأمر الذي رفضت نيابة شرق القاهرة إثباته رغم حالة المتهمين عبد المثول أمامها، وبناءً عليه انسحب الدفاع من النيابة وتم التقدم ببلاغ للنائب العام يستتبع العرض على الطب الشرعي، الأمر الذي تأخُر كذلك، مما يُشكك في إثبات الانتهاكات التي وقعت بحق المتهمين"، بحسب وصفه.
يقول شعبان أبو الغيط والد الطفل في حديثة للشروق "ابني لم يعد كما بالصورة.. لو رأيتموه الآن لن تُصدقوا إلى أين وصل، عقب سلسلة طوية من المحاولات تمكنت من زيارته في قسم شرطة أبو النمرس، لأجد أنه لا يتمكن من تحمّل يدي خلال محاوله السلام عليه إثر ما تعرض له من إجبار على الاعتراف وتعذيب بالضرب والكهرباء لمدّة ثلاثة أيام في مكان يُعرف بـ"الثلاجة" داخل القسم ليتم تصوير الفيديو المتداول الذي يعترف فيه بـما نُسب إليه من اتهامات، الأمر الذي علّق عليه الطفل لوالده "كان لازم أقول علشان يبطّلوا تعذيب"، على حد وصفه.
يضيف والد "علي" اسم ابني كان على التليفزيون باعتباره مُجرمًا، في لقاء أجراه رئيس نادي الزمالك مع الإعلامي وائل الإبراشي، حتى قبل أن يمثل أمام وكيل النيابة للتحقيق معه، من يُدير الأمر إذًا؟. كان ابني في الصف الثالث الإعدادي، لا أعرف إلى أين يذهب مُستقبله الآن. إلى جانب ما يواجهه ابني فهو مريض بخلل في وظائف الكلى وضعيف البصر ومُصاب بحساسية شديدة بجهازه التنفسي ".
يُتابع عضو الدفاع أن البلاغ الذي تم التقدم به ضد كل من وزير الداخلية، ومأمور قسم مركز أبوالنمرس، ورئيس مباحث قسم أبو النمرس، بتعذيب المتهمين وإجبارهم على الاعتراف بأنهم تقاضوا أموالًا من جماعة الإخوان المسلمين لإحداث المجزرة التي حدثت بمحيط استاد الدفاع الجوي، بحسب البلاغ.