محمد رفعت: عبَّرت عن حياة الضباط وواقعهم فى «أمر واقع».. ولم تطلب الداخلية حذف أى مشاهد - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 3:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد رفعت: عبَّرت عن حياة الضباط وواقعهم فى «أمر واقع».. ولم تطلب الداخلية حذف أى مشاهد

حوار ــ وليد أبوالسعود:
نشر في: الجمعة 6 يوليه 2018 - 9:54 ص | آخر تحديث: الجمعة 6 يوليه 2018 - 9:54 ص

• تمنيت عرض المسلسل بعيدا عن رمضان.. وأتوقع نجاحا أكبر فى عروضه القادمه مع مسلسلى «الرحلة» و«اختفاء»
• حاولت أن أبنى تعاقدا مع المشاهد بعرض فصول من حياة أشخاص نعرفهم ونتعايش معاهم
يؤكد السيناريست محمد رفعت أنه قصد أن يكون مسلسله واقعيا فى أحداثه وبعيدا عن الصورة النمطية للأعمال التى تناولت شخصية ضابط الشرطة، فى الوقت نفسه يوضح أن أزمة المسلسل مع الرقابة كانت نتيجة لضيق الوقت وأن الرقيب والوزيرة قد تدخلا لصالح مرور المسلسل الذى كتبه نتيجة لتأثره الدائم بفيديوهات أبناء وعائلات شهداء الشرطة.

* لماذا اخترت اسم «أمر واقع»؟
ــ لأننى أردت أن يكون اسم المسلسل نفسه معبرا عن واقعية أحداثه وكى يكمل رسالة المسلسل نفسه، وهو ما دفعنى لتغيير اسمه من «لآخر نفس» إلى المسمى الجديد.
ولأننى حاولت أن أبنى تعاقدا مع المشاهد أننا نعرض فصولا من حياة أشخاص تعرفونهم ونتعايش معاهم.
هو ما أردت أن ينعكس فى سياق الأحداث أنها قريبة من الواقع.

* توقع الكثيرون أن المسلسل سيكون مليئا بمشاهد الإثارة والاكشن والتشويق ولكننا فوجئنا بقلة هذه المشاهد قياسا بموضوع العمل لماذا؟
ــ أردت أن ابتعد عن المنظور الضيق الذى قد يذهب إليه البعض وهو الضباط الذين يكافحون الإرهاب، إلى النظرة الأشمل لحياتهم ومشاكلهم اليومية وعلاقاتهم بأفراد أسرتهم.
وأن الضابط مواطن مثله مثل أى مواطن عادى له حياته الخاصة ويمر بمواقف وظروف صعبة لذلك لم نشاهد سوى 4 أو 5 مشاهد أكشن طوال أحداث المسلسل أما تفاصيل العمل فهى دراما واقعية وأحاديث مثيرة لأننى كنت أراهن على الجانب الإنسانى والدرامى.
ودعنى أوضح لك أننى كنت دوما وقبل كتابتى للعمل وحتى بعد الانتهاء منه تستوقفنى دائما حالة أهالى الشهداء عندما يتم تكريمهم فى احدى المناسبات الوطنية وخطر فى ذهنى كثيرا من الأسئلة المسكوت عنها حول كيفية تعامل أسرة الضابط معه وهل هم متقبلون لفكرة حياة ضابط الشرطة المليئة بالمخاطر وكيف كانت تودعه عند كل صباح قبل ذهابه للعمل وهل كانت تسأل نفسها هل سيعود لها سالما أم ستستقبل خبر استشهاده كل هذه الأسئلة هى التى دفعتنى لكتابة العمل وذلك من خلال بطلا العمل كريم فهمى «حمزة» الذى توفى ابنه وكيف كانت علاقته بزوجته داليا نجلاء بدر بهذا الشد والجذب والتخبط وتفكيره فى ترك العمل تارة ثم دخوله فى علاقات نسائية تارة أخرى وشخصية «عمر» أحمد وفيق الذى انفصل عن زوجته لانشغاله الشديد بعمله وتصبح حياته بلا روح ويشعر بالوحدة وكيف أن زوجته لم تقدر عمله فى جهاز الشرطة إلى أن تظهر فى حياته جومانة ــ دينا فؤاد وكيف تمر علاقتهما بتحولات وهل يستطيع أن يستعيد مشاعر الحب التى ماتت بداخله وهو ما راهنت عليه كيفية علاقة الضباط بمن حولهم سواء عائلاتهم أو رؤسائهم فى العمل.

* هذا الموسم توجد ثلاثة اعمال ابطالها ضباط شرطة هل هذه مجاملة للداخلية ام توارد خواطر؟
ــ للأسف هناك من ذهب لهذه الرؤية القاصرة ودعنى أتحدث عن مسلسلى فقط.
أنا عرضت قصصا نراها فى واقعنا الذى نعيشه، قدمت شخصية ضباط من لحم ودم، فمثلا«حمزة» الذى يكون فى حيرة بين زوجته وأخرى، و«عمر» عندما يتهم فى قضية قتل وكيف يتم معه التحقيق ويرد على لسانه أن جهاز الشرطة ليس مسئولا عن تصرفاته.
وكذلك شقيق عمر الذى يلعب دوره مصطفى يوسف الذى كان يعمل مرشدا سياحيا وعندما تدهورت أحوال السياحة اتجه للعمل «جرسون» ووجدت أحدا من الرقابة كان معترضا على هذه الفكرة وعندما تناقشت معه قلت له هل كل الضباط يمتلكون نفوذا لتعيين أشقائهم فى وظائف، ليس هذا منطقيا كذلك عندما توجه عمر الذى يلعب دوره الفنان أحمد وفيق لزيارة أهله فوجد إيصال الكهرباء الذى لم يتم دفعه فوضع كل المبالغ التى كانت فى جيبه واستثنى 100 جنيه منها فى إشارة إلى أنه مثله مثل أى مواطن ينتظرمرتبه أو معاشه الشهرى.

* هل هناك مشاهد معينة طالبت وزارة الداخلية بحذفها أو اعترضت عليها؟
ــ إطلاقا ولم يتواصل معنا أى مسئول من الوزارة وتدخل فى تفاصيل العمل واقتصر دورها على منحنا التصاريح للتصوير فى الأماكن الخارجية ولكن ما حدث أن كريم فهمى بطل العمل تواصل مع بعض الضباط الذين شاركوا فى فيلم الخلية للفنان أحمد عز حول التفاصيل الدقيقة حول كيفية مداهمة أوكار الإرهابيين ومن يتقدم الصفوف وهل يسبقها عملية تمشيط لمحيط المكان من عدمه.

* ما هى تفاصيل أزمتك مع الرقابة قبل عرض المسلسل بيوم؟
ــ الغريب فى الأمر أنه ليلة أول يوم فوجئنا بأن الرقابة ترفض عرض العمل وكادت تسبب فى أزمة كبيرة بسبب خطأ إدارى لم تتفادها جهة إنتاج العمل فمثلا عندما تشرع فى تقدم أى عمل فنى تتوجه إلى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وتقدم لها الحلقات الأولى من العمل كى تعرض على لجنة للقراءة واذا أجازته الرقابة تحصل بموجبها على تصريح لا مانع من تصوير السيناريو، لكن يبقى الرأى النهائى بعد مشاهدة العمل، وما حدث أن إدارة الإنتاج بالمسلسل قدمت الـ15 حلقة الأولى، وهو ما اعترضت عليه هيئة الرقابة وطالبت بتقديم الـ30 حلقة دفعة واحدة، وكان الرد أننا مازلنا فى مرحلة كتابة باقى الحلقات ومع ضغط التصوير ونسى المنتج الفنى للعمل تقديم باقى الحلقات المكتوبة للرقابة مستندا إلى الموافقة الأولية التى حصلنا عليها، فضلا على أن مسئولى الرقابة سيشاهدون الحلقات قبل عرضها وعندما تم دعوة مسئولى الرقابة لمشاهدة حلقات العمل كان ردهم ان العمل مرفوض من الرقابة لأننا لم نقدم السيناريو وظل الأمر معلقا إلى أن تدخلت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وتواصلت مع خالد عبدالجليل رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الذى بدوره تفهم وجهة النظر وتم تدارك الموقف.

* البعض انتقد حمزة فى أنه كيف يتغلب على حزنه بوفاة ابنه بالدخول فى علاقات نسائية، بل إن زوجته داليا تساعده بشغل تفكيره بفتاة أخرى؟
ــ أتقبل انتقاد البعض ولكن عندما يصنع الكاتب شخصيات العمل من وحى الخيال تجدها تتصرف على غير إرادتك أنت ككاتب، وهنا أستعير مقولة مهمة للمخرج الكبير داوود عبدالسيد وهو «الإرادة الذاتية للشخصية»، أى أنك تجد نفسك مستغرقا فى الذهاب مع الشخصية وفق منظورها هى وليس وجهة نظرك أنت.
ودعنى أوضح بعض التفاصيل، أنه بعد وفاة الطفل ياسين كان بمثابة صدمة للزوجين «داليا» نجلاء بدر و«حمزة» كريم فهمى، قررت الأولى الابتعاد عن زوجها عاطفيا تماما وطلبت منه الطلاق، والثانى ترك العمل لفترة وطلب نقله لإدارة المرور ورغم رفضه الانفصال عن زوجته وتمسك بها ولكنه وجدها فى حالة نفور تام منه، نتيجة لهذا الهجر من زوجته اتجه حمزة لإشباع هذا الفراغ العاطفى بالدخول فى علاقات سطحية مع النساء، أى أنه أصلح خطأ زوجته بوقوعه هو أيضا فى الخطأ، أما بالنسبة لدياليا فعندما شعرت أن زوجها يهاب منها استعانت بصديقة الطفولة وهى فرح ريم مصطفى كى تعيده إلى أسرته ولكنه انجذب نحوها أى انقلب السحر على الساحر وكان هدفها أن تعيد اهتمامه بها وبحياتهما وليس بفرح ريم مصطفى فقط ونتيجة للتصرفات الخاطئة من الطرفين ترتب عليها نتائج وصلت لذروتها بخطف ابنتهما الطفلة «جود» الذى يطرح تساؤلا: هل له علاقة بعمل والدها كضابط شرطة أم بعلاقاته الأخرى.
وهذا الارتباك العاطفى بين الأبطال استهوانى ككاتب لأننى لا اكتب بمعايير أخلاقية وما هو المفترض أن يحدث ولكن ما فعله البطل لأننى اكتب عملا دراميا وليس عملا تربويا او توعويا، فضلا عن أننى أترك بعض التفاصيل الصغيرة التى تثير فضول المشاهد معتمدا على ذكائه فى ربط الأحداث ببعضها.

* هل ترى أن العمل ظلم عرضه فى رمضان خاصة أن هناك عملين آخرين نسر السعيد وكلبش بطلهما ضابط شرطة؟
ــ أرى أن أعمال مثل أمر واقع والرحلة واختفاء.. من الأعمال التى من الأفضل مشاهدتها بعيدا عن صخب دراما رمضان لأن البطل هو السيناريو الذى يحتوى على حكاوى ومعلومات وتفاصيل دقيقة ترد على لسان الأبطال وعدم مشاهدتها يجعل المتابع تائها وأنى ككاتب كنت أتمنى عرضه خارج السباق الرمضانى لأنه يحتاج مشاهدة بهدوء وتركيز لأنه قد يفوت المتلقى مشاهدة أحد المشاهد التى تحكى جملا حواراية تكشف عن أبعاد للشخصية أو حتى تجيب عن تساؤلات تراوده بعكس الأعمال التى بها تفاصيل انتقام وقتل ومطاردة والممثل فيها يتحول إلى بطل شعبى وهو ما يجعل المقارنة تذهب لصالح الأسهل
ورغم أن أغلب أعمالى عرضت فى دراما رمضان منها «مجنون ليلي» و«كابتن عفت» لكن عندما أكتب أى عمل لا أضع فى بالى توقيت عرضه وليس لدى شغف العرض ضمن دراما رمضان إلا أن عمل أمر واقع لا يتناسب مع دراما رمضان.

* قدمت صورة أعضاء التنظيم الإرهابى مغايرا عن السائد فى الأعمال الدرامية هل قصدت ذلك؟
ــ للأسف نحن أسرى للصورة النمطية لبعض الشخصيات فالجميع يحتفظ بصورة ذهنية هو أن الإرهابى شخص ذو لحية كثيفة ويرتدى جلابية طويلة وأسفلها بنطال قصير وهذا غير صحيح على الإطلاق وإلا لما كنا واجهنا معاناة فى القبض عليهم بعد ارتكابهم للعمليات الارهابية التى شهدتها البلاد فى السنوات الماضية لأنهم يتخفون وسط المدنيين بالعمل فى مجالات متعددة فمن الممكن أن تتعامل مع إرهابى وأنت لا تعرف ذلك وهذا ما أردت إيضاحه، فمثلا محمود البزاوى يمتلك محل ساعات ومحسن منصور يعمل مدرس لغة عربية والثالث يعمل فى شركة غاز أى أن الإرهابى موجود فى محيطنا ويجمع معلومات من خلال انصهاره بالتعامل اليومى كما أبرزت كيفية تجنيدهم لعناصره وتوريطهم واحدا تلو الآخر فى العمليات التى يخططون لها، فالإرهابى شخصية لا تتمتع بأى شرف ويتخذ من البشر ستارا لارتكاب الجرائم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك