«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (1-2) - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (1-2)

المنشطات والعقاقير الطبية تباع على الرصيف - تصوير مصطفى حمدي
المنشطات والعقاقير الطبية تباع على الرصيف - تصوير مصطفى حمدي
تحقيق ــ مصطفى حمدى:
نشر في: الإثنين 3 أكتوبر 2016 - 9:58 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 1:46 م

• 24 عقارًا مغشوشًا بينها علاج «قاتل» للكبد يدخل فى مكوناته زلال البيض والملح
• وفاة أكثر من حالة فى مستشفيات بالمنصورة بسبب تناولها «ألبومين» مضروبًا
• إسراء تشترى «سنتروم» لتجده فاصوليا بيضاء.. ومدير الصيدلية للعاملة: إزاى تطلعى دوا مستورد بفاتورة
• أوجمانتين وسيفاكسون وفلوموكس والتامول وأدوية السكر والضغط أبرز الأدوية «المقلدة» ومنتهية الصلاحية
• الصيادلة يستخدمون «الدليفرى» لإخفاء الأدوية الممنوعة عن الأجهزة الرقابية
• أصناف مغشوشة تباع علنا بأسعار منخفضة أمام نقابتى الصحفيين والمحامين
• تجارة زجاجات الدواء الفارغة فى كلوت بك أول طريق الموت.. وتاجر: فيه دكاترة كبار بيجولنا
• «المصل واللقاح» يرفض تحليل العينات والتفتيش الصيدلى: قدامك 6 شهور ولو مستعجل روح النيابة

كانت أزمة ارتفاع أسعار الدواء منذ نحو شهرين ونصف الشهر بداية الخيط لكشف تفاصيل مثيرة تتعلق بـ«مافيا الأدوية المغشوشة»، وكشفت نتائج التحقيق الاستقصائى الذى أجرته «الشروق» الستار عن كارثة دوائية كبرى فى مصر، تتمثل فى وجود ما يقرب من 24 دواء مغشوشا، ممنوع بيع بعضها طبقا لتحذيرات وزارة الصحة، فضلا عن أدوية منتهية الصلاحية لا تزال متاحة فى الصيدليات، ومن بين هذه العقاقير أدوية تستخدم فى علاج الكبد والضغط والسكر، وفيتامينات مستوردة، يدخل فى مكوناتها زلال البيض والملح.
الـ«ألبومين».. بداية الخيط
فى أثناء وقوفنا برفقة أحد الصيادلة فى شارع «ترعة المجنونة» فى بولاق الدكرور لرصد المعاناة التى لحقت بالمرضى نتيجة ارتفاع أسعار الدواء، حضر شاب يبدو على وجهه علامات الشقاء إلى الصيدلية يطلب من الطبيب دواء «ألبومين» لإنقاذ والده.
أحضر الطبيب الدواء للشاب الذى سأله عن سعره بصوت خافت، خوفا من أن يكون الثمن أكثر من المبلغ الذى كان ممسكا به فى يده، فرد الطبيب: «312 جنيها للعبوة الواحدة»، هنا ظهر على وجه الشاب علامات الدهشة والصدمة، ثم طالب الطبيب بأن يجد له بديلا أرخص لأنه لا يملك سوى 70 جنيها، ووالده المريض بالكبد فى حالة حرجة ويرقد بين الحياة والموت، فرد عليه الطبيب أن الدواء لا يوجد له بديل بهذا المبلغ، فانصرف الشاب منكسرا بعد عدم قدرته على إنقاذ والده.
الدواء فيه.. «فاصوليا بيضاء»
قبل هذا التاريخ بأيام قليلة، انتشرت أخبار بشأن وفاة أكثر من حالة فى إحدى مستشفيات المنصورة بسبب تناولها عقار «ألبومين» مغشوشا، فأصابنا الفضول لفحص مكونات ذلك الدواء ومعرفة ما إذا كان مغشوشا من عدمه.
اشترينا العقار من الصيدلية نفسها، كما اشترينا عبوتين أخريين من صيدليتين مختلفتين إحداهما فى شارع محمد شفيق فى مصر الجديدة والأخرى من صيدلية «س» فى شارع 9 بالمقطم، وكشفت التحاليل عن مفاجآت خطيرة توضحها السطور التالية:
توالت الوقائع عندما تقدمت «إسراء ل»، 36 سنة، بشكوى تؤكد فيها شراء عقار «سنتروم» لتجد بداخل العلبة فاصوليا بيضاء، موضحة أنها اشترت الدواء من صيدلية شهيرة فى الإسكندرية بـ130 جنيها بفارق 30 جنيها عن الشهر الماضى.
وأشارت إسراء إلى أنها وشقيقها ذهبا إلى الصيدلية لإبلاغ مسئوليها بما وجدته فى علبة الدواء، فردت عليهم عاملة: «أنا بشتغل هنا ومليش دعوة»، وعندما تحدثت مع المدير قال لها: «إنتى إزاى تطلعى دوا مستورد بفاتورة».
واستطردت الفتاة: «أنا مش فاهمة هو قصده إيه، بدل ما يشوف حل للمصيبة دى»، مستدركة «الحمدلله العلبة مكنش فيها دواء فاسد أو أى حاجة أسوأ من كده».
عقاقير «العلاج».. فيها موت محقق
بعد عدة جلسات مع عدد من الصيادلة والأطباء، قررنا البحث فى أكبر قدر ممكن من الأدوية المغشوشة، خصوصا بعد النتائج الكارثية والصادمة التى كشفت عنها نتائج تحاليل عقار «الألبومين»، أملا فى تتبع مصادر تلك الأدوية.
استعانت «الشروق» بعدد من الصيادلة ذوى الخبرة فى مجال التفتيش الصيدلى، وفحصنا أكثر من 250 نوعا من الدواء على مدى شهرين متتاليين، هى الأكثر تداولا واستخداما بين المصريين من داخل أعداد كبيرة من الصيدليات دون أن نفصح عن هويتنا.
دخلنا عددا من الصيدليات وفحصنا الدواء من خلال عمليات شراء واستبدال لعينات الدواء الصالحة، إلى أن أثبتت نتائج البحث الظاهرية انتشار ما يقرب من 24 عقارا مغشوشا، بينها أدوية حذرت منها وزارة الصحة سابقا، وأثبتت التحاليل والنتائج عدم مطابقة أدوية أخرى للمواصفات وتسببها فى الوفاة، فضلا عن الأدوية المستوردة مجهولة المصدر، التى يخفيها صيادلة ويبيعونها للمرضى سرا خوفا من الأجهزة الرقابية.
الأدوية المحظورة فى الصيدليات.. على عينك يا رقابة
إحدى الزيارات كانت لشراء مجموعة عقاقير حذرت منها وزارة الصحة فى يناير الماضى ووصفتها بالمغشوشة وهى «إكس– إد» أقراص مغلفة «XــAde film coated tablets» إنتاج شركة سيجما للصناعات الدوائية لصالح المؤسسة الدولية للتجارة المسجل رقم 608\ 2004، و«إيزيلين» شراب تشغيلة رقم 0713153 بتاريخ 11\2013 وتاريخ انتهاء الصلاحية 11\2016، حيث إن العبوات الأصلية لهذا المستحضر من إنتاج شركة النيل للأدوية.
كما تضم الأوية المغشوشة مستحضر «Snello Plus Tea bag»، ومستحضر «Frobix Capsule»، تصنيع وتعبئة «ميدى فود مصر» لصالح شركة «لاين فارما»، ومستحضر ستارفيت شراب «Starvit Syrup»، من إنتاج مصنع العبور للصناعات الدوائية الحديثة برقم تسجيل 3060|2002، للتشغيلة رقم 203063 التى صدر بشأنها قرارا المعامل برمز تحويل 292 ص 7 غ ،2015 اللذان نصا على أن التشغيلة غير مطابقة، فضلا عن مستحضر «مولون» شراب «Mulone Syrup»، من إنتاج مصنع «أتوس فارما» برقم تسجيل 874\ 2011، للتشغيلة رقم L000115 التى صدر بشأنها قرارا المعامل برمز تحويل 94 ص 5 غ 2015، واللذان نصا على أن التشغيلة غير مطابقة للمواصفات.
وتبين أن صيدليتى«أ. ف» و«ج» فى شارع ناهيا ببولاق الدكرور، وصيدليتى «ع» و«د. م» فى شارع الترعة بالمعتمدية، وصيدليات «أ. م» و«ج»، و«م»، و«ر» بامتداد أرض عزيز عزت فى إمبابة وشارع السودان، تبيع العقاقير ذاتها، وكانت تلك الصيدليات تتداول هذه العينات من الأدوية من بين 16 صيدلية مر عليها المحرر برفقة الأطباء لشراء هذا الدواء.
تهريب الأدوية المستوردة «دليفرى»
جولة جديدة كان هدفها شراء مجموعة من الأدوية المستوردة من صيدلية فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز، وبسؤال الصيدلى عن عقار «سنتروم» المستورد، رد الطبيب قائلا: «موجود بس ممكن حضرتك تنتظر ثوانى»، ثم استدعى عاملا وطلب منه إحضار الدواء، وتبين أنه يخفيه مع عامل «الدليفرى» الذى يوصل الأدوية إلى المنازل.
زيارة أخرى كانت بصحبة أحد الأطباء ويعمل باحثا فى الدواء ولديه العلم الكافى بأنواع الأدوية المغشوشة وطرق التعرف عليها واستغرقت تلك الرحلة ثلاثة أيام متتالية قمنا خلالها بزياره ما يقرب من 40 صيدلية.
فى المرات الأولى اشترينا مجموعة من الأدوية الأكثر تداولا بين المصريين، إلا أننا فشلنا فى الحصول على أدوية يشتبه أنها مغشوشة، وعلى الرغم من ذلك كانت الأدوية المستوردة غير المصرح بها من وزاة الصحة تباع داخل تلك الصيدليات.
وخلال جولات البحث حصلنا على عبوات «فلومكس، سيفاكسون1 جم، سيفاكسون 500 جم، فورسيتكس 1 جرام، كيبراليكس 10 م جرام، ميريونال، أوجمانتين، وهيومان ألبومين، تامول، سنتروم»، لتتوالى المفاجآت الصادمة بداية من رفض المؤسسات الحكومية التعاون وإجراء التحاليل إلى إزاحة الستار عن تلك الكارثة، مرورا بندرة وارتفاع تكاليف المعامل الخاصة ووصولا إلى نتائج التحاليل.
200 مستحضر غير مسجل
كشف المركز المصرى للحق فى الدواء عن زيادة نسبة الأدوية المغشوشة والمقلدة فى مصر لتتراوح ما بين 15 و20%، محذرا من استمرار تداول عدد من المستحضرات الدوائية على الرغم من صدور قرارات من وزارة الصحة بسحبها من الأسواق، فضلا عن ما يقرب من 200 مستحضر يتم تداولها فى الصيدليات، على الرغم من أنها غير مسجلة داخل مصر.
وأكد المركز أنه أرسل عدة مخاطبات رسمية لوزارة الصحة لبيان أسباب عدم سحب تلك المستحضرات من الأسواق، إلا أنه لم يتلق ردا من الوزارة حتى الآن، لافتا فى بيان له إلى أن تلك المستحضرات تم سحبها من الأسواق العالمية بسبب أعراضها الجانبية الخطيرة وفقا للتقارير الصادرة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والوكالة الأوروبية لمراقبة الدواء.
ورصد المركز المصرى للحق فى الدواء أصنافا مغشوشة لشركات أجنبية تباع بشكل علنى بأسعار منخفضة أمام نقابتى الصحفيين والمحامين، ومنها عقار «Brevibloc vail» وهو عبارة عن حقنة واحدة ثمنها 660 جنيها لعلاج تجلط الدم، ويباع الصينى المهرب منه بـ40 جنيها فقط.
وضمت الأدوية عقار «Tambocor Tab» لعلاج الجلطة، الذى يقدر ثمنه الأصلى بـ410 جنيهات، فيما يباع المغشوش منه بـ120 جنيها، وعقار «Plavix Tab» وهو من أشهر أدوية علاج جلطات القلب فى مصر وأكثرها انتشارا دون فاعلية، وثمنه 340 جنيها للعلبة ذات الـ10 أقراص، ويباع الصينى منه بمبلغ 140 جنيها، والهندى بـ200 جنيه.
وتشمل القائمة أيضا عقار «كارديترون» لعلاج تصلب الشرايين، وتوزع العلبة ذات الـ60 قرصا منه بـ600 جنيه، ويباع من خلال شركة صينية شهيرة فى المعادى من خلال العديد من أطباء القلب الذين يبيعه بعضهم داخل عيادته، وعقار «Streptase vil» لعلاج الجلطة، ويصل سعر الحقنة الواحدة إلى 375 جنيها، ويباع الهندى منها بمبلغ 100 جنيه.
كما تضم أيضا عقار «Aethoxysklerol Amp» وهو حقنة تعطى للمريض فى أثناء العمليات الجراحية، وتكمن خطورتها على حياة المريض فى جرعات الاستخدام سواء بالنقص أو الزيادة، ويعد ثمن الواحدة منها 120 جنيها، وتباع الصينية بمبلغ 40 جنيها، فضلا عن عقار «Neotigason 25 mg» وثمنه 190 جنيها، ويباع الهندى بمبلغ 45 جنيها، فيما يباع عقار «Roaccutene 20 mg» الأصلى بمبلغ 370 جنيها، والصينى بمبلغ 150 جنيها.
ويعد «الترامادول، والأمادول، والكونترمال، والتامول، والتراماجاك، والترامنديل»، والعشرات من المنشطات الجنسية، الأكثر ربحا وانتشارا أمام مقار الأجهزة الحكومية والمؤسسات الرسمية، ويتفاوت سعرها حسب التركيز ما بين 5 و25 جنيها، بجانب عقاقير أخرى لعلاج العقم، والأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق، وجميعها مقلد وعديم الفائدة ويباع بأسعار متدنية جدا.
وحذر متخصصون من خطورة استخدام تلك العقاقير، وأشاروا إلى خطورة نتائجها، موضحين أنها على الأقل لا تضم المادة الفعالة المسئولة عن علاج الأمراض المتعلقة بها.
تجارة زجاجات الدواء الفارغة.. من «الزبَّال» إلى محل العطور «الوهمى»
تتبعت «الشروق» أماكن بيع وصنع تلك الأدوية ومناطق تصنيع الزجاجات، وبعد بحث طويل توصلنا إلى بداية الخيط من خلال أحد جامعى القمامة فى منطقة المريوطية، فى أثناء فرزه بعضها وجمع زجاجة كل نوع دواء على حدة، موضحا أنه يجمع المخلفات الطبية من محيط المستشفيات العامة والخاصة ويبيعها لمحال العطور فى شارع الجامع الأحمر أو شارع المطرية.
انتقلنا إلى شارع الجامع الأحمر الذى يقع على امتداد شارع الجمهورية فى رمسيس، وبالقرب من منطقة العتبة، وتبين أنه من أشهر الأماكن المتخصصة فى بيع تركيب العطور، كما كانت رائحة المرض الممتزجة بالعطور أقرب ما يمكن أن يصل إلى أى شخص غريب يزور المكان للمرة الأولى، خاصة أن أجولة زجاجات الدواء الفارغة كانت تملأ جانبى الشارع الضيق.
فى بداية الشارع وقفت سيارات «الكارو» المحملة بالأجولة المتسخة، والتى تخرج منها رائحة العطور مع رائحة أدوية تكاد تطبق على الأنفاس، مع أحواض الغسيل التى تملأ مخازن التجار الذين اتخذوا من محالهم التجارية ستارا أماميا لبيع الروائح العطرة، لكنها من الداخل أماكن لبيع جميع أنواع زجاجات الدواء.
وبعد أكثر من محاولة على مدى أسبوع للتعرف على هويات هؤلاء التجار والأشخاص الذين يتعاملون معهم، تبين أن معظم المترددين على تلك المحال يطلبون زجاجات أدوية بالاسم مثل حقن المضاد الحيوى «سيفاكسون»، فضلا عن «ألبومين» المستخدم فى علاج الكبد، كما أشرنا فى السابق.
قررنا خوض التجربة لشراء تلك العبوات، وعندما دخلنا إلى أحد المحال وطلبنا شراء عبوة عقار «ألبومين»، فقال صاحب المحل «عندى نوعين تشترى أى نوع»، فأجبنا «10 عبوات من كل نوع»، فأعطانا العبوات دون أن يسأل عن الهوية، كما رفض إعطاء فاتورة بالمبلغ المدفوع مقابل الزجاجات الفارغة، وحصل على 4 جنيهات مقابل الواحدة منها.
طلبنا منه الحصول على زجاجات فارغة بالغطاء لعقار «سيفاكسون» فأعطانا العبوة بسهولة مقابل 1.5 جنيه للعبوة، وبعدما أعطيناه المبلغ قال :«الحاجة اللى معاك شغلها نضيف يا أستاذ، فيه دكاترة كبار بيجولنا هنا».
«الروتين القاتل»
توجهنا إلى هيئة الرقابة على الدواء الملاصقة لمقر «المصل واللقاح» فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالجيزة، والتقينا إحدى الطبيبات دون الإفصاح عن هوية محرر الجريدة، قائلين إننا نشك فى مدى صحة الدواء، وطالبناها بفحص العينات، مبدين استعدادنا لدفع أى رسوم مقابل ذلك، فكان الرد: «نحن لا نتعامل إلا مع العينات الواردة من وزارة الصحة والتفتيش الصيدلى»، وعندما أفصحنا عن هوية المحرر اتصلت برئيس الهيئة، الذى أبلغها برفض تسلمها.
بعدها توجهنا إلى وزارة الصحة فى شارع مجلس الشعب، والتقينا مسئولا كبيرا تابعا لمكتب الوزير، فقال بهدوء أعصاب ــ بعدما شاهد العينات وظهرت على وجهه علامات الاندهاش ــ «توجه إلى إدارة التفتيش الصيدلى لفحصها».
وفى مقر الإدارة العامة للتفتيش الصيدلى الكائنة فى شارع عبدالعزيز آل سعود بالروضة بمحافظة القاهرة، التقينا مدير عام التفتيش الدكتورة مديحة أحمد، التى واجهت الأمر بحماس شديد فى البداية، خصوصا بعدما أثبتت رؤيتها للدواء أنه مغشوش وطالبت بإبلاغها بأسماء الصيدليات والمخازن التى تبيع تلك الأنواع حتى ترسل لجنة مختصة لمداهمتها.
طالبناها بتسلم العينات لإجراء التحاليل عليها للتعرف على مكوناتها وتحذير المواطنين منها، فاستجابت واستدعت مدير التفتيش على الصيدليات، الدكتور حسام مصطفى، الذى استضاف محرر «الشروق» فى مكتبه لتسلم العينات.
وفى أثناء الحوار، أبلغنا مدير التفتيش بتسلم نتائج التحاليل بعد 6 أشهر على الأقل، فطالبناه باستعجال الأمر حرصا على سلامة المرضى، فقال: «العينات اللى بنبعتها كلها نتايجها بتجيلنا بعد 3 أشهر فى حالة الاستعجال، وأنت مستعجل روح للنيابة، وقدم بلاغ وهما ممكن يعملوا طلب استعجال وبرده هتستلم العينة بعد شهرين على الأقل، فانصرفنا رافضين تسليمه العينة، لتستمر معاناة البحث عن معامل تحاليل وفحص للأدوية.
أحد الأطباء نصحنا بالذهاب إلى مصلحة الكيمياء فى منطقة «الإسعاف» المواجهة لشارع عبدالخالق ثروت، فكان الرد «ليست لنا علاقة بتحليل الدواء».
واستغرقت رحلة البحث عن المعامل الخاصة نحو أسبوعا فى محاولة للوصول إلى إحدى المعامل حسنة السمعة، إلى أن توصلنا إلى معمل فى المقطم مرخص من وزارة الصحة، وستكشف «الشروق» فى الجزء الثانى عن كوارث نتائج تحاليل الأدوية المغشوشة وطرق النصب على المواطنين من خلال الفضائيات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك