قال أستاذ كشف الجريمة في المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، فتحي قناوي، إن "جملة مشاكل أمين الشرطة مرجعها بالأساس إلى وضعه الوظيفي القلق، فرغم عدم وجود دراسات علمية مستفيضة لتشريح نفسية أمين الشرطة، إلا أن استقراء الوضع بشكل عام يوضح أنه فى صراع نفسي طول الوقت، فلا هو ارتقى إلى رتبة الضابط، رغم تطلعاته الواسعة، الدافع لها تحمله للأعباء الوظيفية، ولا هو جندي يقضى مدته في الخدمة ويمضي".
وأضاف «قناوي»، أن "تعليم الأمين في معهد أمناء الشرطة، جاء ليرسخ هذا القلق الوظيفي، فهو أعلى تعليميًا من الجندي، إلا أنه فى درجة تعليمية أقل من الضابط، وهو بحكم تكوينه المهني غير ناضج، وبيئة عمله غير سوية، ما يجعله غير مؤهل لاتخاذ قرارات سوية في وظيفته، كما أن معظم أمناء الشرطة يتعاملون مع الوظيفة باعتبارها حاجة وظيفية للهروب من البطالة".
ومن جانبه، قال وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، اللواء محمد أنور حجاب، لـ«الشروق»، إن "معهد أمناء الشرطة اجتذب عند إنشائه أصحاب المؤهلات المتوسطة، ممن يبحثون عن ملاذ في الميري، والحصول على وظيفة لها سلطة ونفوذ، بالإضافة إلى الرواتب الجيدة، وهي في كل الأحوال أفضل من وظائف كثيرة، بالنسبة لأفراد الطبقة المتوسطة»، وأرجع ما وصفه بالتصرفات غير السليمة لأمناء الشرطة، إلى مشاكل فى التنشئة والبيئة، مطالبًا بإخضاعهم لاختبارات نفسية، لإظهار القيم والدوافع الحقيقية من عمق الشخصية".
وأشار «حجاب»، إلى أن "نسبة 15% من مجمل أعداد أمناء الشرطة لا يصلحون للعمل الشرطي"، مرجحًا وجود ما أسماه بـ«عقدة شخصية» غير قادرين على تجاوزها، لشعورها بأنهم أقل من الضباط، فى الوقت الذي يتحملون مهامًا وظيفية وخبرة أكبر من الضباط، ورغم ذلك فإن "طبيعة العمل الشرطي تجعل ضابطا حديث التخرج يترأسهم فى العمل".