بالخرائط والإنفوجراف: هل ينقذ «نهر الكونغو» مصر من العطش؟... حقائق ومعلومات

آخر تحديث: الأحد 27 أبريل 2014 - 5:49 م بتوقيت القاهرة
تحقيقات بوابة الشروق: نسمة مصطفى تنفيذ الخرائط والإنفوجراف: نجم المتولي

بداية القصة: «النيل الأزرق» منبع النيل ومصدر الأزمة

ينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا في إثيوبيا، ويستمر طول النهر حتى السودان، ليتقابل مع النيل الأبيض عند الخرطوم، ويشكلان معا «نهر النيل».

ما «الأزمة» المحتملة؟

في عام 2011، قررت دولة إثيوبيا البدء ببناء «سد النهضة»، والمتوقع أن ينتهي العمل فيه عام 2017، بحسب ما ذكره موقع سد النهضة، ويقع هذا السد على النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، كما هو موضح بالخريطة.

سد النهضة – كما تتصوره إثيوبيا عند اكتمال إنشائه

تأثيره المحتمل على مصر:

لم يصرح أي مسؤول في الحكومة عن نسبة محددة أو تقريبية لما ستفقده مصر من حصتها في مياه النيل.. ولكن اتفق المسؤولون والخبراء على أنه سيمنع وصول مليارات المكعبات من المياه إلى مصر.

- وزارة الري في 10 أبريل الماضي تلقت دراسة أمريكية أعدتها جامعة سانتيجو عن سد النهضة:

«انتقدت عدم شفافية الجانب الإثيوبي في الإعلان عن عدد سنوات ملء خزان البحيرة البالغ 74 مليار متر مكعب، فإذا ملأتها على 3 سنوات- وهذا هو ما تنوه عنه إثيوبيا- فسيقل حجم نصيب مصر من المياه بمعدل 25 ــ 33 مليارا كل سنة ولمدة ثلاث سنوات متتالية».

- الكاتب والباحث السياسي إيهاب عمر

«يستحيل تحديد النسبة التي ستفقدها مصر من حصتها في مياه النيل إلى اليوم، وأي محاولة لتحديدها ستكون غير مؤكدة».

جزء من مقال إيهاب عمر لـ«بوابة الشروق»- أوهام حرب المياه مع إثيوبيا

- في 25 مارس الماضي، أصدرت وزارة الخارجية بيانا:

«هناك اتفاق مبرم قبل 10 سنوات بقيام دول النيل الشرقي التي تشمل مصر والسودان وإثيوبيا بإعداد دراسة مشتركة لمشروعات الربط الكهربائي والتجارة الإقليمية للطاقة، والذي خالفته إثيوبيا بمفاجأة الجميع في 2011 بوضع حجر أساس سد جديد.. وأعلنت الحكومة الإثيوبية أن السد لن يؤثر على دولتي المصب، غير أنها عادت لتعترف بالآثار السلبية للسد على دولتي المصب».

****

«أزمة المياه» في أفريقيا بين 5 دول

هل يمكن أن تحمي «الكونغو» أمن مصر «المائي»؟

«مشروع تنمية أفريقيا وربط نهري الكونغو والنيل» أو كما يُختصر إعلاميا باسم «مشروع نهر الكونغو»، هو من وجهة نظر أصحابه «منقذ مصر من العطش الذي سيسببه سد النهضة عام 2017» ومن وجهة نظر معارضيه هو «المستحيل»، ووصفه نصر الدين علام وزير الري الأسبق، بـ«بيع التروماي في العتبة الخضراء».

ما أهداف المشروع؟

- ربط نهر الكونغو بالنيل الأبيض جنوب السودان عن طريق قناة تصل بين النقطتين.

- يميل النهر طبيعيا نحو الغرب ليصب في المحيط الأطلسي مليارات المكعبات دون الاستفادة منها.

- سيتم تحديد مسار مجرى مياهه ليصب بدلا من ذلك في اتجاه الشرق عند النيل الأبيض عن طريق محطات رفع للحفاظ على استمرار تدفق المياه إلى الأمام حتى تصل للمصب.

منفذو المشروع: "مسار الربط غير حقيقي ولكن الخريطة مجرد صورة توضيحية للجمهور"

****

أوراق المشروع في أدراج «جهات سيادية» شديدة السرية..

في وقت تضاربت فيه التصريحات حول الجهة المنوطة بتنفيذ المشروع، هل هي وزارة الري أم هيئة المساحة الجيولوجية بوزارة البترول؟، أعلن مسؤولو المشروع أن جميع الدراسات والمستندات والخرائط الخاصة بالتنفيذ وجدت طريقها إلى أدراج «مجهولين» وصفهم المهندس إبراهيم الفيومي، رئيس المشروع، بأنهم «جهات سيادية».

ما «الجهات السيادية»؟

- وزارة الرى والموارد المائية

* الوزير الأسبق حسين إحسان العطفي، الذي تولى الوزارة في الفترة من 31 يناير 2011 حتى 20 يوليو 2011، والوزير السابق له نصر الدين علام:

«المشروع مرفوض والفكرة مستحيلة التنفيذ»

إبراهيم الفيومي- رئيس المشروع- يرد: "وزارة الري ليست هي الجهة المنوطة بتنفيذ المشروع، وأن هيئة المساحة الجيولوجية التابعة لوزارة البترول هي المسؤولة عنه".

* محمد عبد المطلب، وزير الري الحالي، يوافق على دراسة المشروع، وتقديم الدعم الفني الكامل له، وذلك في تصريحات له يوم 12 مارس الماضي.

- هيئة المساحة الجيولوجية التابعة لوزارة البترول

الجيولوجي عمر طعيمة، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية (هيئة المساحة الجيولوجية)، الذي تولى المنصب في شهر فبراير الماضي، في حواره مع بوابة الشروق:

- لم يعرض على هيئة المساحة المشروع بشكل رسمي حتى الآن لدراسته، ولم يُوجّه إليها خطاب بدراسة المنطقة.

- الموضوع ليس مستحيلا، ولكنه ليس بهذه البساطة وسيكون مكلفا أكثر مما يتخيله رجال الأعمال.

- لدي معلومات أنهم حصلوا على الموافقات ولكن ليس من وزارة البترول وحصلوا على التمويل وسيبدأ تنفيذ المشروع.

- لابد من ضمانات حتى لا يحدث في يوم من الأيام- كما حدث مع سد النهضة- وتقول الكونغو إن هذه مياهنا.

- وزارة الري والموارد المائية أكثر اختصاصا في المشروع لأنه مشروع مائي، وستدخل فيه وزارة البترول كاستشاري فني لدراسة طبيعة الصخور، والخارجية لأن هذه اتفاقية دولية مع دولة خارجية.

- ما يثار عن «تعطيش مصر» مستحيل و«أحلام واهية للآخرين».

لقراءة الحوار كاملا: هيئة المساحة الجيولوجية: لم يُعرض علينا مشروع «نهر الكونغو» بشكل رسمي

- هل سيكون «الجيش» هو «الجهات السيادية»؟

لم يوافق المهندس إبراهيم الفيومي على التلميح بأي شكل عن الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع حاليا، واكتفى خلال حوارنا معه بوصفهم بـ«الجهات السيادية».

كما رفض الفيومي توضيح دور الوزارات المختصة في تنفيذ المشروع، مؤكدا أن كل الدراسات والخرائط والمستندات الخاصة بتنفيذ المشروع تسلمتها هذه الجهات، وتم تحديد سبل تمويل هذا المشروع، "الذي لن يكلف مصر مليما واحدا".

بعد اللقاء، طلب المهندس إبراهيم الفيومي من أحد مساعديه أن يرسل لنا الخريطة ومعها "صورته مع المشير عبد الفتاح السيسي"...

****

«نهر الكونغو» في عيون معارضيه..

الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه الجوفية، يرفض تسمية فكرة الربط بين النهرين بالـ«مشروع» قائلا: "أصلا مفيش مشروع، لأن أي مشروع يجب أن يتضمن أهدافا وبرنامجا وملفات وخرائط واضحة عنه، وهو معندوش حاجة".

رغم وضع حلول- من جانب مسؤولي المشروع- لكل المشكلات التي رصدها المعارضون، إلا أنها لم تقنع شحاتة.. قائلا:

- "هذا المشروع كما يقولون سيقوم بتوصيل 110 مليارات متر مكعب من المياه من نهر الكونغو إلى نهر النيل عبر النيل الأبيض في جنوب السودان، وهو ما سيؤدي إلى غرق السودان، لأن هذه الكمية تفوق طاقة استيعاب نهر النيل بكثير".

- "كيف يمكن تنفيذ المشروع في سنتين، كما يقول المروجون له، إحنا لو هنبني عمارة ومعنا الفلوس كاملة سنحتاج إلى سنة مثلا، فما بال أن هذا المشروع يتطلب إنشاء سدود ومحطات رفع عديدة وأنفاق وكباري واختراق للتربة الجرانيتية في الكونغو".

- «هذا المشروع نهايته الفشل».

****

خبر نشر على موقع جود نيوز في مايو 2011 يشير إلى أن شركة ساركو عقدت اتفاقية مع هيئة الثروة التعدينية لتوفير ثلث احتياجات مصر من الفحم

****

كيف يرى «الفيومي» مشروعه؟

- تعليقا على السد الإثيوبي: "سد النهضة جزء من مخطط صهيوني لاحتلال مصر وتقسيمها.. ولنا حق أمام محكمة العدل الدولية".

"سيحجز 74 مليار متر مكعب من الماء كمرحلة أولى، ثم تصل إلى 200 مليار متر مكعب، ولن نستطيع الحصول على مياه إلا لو باعتها لنا بمقابل مادي".

- ردا على هيئة المساحة الجيولوجية التي أكدت عدم عرض المشروع عليها:

"كذابين، لأني بنفسي مضيت العقد ومعنا نسخة منه وهو عقد خاص بالأعمال الجيولوجية والخرائط"

- وعن ممولي المشروع؟

"لن يتم الحديث عن تمويلات أو أي شيء ليس لي إذن بها، مستندات التمويل تم تسليمها للجهات السيادية ومصر لن تدفع مليما".

- وماذا بعد تنفيذ المشروع؟

"منتج الكهرباء الذي سننفذه أتحدى به شركة توزيع الكهرباء الإسرائيلية، وسنكون أقل منهم من 30 إلى 35% في السعر وجودة أفضل".

لقراءة الحوار كاملا: بالفيديو.. رئيس «نهر الكونغو»: 30 شهرا وينتهي المشروع.. والكلام عن «ممولي المليارات» ممنوع بأمر «جهات سيادية»

****

في الثلاثاء 11 أبريل، أرسل الفريق الإعلامي للمشروع رسالة عبر البريد الإلكتروني لعدد من الصحفيين يظهر فيها إبراهيم الفيومي بجوار عدد من الشخصيات العامة، وأمامهم حجر أساس، ولافتة توضح أنه لمشروع بناء برج بنك العمال.

وقالت الرسالة التي حصلت لبوابة الشروق على نسخة منها:

«نشر فريق عمل مشروع نهر الكونغو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورة تذكارية تضم المهندس إبراهيم الفيومي، رئيس مشروع تنمية أفريقيا ونهر الكونغو، مع كل من رئيس مجلس الوزراء الأسبق فؤاد محيي الدين، والسيد الوزير سعد محمد أحمد، وزير القوى العاملة الأسبق، واللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني الأسبق، واللواء جمال ربيع رئيس حزب مصر الفتاة الأسبق.

وجاءت الصورة للرد من يقوم بتشويه المشروع وتخوين القائمين عليه، لتكشف أن المهندس إبراهيم الفيومي من قام بهدم "المحفل الماسوني" الموجود بحي معروف بالقاهرة، وبناء "بنك العمال" بدلا منه، وذلك في أقل من 6 أيام».

الصورة المنشورة على صفحة المشروع على الفيسبوك

في الصورة المرسلة:

توضح لافتة حجر الأساس أنها كانت في يوليو عام 1981 / رمضان 1401، أي قبل حوالي 34 عاما، ما يعني أن المهندس إبراهيم الفيومي كان في النصف الثاني من العشرينات، وكان وقتها الدكتور فؤاد محيي الدين نائبا لرئيس الوزراء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved