صناع الفن: إنتاج إسرائيل لفيلم «الملاك» مشكوك فيه

آخر تحديث: الإثنين 19 يونيو 2017 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ إيناس عبدالله:

وليد يوسف: نجاح «الزئبق» وجعهم.. وهدفهم التشويش
بشير الديك: نحن أولى بـ«مروان» منهم.. وتوقيت الإعلان يؤكد أنهم العدو الوحيد لنا بالمنطقة
طارق الشناوى: ليست السابقة الأولى.. وقصة العميل المزدوج تتردد منذ 40 عامًا

شكك صناع الفن بمصر، صحة نوايا إسرائيل فى إنتاج فيلم يحكى قصة حياة رجل الأعمال المصرى، أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذى لعب دورا كبيرا فى مد جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة، ساهمت بشكل كبير فى الانتصار على إسرائيل فى حرب 1973.
وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد تناولت مشروعًا لتقديم قصة حياة مروان، باعتباره عميلا مهما لصالح الموساد الإسرائيلى فى الفترة من 1969 وحتى عام 1975، وذلك من خلال مشروع مع مؤسسات سينمائية أمريكية، وقالت التقارير: إن الجهة المنتجة قامت برصد ميزانيات ضخمة للعمل الذى سيتم تصويره نهاية الشهر الحالى بهوليوود.
فى محاولة لتأكيد صحة الخبر، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورًا للممثل الإسرائيلى ساسون جاباى البالغ من العمر 69 عاما باعتباره من سيقوم بدور الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى وقع على اتفاقية السلام مع إسرائيل فى مارس من عام 1979، والذى كانت تربطه علاقة وثيقة بأشرف مروان.
إلا أن صناع الفن فى مصر اعتبروا هذه الأخبار جزء حملات الدعاية الإسرائيلية للنيل من مصر ورموزها، وربطوا بين اختيار التوقيت لإعلان هذا المشروع، وعادة إسرائيل فى التشويش على أى عمل فنى مصرى يحكى قصة نجاح جهاز المخابرات المصرية فى التفوق على الموساد، وإحباط مخططاته.
وفى البداية يذكر الكاتب بشير الديك موقفا غريبا أثناء لفت انتباهه عند تحضيره لفيلم «مهمة فى تل أبيب» الذى كتبه من وحى الخيال، وقال: حينما انتشرت أخبار عن استعدادنا لتصوير الفيلم، فؤجئنا بوفد يقدم نفسه على أنهم ممثلون من إسرائيل يعرضون علينا تصوير الفيلم فى تل أبيب، وكان موقفا غريبا للغاية، وغير مفهوم، ولكن بالطبع رفضنا بشدة، خاصة أن توقيت تصوير الفيلم كان يتزامن مع فترة المقاطعة التى كانت قوية جدًا حينها.
وأضاف الديك الذى قدم أكثر من عمل مأخوذ عن ملفات المخابرات المصرية مثل مسلسل «حرب الجواسيس» قائلا: لا أستغرب أى شىء من هذا الكيان، وربما التلويح بعمل فيلم عن أشرف مروان مجرد «شوشرة»، وربما تكون لديهم النية الحقيقية لإنتاج هذا الفيلم خاصة أن لديهم كتابًا يحمل نفس الاسم «بابل»، وأغلب الظن أن الفيلم مأخوذ منه، وإن بدأوا فعلا فى اتخاذ خطوات حقيقية لتنفيذ هذا العمل، فهم بذلك يقدمون دليلا واضحا، على أنهم العدو الوحيد لمصر، ولا يمكن أن يكونوا أصدقاء لنا فى يوم من الأيام كما يدعون.
وكشف بشير الديك عن محاولاته لتقديم فيلم عن مروان، وقال: تقدمت بالفعل لعمل فيلم عنه، لإيمانى أنه رجل وطنى ويستحق، تقديمه فى عمل فنى كبير، ومن خلال علاقاتى حاولت تأكيد ما أشعر به، وجدت إجماعا على وطنيته ودوره الكبير فى حرب 1973، لكنى فوجئت برفض الجهات الأمنية حينها عمل فيلم عنه، وأعتقد أنه بإعلان إسرائيل عن نيتها المشكوك فيها لعمل فيلم عنه، أصبح لزامًا علينا أن نبادر نحن وننتج عملًا عنه، فنحن أولى به منهم، فنحن أصحاب الحق والأرض ولسنا مدعين مثلهم.
وأضاف: قصة حياة أشرف مروان ملهمة دراميًا جدًا، ومثيرة، وتغرى أى كاتب يكتب عنها، فهو كان رجل أعمال معروف، وصهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان مديرا لمكتب الرئيس محمد أنور السادات، وكرمته مصر باعتباره صاحب الدور الكبير فى خطة الخداع الاستراتيجى التى كانت سببًا مهما فى نجاج مصر فى معركة العبور، وخرجت أقاويل كثيرة تؤكد أنه كان عميلًا مزدوجًا، ونسجت حوله قصص عديدة، حتى أن نهايته كانت لحظة رهيبة فلقد قتل فى جريمة غامضة لم يتم القبض على مرتكبها حتى الآن.
وذكر الناقد طارق الشناوى أنه أثناء عرض مسلسل «رأفت الهجان» أطلقت إسرائيل شائعة أن «رفعت الجمال»، وهو الاسم الحقيقى لـ«رأفت الهجان»، عميلًا مزدوجًا، وذلك بغرض التأثير سلبا على النجاح الكبير الذى حققه المسلسل، خاصة وأنه قوبل بترحاب شديد، وإشادة كبيرة من المصريين، الذين يعتزون بجهاز المخابرات المصرى، وبرجاله الذين يضحون بأنفسهم من أجل الوطن، ومن هنا باءت محاولات الآلة الإعلامية الإسرائيلية بالفشل.
وقال: منذ 30 أو 40 عامًا يتردد موضوع أشرف مروان هل هو عميل مزدوج أم لا؟ ورغم أننى لن أدعى فهمى لطبيعة العمل بالمخابرات، إلا أنه طبيعى أن يكون العميل مزدوجًا، حتى يستطيع جلب معلومات من مصادر موثقه، المهم هنا ولاءه إلى من فهذا هو السؤال.
وأضاف: على الرغم من إعلانهم عن مشروع هذا الفيلم، وطرحهم لاسم الممثل الذى سيلعب دور السادات، ولكن من جانبى لدى شك فى إمكانية تنفيذ هذا العمل، خاصة أنها عادتهم فى «الشوشرة» على أى بطل مصرى يتم تناوله دراميًا، وعلى الفور نجدهم متحفزين للتشكيك فى صحة موقف هذا البطل.
ومن جانبه يرى وليد يوسف مؤلف مسلسل «الزئبق» والمأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، أن النجاح الكبير الذى حققه المسلسل، وتأثيره على المصريين، «وجع» الإسرائيليين، ودفعهم للتعليق على العمل، والتعرض لهم فى وسائلهم الإعلامية، أو إثارة هوجة «للغلوشة» فقط لا غير، من منطلق أن هذه عادتهم ولن يغيروها.
وقال: «الموضوع لا يحتاج لتعليق، خاصة أن هذه ليست سابقة أولى لهم، وهم معتادون دوما على اتخاذ مواقف مضادة من أى عمل مصرى وطنى كبير، يحكى قصة انتصار رجالنا الأبطال عليهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved