ياسر جلال: مغامرة «ظل الرئيس» طوق نجاة لكل ممثل لم يأخذ فرصته

آخر تحديث: الأحد 18 يونيو 2017 - 4:31 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أحمد فاروق:

• حيائى كان يمنعنى من طلب العمل.. وتركت السوق يحدد حجمى ويضعنى فى المكانة التى أستحقها
• النجومية ليست هدفى.. وأسعد لحظة فى حياتى عندما يصفنى الناس بـ«الفنان»
• أستمر فى الفن بمجهودى وليس بالعلاقات.. ويكفينى شرفا أننى لم أسعَ لشخصية قدمتها فى مشوارى
• أتمنى تقديم شخصية طارق بن زياد فى فيلم تاريخى لنستعيد أمجادنا
وسط أكثر من 30 مسلسلا تتنافس فى رمضان، استطاع الفنان ياسر جلال أن يلفت الأنظار بمسلسل «ظل الرئيس» الذى يخوض به أولى بطولاته فى الدراما التلفزيونية، ويقدم فيه شخصية حارس سابق لرئيس جمهورية، تقتل زوجته وابنه، ويبحث فى إطار تشويقى بوليسى عن الجناة.
بدأ حياته الفنية طفلا لم يتجاوز 13 عاما بالمشاركة فى الجزء الثالث من مسلسل «محمد رسول الله» عام 1982، كما أنه الأول على دفعته فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1990، وكان أول وقوف له أمام كاميرا السينما بمشهد فى فيلم «النوم فى العسل» عام 1996، ومن المعروف أنه نجل المخرج المسرحى الراحل جلال توفيق.
«الشروق» التقت ياسر جلال، وسألته عن سبب تأخر نجوميته، ولماذا تحققت بـ«ظل الرئيس»، وإلى أى مدى سيغير منطقه فى التعامل مع السوق بعد نجاح المسلسل.

يقول ياسر جلال: تلقيت اتصالا من شركة فنون مصر للمنتجين محمد محمود عبدالعزيز وريمون مقار، وفى المقابلة الأولى مع الأستاذ ريمون، قال لى إنهم يريدون أن يصنعا لى تجربة مثل «بعد البداية» التى قدماها للفنان طارق لطفى فى 2015 وحققت نجاحا كبيرا، ولكنى تخوفت فى البداية، ورفضت العرض فى البداية اعتقادا بأن الأوان قد فات على المغامرة بمثل هذه الخطوة الجريئة.
لكننا تواصلنا مرة أخرى بعد فترة عبر الهاتف، فاستخرت الله وتوكلت عليه، وبدأنا نفكر ما الذى يمكن أن نقدمه، لأن هذه اللحظة لم تكن فكرة «ظل الرئيس» موجودة، وكانت الموافقة فقط على مبدأ تقديم دور رئيسى فى مسلسل.
والحقيقة أن موافقتى على هذه التجربة لم تكن بسبب تشجيع شركة الإنتاج فقط، ولكنى أخذت هذه الخطوة وحاولت أن أجتهد فيها قدر المستطاع، قناعة منى أن الله إذا كتب لها النجاح، ستكون طوق نجاة لزملائى الفنانين الذين لم يأخذوا فرصة ومساحة تمثيل محترمة فى الأعمال الفنية المختلفة.

• هل الخوف من المغامرة هو سبب تأخرك؟
ــ التأخر كان لعدة أسباب أهمها، أننى فنان شديد الحساسية، وهذه يمكن أن تعتبرها المشكلة، فأنا شخص بطبيعتى خجول جدا، ولن تصدق أننى على مدى حياتى الفنية لم أسع لمخرج أو منتج لأعمل فى مسلسل أو فيلم، والعكس هو ما يحدث، فالمخرج أو المنتج هو الذى يطرق بابى ويخبرنى باختيارى لشخصية ما فى العمل.
فأنا لم أفكر أو أسعى لأن أقدم بطولة مطلقة طوال حياتى، ولم أذهب لمنتج أو مخرج بفكرة لأقدمها، حتى فرصة «ظل الرئيس» نفسها، الشركة المنتجة هى التى فكرت فى ياسر جلال وليس العكس.

• ولكن ما فعلته عدم سعى وليس خجلا؟
ــ حيائى كان يمنعنى أن أذهب لمنتج أو مخرج لأطلب العمل، هذا هو طبعى، فأنا كنت ولا زلت أخشى أن يقول أحد بأننى أرى نفسى أكبر من حجمى، لذلك كنت أترك السوق طول الوقت أن يحدد حجمى، ويضعنى فى المكانة التى أستحقها من وجهة نظر القائمين على الصناعة، وليس من وجهة نظرى، وكنت دائما راضيا بحكم السوق، لأن كل إنسان قد يرى نفسه ملكا، وأعظم ممثل.

• حتى إذا كان حكم السوق ظالما ولا يعطيك ما تستحق؟
ــ أهمية الفنان لا تقاس بمساحة الدور، والممثل القادر على أداء مشهد واحد بشكل جيد يستطيع أن يقدم ألف مشهد جيد، ومن وجهة نظرى أيضا، لم أشعر بأننى تعرضت للظلم، بل أخذت حقى كاملا، ويمكن ربنا أراد أن تأتينى فرصة «ظل الرئيس» فى الوقت المناسب، ربما إذا جاءت مبكرا لما حققت هذا النجاح، ويكفينى شرفا أننى لم أسعَ طوال حياتى لتقديم أى شخصية، كما لم أقدم شخصية لم أحبها.
كما أن متعتى الحقيقية ليست بمساحة الدور وإنما بقيمته ومكانته فى الدراما التى أقدمها، فأنا أحب مهنتى جدا، والنجومية ليست هدفى، وكل ما يشغلنى أن أكون فى نظر المشاهدين فنان، وأسعد لحظة فى حياتى عندما يقال الفنان ياسر جلال وليس النجم والبطل.

• هل ستتعامل مع السوق بنفس المنطق بعد «ظل الرئيس»؟
ــ أعتقد أن السوق دائما تحكمه مسألة العرض والطلب، ومنطقى سيتغير تلقائى لأن كل العروض التى أتلقاها حاليا فى دور البطولة أو الشخصية الرئيسية للعمل، فأنا الحمد لله أسندت إلى مهمة ونجحت فيها، وبالتالى سيتم البناء على ذلك.
فمنذ بدايتى الفنية كان نجاحى تراكميا، واستمرارى فى الوسط الفنى حتى الآن بسبب الشغل وليس العلاقات، فأنا بدأت بدور صغير لم أنطق فيه كلمة فى فيلم «النوم فى العسل»، بعدها جاءنى دور أكبر، وهكذا حتى وصلت لـ«ظل الرئيس».

• إلى أى مدى تعتبر «ظل الرئيس» نقطة فاصلة فى مشوارك الفنى؟
ــ مشكلتنا أننا نتعامل مع الدور بالمساحة، رغم أن الحقيقة أن أهمية الدور تقاس بقيمته، وإلى أى مدى ترك بصمة، فليس معنى نجاح «ظل الرئيس» أن أدوارى فى «ساحرة الجنوب» و«شد أجزاء»، و«الفرح» لم تنجح.
وما يميز «ظل الرئيس» أنه عمل جماعى، وظهور الفنان بشكل جيد يتحقق عندما تكون عناصر العمل الفنى مكتملة، لكنى على المستوى الشخصى كممثل قدمت دورى بإخلاص فى «ظل الرئيس» كما كنت أعمل فى كل أدوارى السابقة، كما طلبت منى دون زيادة أو نقصان، فالممثل ترس فى ماكينة كبيرة، وعندما ينجح العمل يظهر مجهود الممثل.
وهنا لا يمكن أن نغفل أهمية الأدوار التى قدمها زملائى فى المسلسل، محمود عبدالمغنى وعلا غانم ودينا فؤاد، كانوا قمة فى الأداء، وجميعهم نجوم فى أدوارهم، ونجحوا فيها مثلى وأكثر، وأكون متجنيا إذا نسبت نجاح «ظل الرئيس» لنفسى، ومن العيب أيضا أن أقول إنه مسلسل ياسر جلال، لأنه بطولة جماعية ولا يوجد ممثل يمثل بمفرده.

• تقدم شخصية حارس للرئيس مبارك أثناء محاولة اغتياله فى إثيوبيا.. لماذا لم يظهر ذلك فى الأحداث؟
ــ لم نعلن ذلك لأننا لا نتناول الحادث بشكل مباشر، فنحن من اللحظة الأولى نقول إن هذا الرجل كان يعمل فى الماضى بالحراسات الخاصة لرئاسة الجمهورية، كجزء من تاريخ الشخصية، لنبرر سبب قوته فى المعارك التى يخوضها، وكيف يتغلب على خصومه.

• بعض المتابعين لفت نظرهم الشكل الذى ظهرت به فى «ظل الرئيس».. وتوقفوا عن تخليك عن «الشارب» الذى اشتهرت به فى معظم أعمالك؟
ــ ضحك قائلا: «الشنب لسه موجود»، وسبب ظهورى فى كثير من الأعمال بنفس الشكل كان سببه أن القائمين على الصناعة يطلبونى لتقديم الأدوار التى تشبهنى، بدليل إن فيلم «يوم الكرامة» على المثال ظهرت فيه بدون شارب.
وعندما جاءت تجربة «ظل الرئيس»، والمنتج نظر لى بشكل مختلف بعيدا عن التقليدى، ومنحنى فرصة الدور الرئيسى فى العمل، كان لابد من اختيار شكل مختلف للشخصية، وبالفعل عقدنا جلسات عمل كثيرة مع المخرج أحمد سمير فرج والمنتج ريمون مقار وقمنا بتجربة أكثر من شكل للشخصية، قبل أن نستقر على الشكل الذى ظهرت به فى «ظل الرئيس».

• قبل «ظل الرئيس» كان البعض يشبهك برشدى أباظة، والآن يشبهك البعض بجورج كلونى.. هل التشبيهات فى صالح الفنان؟
ــ أجاب دون استطراد أو شرح: جورج كلونى نجم كبير على عينى وعلى رأسى، ولكنى ممثل مصرى عربى أفتخر بمصريتى وعروبتى، يشرفنى أن أكون مثل المصريين والعرب الأمة التى أنتمى إليها.

• أخيرا.. ما هى طموحات ياسر جلال؟
ــ الستر والصحة ورضا ربنا، وأن يتذكرنى الناس بعد عمر طويل، ويقولوا «كان عندنا فنان محترم اسمه ياسر جلال».
أما الأمنية الحالية، فأريد تقديم فيلم تاريخى كبير عن القائد العسكرى طارق بن زياد، يعود بنا إلى زمن البطولات والفروسية، ويمنحنا أملا وطموحا ونستعيد به أمجادنا، وهناك أيضا الكثير من الشخصيات فى تاريخنا يمكن أن نقدم من خلالها القدوة والمثل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved