وزير الكهرباء يستعرض خطة الوزارة لتنويع مصادر الطاقة بمنتدى «أتوم إكسبو»

آخر تحديث: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 4:23 م بتوقيت القاهرة

رسالة موسكو- محمد صلاح

-مدير «روساتوم» الروسية: إنتاج نوع جديد من الوقود النووي.. وإنشاء 52 وحدة طاقة نووية بـ18 دولة على مستوى العالم


قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن مصر لديها استراتيجية متكاملة لإنتاج الكهرباء من مختلف المصادر سواء التقليدية أو المتجددة، وتم الاستعانة بالطاقة النووية لتدخل ضمن مزيج الطاقة في مصر بالبدء في بناء مفاعلات الضبعة النووية بالتعاون مع مؤسسة روس أتوم.

وقال الوزير، في الجلسة العامة لمنتدى أتوم إكسبو، بحضور وفد من رؤساء الهيئات النووية المصرية الثلاث وأليكسي ليخاتشيف، مدير عام المؤسسة الحكومية للطاقة النووية الروسية «روساتوم»، إن الحكومة المصرية نجحت في تحقيق الاستقرار على كافة المستويات، واتخذت قرارات إصلاحية عديدة وكان من أهمها بناء شبكة كهرباء قوية، ووضع بنية تشريعية جيدة هيأت المناخ لجذب الاستثمارات الخارجية إلى قطاع الطاقة في مصر وتحقيق الفصل التام بين شركات توزيع وإنتاج ونقل الكهرباء للوصول إلى سوق تنافسى حقيقي في إنتاج الكهرباء، وذلك في إطار تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، ويتم حاليا تنفيذ عدة مشروعات للربط الكهربائي مع دول الجوار شرقا وغربا وشمال مع قبرص واليونان للربط مع أوروبا.

وأكد أن مصر تنفذ مشروعها النووي بأحدث تكنولوجيات المفاعلات النووية في العالم بالتعاون مع مؤسسة روس أتوم الروسية، وتتضمن أعلى مواصفات الأمان النووي، كما يتم حاليا إعداد الكوادر على كافة المستويات لتشغيل المشروع النووي المصري.

وقال مدير عام المؤسسة الحكومية للطاقة النووية الروسية «روساتوم»، أليكسي ليخاتشيف، إن هذا المنتدى يُعطى اهتماما متزايدا بالطاقة النووية عاما تلو الآخر، حيث تمثل الطاقة النووية أهم مكونات ومفردات قطاع توليد الطاقة الصديقة للبيئة، خاصة أن يستضيف المنتدى هذا العام ممثلين من 66 دولة وأكثر من 40 وفدا، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من هذا المنتدى يتمثل في السعي نحو اتخاذ خطوات جريئة لتطوير القدرات النووية والتكنولوجية للقطاع النووي على المستوى العالمي.

وأضاف «ليخاتشيف»، في كلمته أثناء فعاليات مؤتمر ومعرض «أتوم إكسبو» 2018، أن الموضوع الرئيسي للمنتدى يعقد تحت عنوان «التعاون العالمي نجاح مشترك»، مؤكدا أن الهدف الرئيسي للمنتدى إقامة التعاون والشراكات والعلاقات قوية بين الجميع لتحقيق التطور على كافة الأصعدة، والتقدم للأمام وتقوية الأسس التي يعتمد عليها قطاع توليد الطاقة الصديقة للبيئة، والتي تمثل الطاقة النووية جزءا لا يتجزأ منه.

وأكد أنه يعتبر بمثابة فرصة كبيرة لتجمع دول العالم المختلفة لتبادل الآراء بينهم، نظرا لما يتمتع به المؤتمر من سمعة دولية طيبة، كما يتم أيضا مناقشة المشاكل التي تتعرض لها الدول، خاصة المتعلقة بالطاقة النووية، وذلك تزامنا مع تنامي تطوير مفهوم المحافظة على بيئة نظيفة، مؤكدا أن: «ذلك حتم علينا البحث على مصدر للطاقة لا يلوث البيئة أو يتسبب في وجود أية سلبيات عليها، ويكون آمن».

وشدد على أن روسيا تتوجه لاستخدام الطاقة النووية الآمنة، خاصة أنها تعتبر من الدول الرائدة في استخدام الطاقة النووية والاعتماد عليها بشكل أساسي ورئيسي، خاصة في بناء وتشغيل المفاعلات النووية والدراسات والأبحاث أيضا في هذا المجال، مؤكدا ضرورة دعم الاستخدام الأمثل للطاقة النووية الآمنة وتطويرها لتظل محافظ على مكانتنا الدولية، وأن هذا المنتدى يتبنى عنوان «التعاون المشترك» لضمان النجاح للجميع، مشيرا إلى أنه تم إنشاء 52 وحدة طاقة في 18 دولة على مستوى العالم بقدرات تصل 23 جيجا وات تم توليدها من الطاقة النووية، والتي نجحت في القضاء على انبعاث 20 مليار طن من الكربون التلوث.

وأشار إلى: «إنتاج نوع جديد من من الوقود النووي، وحان الآن أن نظهره للعالم الحديث، خاصة أنه يوجد ما يقرب من 2 مليار شخص محرومين من الكهرباء المستدامة، الأمر الذي يجعل حجم المشاكل يزداد، إلا أن كل ذلك يمكن أن نحله لو اجتمعنا في مكان واحد لبحث حلول المشاكل وتجاوز هذه العقبات».

وأكد مدير عام روساتوم الروسية، أن الطاقة النووية تعتبر المحرك لجميع الصناعات الأخرى، مع العلم أن طريق التنمية يحتاج لمسؤولية عالية وتعامل خاص، وعلى صناع الطاقة النووية أن يأخذوا على عاتقهم أن الأمان من العناصر المهمة الرئيسية، مشددا على أن تطوير الطاقة النووية، لا بد أن نحصل على الدعم من الحوار المجتمعى مهما كانت الدولة كبيرة ومهما كان تقدمها واستهلاكها للكهرباء المنتجة من الطاقة النووية.

وأضاف أن الطاقة النووية ستساهم بشكل كبير في مجال الأمن والاقتصاد خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكدا أن روسيا نجحت في تصنيع أول محطة نووية عائمة تحت سطح الماء، وهو ما يعتبر بمثابة أعظم حدث في العالم، وأن العشر سنوات الأخيرة شهدت عدة نجاحات كانت لها نتائجها المثمرة داخليا وخارجيا لمؤسسة روساتوم الروسية، خاصة أنها حملت على عاتقها رفع دور البيئة والحفاظ عليها.

ونوه إلى الانتهاء من تنفيذ وإنشاء 49% من إنشاءات المفاعل التركي حتى الآن، مشيرا إلى أن هناك بعض المشاركين والمساهمين اللذين قاموا بشراء أسهم في المحطة، مؤكدا أنه لا يمكن البناء في العالم كله إلا من خلال وجود شيوعية نووية، ما يدعم ويعزز الشركات الأخرى، وأن المجال النووي العالمي تغير كثيرا منذ 2011، فالكثيرون لم يغيروا طريقهم بعد حادث مفاعل «فوكوشيما»، ولم يغيروا سياستهم، إلا أن بعض الدول قررت إغلاق جميع المحطات النووية لكن هناك دول جديدة تدخل اليوم المجال النووي، لذلك نرى أن بعض الدول تخرج من المجال والبعض الآخر يدخل المجال النووي، وتنتظر الثورة الصناعية.

وفي مؤتمر صحفي للنائب الأول لرئيس الشركة المساهمة توفيل، أوليج جيريجوريف، والمتخصصة في إنتاج وتوريد الوقود النووي، أكد أن مصر اختارت أحدث موديلات المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء، وتم توقيع العقد العام الماضي ويشمل جميع وسائل الأمان الحديثة، مشيدا بكفاءة المفاوضين المصريين، واصفا إياهم بأنهم على درجة عالية من الكفاءة على الرغم من أنه ليس لديهم خبرة بتوريد الوقود النووي إلا أنهم استفادو من خبرات الآخرين، وأخذ التفاوض قبل توقيع العقد وقتا طويلا من الجانب المصري حيث يشمل العقد بنود وتفاصيل كثيرة جدا.

وأكد أنهم سيقومون بتوريد الوقود النووي لمحطة الضبعة طوال فترة عملها، وهو وقود من أحدث الأنواع على الإطلاق وسيكون مطابق لوحدات الطاقة التي سيتم بناءها، مؤكدا أنهم سيكونون على تواصل دائما مع الجانب المصري ونقل الخبرات اللازمة للكوادر المصرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved