14 سبتمبر..شاهد على مؤامرات الزعماء.. يوم برائحة الدم

آخر تحديث: الجمعة 14 سبتمبر 2018 - 7:44 م بتوقيت القاهرة

أحمد عبدالحليم:

يعيد التاريخ نفسه أحيانا كثيرة، فيكون أحد التواريخ شاهدا على كثير من الحوادث الكبرى، تختلف في تفاصيلها، مع اتفاقها مع فداحة ما جرى فيها.

14 سبتمبر، قد يبدو الرقم عاديا لكثير من الناس، فهو يأتي بعد 3 أيام من أحد أشهر الحوادث في العالم "تفجير جناحي برج التجارة العالمي"، لكن نظرة في التاريخ وتتبع الأحداث، يرصد أن هذا اليوم، يحمل من رائحة الدم وتفاصيل المكر والدهاء، وتدبير المؤامرات الكثير.

من مقتل الخليفة العباسي الرابع أبو محمد الهادي، إلى اغتيال الرئيس اللبناني أمين الجميّل، مرورا باغتيال الرئيس الأمريكي، وليام ماكينلي، وانتحار عبدالحكيم عامر، يبدو التاريخ نفسه 14 سبتمبر، شاهدا على تحولات كبرى في التاريخ ومجريات الأمور، رغم اختلافها، وقعت جميعا في نفس التاريخ 14 سبتمبر، ليبقى شاهدا على أفول وغياب شخصيات، وظهور آخرين ووصلهم إلى أعلى المناصب، وفق الترتيب الزمني للأحداث :

مقتل الخليفة العباسي أبو محمد الهادي :
الهادي (766-787) هو الخليفة العباسي الرابع، ولي الخلافة بعد وفاة أبيه الخليفة المهدي
أخذ له شقيقه هارون الرشيد البيعة بالخلافة، لوجوده بـ"جرجان" إحدى مدن شمالي إيران حاليا والمعروفة باسم "استراباد.
شهد عصره العديد من الثورات والصراعات والاحترابات الداخلية والخارجية، بينها ثورة الحسين بن علي، حفيد الحسن بن علي، حفيد الرسول الكريم.
قضى الهادي على ثورة الحسين ورجاله في موقعة "فخ" قبل أن يهرب من تبقى من رجال الحسين إلى المغرب العربي، مؤسسين لنواة دولة الأدارسة.
انقسم المؤرخون حول وفاة الخليفة الهادي، فبعضهم رأى أنها وفاة طبيعية، فيها رأى البعض الآخر أنه تعرض لعملية اغتيال مدربة من قبل الخيزران، أم هارون الرشيد التي أمرت جواريها أن يقتلنه خنقا، لرغبة الهادي في خلع أخيه هارون الرشيد، نجل الخيزران، من ولاية العهد، ونقلها لإبنه جعفر.

أشرف عبدالغفور بشخصية الخليفة الهادي

 



تولي هارون الرشيد الخلافة :
بويع هارون الرشيد بالخلافة في ليلة الجمعة التي توفي/اغتيل فيها أخوه الخليفة موسى الهادي، وكان عمره آنذاك 22 عاما.
يعد هارون الرشيد (766-809) هو الخليفة العباسي الخامس، كما أنه أب لثلاثة من الخلفاء العباسيين، المأمون والأمين والمعتصم بالله، وشقيق لخليفة هو موسى الهادي، ونجل خليفة أبو عبد الله المهدي.
لم ينل خليفة من الخلفاء، باستثناء الخلفاء الراشدين، ما ناله الخليفة هارون الرشيد، وهي شهرة امتزجت فيها حقائق التاريخ بخيال القصص والروايات الشعبية.
ويرى قسم كبير من المؤرخين أن الصورة المرسومة شعبيا للرشيد باعتباره أقرب إلى اللهو والعبث، غير صحيحة، واصفين الرشيد بأنه "كان يحج عاما ويغزو عاما" وأن الصورة المرسومة في أذهان العامة أقرب للأساطير والخيال.

قصي خولي بشخصية هارون الرشيد

اغتيال الرئيس الأمريكي وليام ماكينلي :
وليام ماكينلي (1843-1901) هو الرئيس الـ25 للولايات المتحدة، وآخر المحاربين القدامى من الحرب الأهلية الأمريكية يصل للرئاسة.
تولى الرئاسة في ولاية أولى له بين عامي 1897-1901م، وأعيد انتخابه لولاية ثانية، واغتيل في أول ستة أشهر من ولايته الثانية.
أصيب بطلق ناري في 6 سبتمبر 1901 خلال وجوده بقاعة معبد الموسيقى، بنيويورك، بعد أن أطلق عليه "الفوضوي ليون تشوجوز" الرصاص ليتوفى بعد ذلك بـ8 أيام في 14 سبتمبر، بسبب إصابته بـ"غرعرينا" نتيجة طلقات الرصاص.

وليام ماكينلي

تولي تيودور روزفلت الابن الرئاسة:
كان تيودور روزفلت ((1858-1919) قياديا في الحزب الجمهوري، واختير نائبا للرئيس ماكينلي في ولايته الثانية، وعقب اغتيال الأخير، أدى اليمين كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في 14 سبتمبر 1901، قبل أن يحصل على ولاية ثانية في الحكم.
زار روزفلت مصر مرتين، الاولى وهو صبي برفقة عائلته، عام 1872، والثانية عقب انتهاء مدته الرئاسية الثانية، ألقى فيها خطابا في نادي الضباط المصريين.

تيودور روزفلت

وفاة المشير عبدالحكيم عامر :
أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة يوليو 1952.
كان عبد الحكيم عامر (1919-1967) صديقا مقربا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الحربية.
عين كأول نائب لرئيس الجمهورية.
شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة إبان هزيمة 1967 التي تسببت في توتر علاقته بالرئيس جمال عبدالناصر، وتحديد إقامته جبريا في منزله.
في 14 سبتمبر 1967 أعلن رسميا عن انتحاره بسم السيانيد، في فيلا بإحدى ضواحي الجيزة.
حتى الآن ما زالت أسرة المشير عامر، ترفض الرواية الرسمية بانتحاره..

 

عبدالحكيم عامر

اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميّل.
بشير الجميل (1947- 1982) هو سياسي لبناني، وقائد لميليشيا القوات اللبنانية، انتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية، لكنه اغتيل قبل تسلمه المنصب رسميا.
الجميل، هو الإبن الأصغر للقيادي المسيحي، بيار الجميل، وشقيق امين الجميل، الذي خلفه كرئيس للجمهورية اللبنانية.
عمل محاميا قبل الحرب الأهلية، وتدرج في حزب الكتائب اللبنانية، حتى أصبح القائد العسكري للحزب، ثم أسس القوات اللبنانية، وتولى قيادتها، وهي أحد الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية اللبنانية.
اغتيل في اجتماع لأعضاء الكتائب، بانفجار قنبلة، أدت لمصرعه مع 26 قياديا من الكتائب.

الرئيس اللبناني بشير الجميّل

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved