يوسف منصور في حوار لـ«الشروق» بعد غياب 17 عاما: حلم العودة للسينما ما زال يراودنى رغم المرض

آخر تحديث: الثلاثاء 13 مارس 2018 - 10:42 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ مصطفى ندا:

• أسعى للمشاركة فى فيلم يتحدث عن مجابهة مصر للإرهاب ولو بدور بعيد عن البطولة
• السقا ومحمد رمضان أثبتا وجودهما فى الأكشن وعليهما الاستعانة بمتخصصين فى مشاهد الحركة
• تاريخ مصر حافل ببطولات يمكن ترجمتها لأعمال سينمائية خالدة
«قبضة الهلالى» و«جحيم امراة» و«قط الصحراء» أفلام ظلت عالقة فى أذهان المتفرج المصرى المحب للسينما، التى قام بدور البطولة فيها الممثل يوسف منصور بطل الكونغوفو المصرى، الذى حاول أن ينشر ثقافة لعبته عبر صناعة أفلام الأكشن والإثارة فى مصر خلال فترة التسعينيات ومطلع القرن الواحد والعشرين، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد تعرض منصور لوعكة صحية كبيرة أثرت عليه وأرغمته على الابتعاد عن مجال التمثيل والوسط الفنى لفترة طويلة قاربت على الـ17 عاما.

فى حديث خاص لـ«الشروق» يتحدث يوسف منصور عن اللحظات العصيبة التى مر بها خلال إصابته بمرض السرطان، ومراحل التعافى وكيف ساعدته تلك الفترة على الرغبة فى تغيير مصائر العديد من الأفراد الذين أصابتهم الأمراض المزمنة عبر شركته التى اقامها فى ألمانيا، والمتخصصة فى المجال الطبى، وتحدث أيضا عن رغبته فى العودة إلى مجال السينما بشكل مختلف تحديدا من خلال فيلم يتحدث عن مجابهة مصر للأرهاب وما تتعرض له خلال الآونة الأخيرة.. ويتحدث ايضا عن كيفية النهوض بأفلام الأكشن فى السينما المصرية.

• كيف شكلت تجربة مع مرض السرطان نقطة تحول بالنسبه لك فيما يتعلق بعملك فى المجال الطبى والسعى لتغيير حياة العديد من البشر الذين أنهكتهم الأمراض المزمنة؟
ــ قرارى بفتح شركة فى ألمانيا لها علاقة بالمجال الطبى كان له كواليس كثيرة، فمنذ أن تعافيت من مرض السرطان قبل عام ونصف دون الحاجة إلى علاج كيميائى قررت أن أهتم بهذا الموضوع كثيرا، وكنت أسعى لتقديم مستندات تثبت أن علاج مرض السرطان بالكيماوى مجرد أكذوبة كبيرة، فضلا عن أن هناك مليارات الدولارات التى تنفق يوميا من أجل هذا العلاج الباهظ ولذلك حاولت أن أنقل تجربتى للمرضى وأطمئنهم بأن هناك أملا كبيرا فى التعافى والشفاء من هذا المرض، وأثبت أن العلاج يكمن فى جسد الإنسان وداخل دمه وليس بتناول الحبوب، وكل هذه الأمور قادرة على علاج السرطان ولكن شركات الأدوية تحاول تأجيل الموضوع لعام 2025 لأمور لها علاقة بسوق الدواء وفى نهاية المطاف لا يستطيع شخص مثلى مجابهة شركات ومؤسسات كبيرة فى العالم.

• وهل كانت مهمتك فى ألمانيا سهله أم واجهتك عقبات؟
ــ الناس كانت تتلقى العلاج لدينا على مدار 12 عاما وكنا نحاول توعية الناس بأن هناك أملا لتغيير قانون الدواء وتعرضت معاملنا للايقاف لمدة 4 سنوات ونصف، وكنا فى هذه الفترة نحاول استخراج الترخيص الجديد وكانت المعامل مستمرة فى تخصصها منذ 2001 وبالتأكيد فترة الايقاف التى تعرضنا لها لمدة 4 سنوات جعلتنا نتحمل مصاريف باهظة فيما يتعلق بالرغبة فى فتح المعامل مجددا حتى تتأكد وزارة الصحة هناك بأن الأمور تسير على نحو جيد ولكن الأمور كانت صعبة للغاية، وكل ما أريد إيصاله للعالم بأن العلاج يجب ألا يكون له علاقة بالتجاره لأنه شىء انسانى بحت، وكان هدفنا فرحة وإسعاد للناس وللعلم لم يأت الينا أحد اختياريا فكان البعض هناك ينتهى من العلاج الكيماوى ثم يأتى الينا على الرغم من أن علاج السرطان يجب أن يتم من خلال تقوية جهاز المناعة وليس إضعافه.

• والى أى مدى كان تأثير فترة الابتعاد الطويلة عن السينما؟
ــ ابتعادى عن الوسط الفنى 17 عاما بعد إصابتى بتهالك فى المفاصل عام 2006 لم يؤثر على بالسلب، فكنت أستعيض عنها بمحبة النتائج التى كانت تحدث فى المركز عندما كنت اشاهد أناسا غير قادرة على الحركة وتعانى من مشاكل كبيرة فى العمود الفقرى وتعاود الصمود وتستطيع أن تتخلص من الكرسى المتحرك، وهذا الأمر كان يمثل متعة كبيرة بالنسبة لى، ولكنى كنت متابعا جيدا للأعمال السينمائية فى مصر طوال فترة الغياب، وكل ما يهمنى فى الوقت الراهن هو العوده بعمل فنى أكون فخورا به من خلال فيلم جيد غنى بالتفاصيل والمعلومات التى تثرى المشاهد، ودعنا نكون واقعيين فالابتعاد عن السينما لفترة طويلة قطعا يؤثر على بورصة الفنان وأسهمه فيما يتعلق بأجره ووضعه، ونعلم جيدا فى التوقيت الحالى أن كل النجوم الموجودين على الساحة الفنية لهم سعرهم فى السوق والقيمة المحددة لكل منهم وفقا لوجودهم وتأثيرهم على شباك التذاكر، والايرادات والجمهور الآن فى حاجة إلى شركات انتاج تستطيع أن تتحمل على عاتقها المخاطرة بتقديم نوعية افلام مختلفة وتجديد الدماء ولكن بخلاف ذلك لم الاحظ تأثيرا كبيرا فيما يتعلق بابتعادى عن التمثيل طيلة هذه المدة.

• ما هو الفارق بين أفلام الحركة فى التسعينيات والآن؟
ــ عندما دخلت هذا المجال وحصلت على فرصتى فى السينما لم يكن هناك حجم الامكانيات والتكنولوجيا المتوافرة حاليا فى الأفلام وكنت أطالب بتوفير عدة كاميرات فى المعارك لكى تظهر للمشاهد بشكل مقنع وجميع من عملوا معى فى هذه الأفلام كان أغلبهم أبطالا حقيقيين، وكان هدفى ان أقدم للجمهور افلام اكشن على غرار ما نشاهده فى أمريكا، لكن الامكانيات لم تساعدنا، فضلا عن ذلك فإن فكرة وثقافة صناعة افلام الأكشن فى هذا التوقيت لم تكن موجودة حتى ما يتعلق بأصوات الضرب فكنا نذهب إلى مكتبة مدينة السينما فى الهرم وكانت تسجيلات الأصوات منذ عام 1948 والكاميرات غير متحركة ولكن الأمور اختلفت تماما الآن، وأصبح المخرج قادرا على تنفيذ الحركات بدرجة كبيرة من الدقة حنى فى الدراما التليفزيونية، والتى اصبحت تشبه إلى حد كبير ما يحدث فى السينما الأمريكية وأصبح كل الفنيين على درجة عالية.

• هل جيلك تعرض للظلم فى تنفيذ أفلام الحركة؟
ــ بالطبع وهذا يعود إلى ضعف الأجهزة والكاميرات.

• هل يفضل أن يكون ممثل الأكشن لديه خلفية رياضية؟
ــ ليس بالضرورة ولكنه يجب أن يتدرب جيدا ويجب أن يستعين بمتخصصين فى مجال الحركات القتالية، اذا كان الفيلم يستدعى هذا، لأن كل هذه التفاصيل الصغيرة هى جزء من ثقافة صناعة أفلام الأكشن اذا اردنا الدخول فى مجال المنافسة، وهناك البعض من النجوم والممثلين استعانوا بى وطلبوا منى كيفية تعلم الحركات.

• فى رأيك.. أى من النجوم الموجودين على الساحة السينمائية حاليا اثبت نفسه فى أفلام الأكشن والحركة؟
ــ أحمد السقا نجم كبير واثبت نفسه فى افلام الأكشن وكذلك محمد رمضان، وأتمنى التعددية فى أبطال الأكشن فى مصر مثلما يحدث بأمريكا.

• كيف ترى مطالبة البعض لممثلى الأكشن بتنويع أدوارهم والاتجاه إلى التراجيديا وبعض الأحيان إلى الكوميديا؟
ــ التخصص مطلوب واذا كنت ممثلا استطيع النجاح بقوة فى أفلام الأكشن وعندما أخاطر وأجازف بالتغيير وتصنيف الممثلين هو أمر طبيعى ومتعارف عليه فى كل دول العالم ولا يوجد ممثل شامل، فالنجم المحبوب والأمور يختلف عن النجم الشرس الذى يؤدى الأدوار العنيفة ولكلا مجاله.

• هل من الممكن أن يعود يوسف منصور للسينما بشكل مختلف؟
ــ أخشى من الأفلام المبنية على قصة عادية وتدخل فيها المعركة فجميع هذه الأفلام لا تستند إلى الاحترافية، وانا شخص واقعى، فلم أعد صغيرا كما كنت فى الماضى، فضلا عن أن أفلام الأكشن تحتاج إلى الممثلين الشباب ومن الممكن أن أكتفى بدور المدرب فى أحد أفلام الأكشن.

• كيف ترى وجود النجوم المصريين على الساحة العالمية وخاصة ممثلى الأكشن والحركة؟
ــ الممثل المصرى مهما وصل من نجومية تكون منحصرة فى إطار محيطه العربى والاقليمى وهذا لا يمثل تقليلا من شأنه ويجب أن ننفتح على الغرب ونقبل بأدوار ثانوية فى الأفلام العالمية.

• هل ترى خطوات ممثلين على غرار خالد النبوى وعمرو واكد فى أداء تجارب تمثيل بأفلام عالمية خطوة مهمة؟
ــ بالتأكيد يجب أن ننفتح على العالمية، فبمجرد حصول ممثل مصرى على دور فى فيلم أمريكى يفتح له المجال لأعمال أخرى وفى الوقت ذاته يتعرف علينا العالم الخارجى، ويكفى ما قاله الممثل العالمى سيلفستر ستالون فى أحد المؤتمرات الصحفية عن مدى رغبته فى القدوم إلى مصر وذكر «إن الله يكافئنى بعد كل هذه الرحلة الطويلة لكى أذهب إلى مصر مع عائلتى»، وكل هذه الأمور تمثل دعايا للسياحة فى مصر وهو ما نحن فى أمس الحاجة اليه فى تلك المرحلة.

• البعض يرى أن فكرة اقتباس أفكار من أفلام أجنبى مثل «بدر» من فيلم «ذا بادى جارد» هو أمر غير محبب فهل هذا يعيب عددا من الأفلام المصرية؟
ــ هناك عدد كبير من الأفلام المصرية مقتبس من أفلام أجنبية، فضلا عن أن الفيلم اسمه «بدر ادخلوها آمنين» وفى هذا الفيلم تحديدا قرأت المشهد المصرى مبكرا فقد تحدثت عن قناة السويس وتحدثت عن أزمة المياه وهى قضايا نعاصرها حاليا، وعوضا عن ذلك قدمت مشهدا فى مجمع الاديان للرد على الامريكان ومن تحدثوا عن وجود انقسام بين المسلمين والمسيحيين.

• هل تتمنى العوده للسينما فى فيلم يجابه الإرهاب خاصة فيما يتعلق بما تواجهه مصر خلال الآونة الأخيرة؟
ــ مبدئيا مصر تمتلك كنوز ومليارات الدولارات فى مجال صناعة السينما وهى أمور تستند إلى حقائق، فنحن نشاهد أمريكا وهى تقدم العديد من الأفلام عن الحراسات الخاصة والحروب فى أفغانستان والعراق ولكن فى واقع الأمر الولايات المتحدة لم تكسب معركة واحدة، فى الواقع الذى بنت عليه افلامها، بينما مصر تمتلك مادة خصبة من البطولات الحقيقية فى مجالات التدخل السريع والحراسات الخاصة وملفات البطولات فى سجل المخابرات والشرطة والجيش، وبالتالى اذا اهتم منتجو السينما بترجمة هذه الأعمال إلى نصوص سينمائية يعد أمرا مذهلا مثل تقديم فكرة مسلسل أو فيلم عن بطولات الرائد المنسى والصاعقة، وكفى الحديث عن أفلام الجنس والدم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved