«لأنهم يستحقون الحياة».. متطوعون ينشئون دارًا لإيواء المشردين

آخر تحديث: السبت 13 يناير 2018 - 9:28 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ لمى أحمد:

فى أجواء قارسة البرودة كهذه، كان محمود درج يتجول بسيارته فى شوارع مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، فلمح رجلا يفترش الأرض تحت أحد الكبارى، ذا شعر طويل ولحية طويلة، يلبس ملابس رثة ممزقة، ووجه شاحب يلطخه الغبار، فأوقف السيارة وذهب للتحدث معه ثم التقط له صورة.

لم يكتف درج بالصورة فحسب، بل ساعده فى الحصول على بعض الملابس من جيرانه واصطحبه إلى الحلاق لتهذيب شعره ولحيته ووفر له مكانا للاستحمام والنوم، فبعد أن ظهرت ملامح وجهه التى أخفتها أوجاع الشارع التقط له صورة أخرى، ووضع صورة له قبل وبعد التغيرات التى طرأت عليه على «الفيسبوك».

لم يمض أيام من انتشار الصورة حتى تعرف عليه أهله واتضح أنه من سكان حى الهرم بمحافظة الجيزة، لكنه أصيب بمرض نفسى وهرب إلى الشارع، حتى عاد إليهم بعد 7 سنوات.

من هنا تفتق ذهن محمود درج عن إنشاء دار لإنقاذ المشردين وحمايتهم من المتاعب التى يتعرضون لها فى أثناء بقائهم فى الشارع.

سعى محمود لتنفيذ هذه الفكرة مع بعض المتطوعين من جميع الأعمار والمتبرعين إلى أن تم إشهار دار بسمة لإيواء المشردين ومقرها فى مدينة الزقازيق، وتكوين فريق لإنقاذ المشردين وأصبح هناك دار للرجال تضم 95 رجلا ودار للسيدات تضم 35 سيدة.

تم إنقاذ 170 حالة من مختلف المحافظات منذ إنشاء الدار، وقال محمود إن هناك 4 حالات فقط رفضت الاستجابة لهم بسبب عصبيتهم الزائدة وعدم ثقتهم بأحد، على الرغم من أنهم ظلوا يتحدثون إليهم لساعات طويلة.

وأضاف أنه بمجرد ورود بلاغ عن شخص مقيم بالشارع، فإنهم يقومون بتحديد المكان والذهاب إليه مع أخذ الاحتياط وطرق الوقاية لحماية أنفسهم من التعرض لأى عدوى. ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد المواطنين المشردين فى الشوارع لكن وزارة التضامن الاجتماعى توفر مساحات آمنة لاستقبال بعهضم.

تقدم دار بسمة العناية الصحية والنفسية للنزلاء لمحو الآلام التى تعرضوا لها فى الشارع. ويتمنى درج أن يكون للدار مكان خاص ومستقل يتسع للجميع حتى تصبح الشوارع خالية من المشردين تحت شعار «لأنهم يستحقون الحياة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved