فى الشيشان.. رمضان قوقازى يبدأ من قمم الجبال

آخر تحديث: الثلاثاء 12 يونيو 2018 - 10:01 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ شدى طنطاوى:

ربما جاء الرئيس الشيشانى رمضان قديروف إلى الدنيا فى شهر رمضان، فأطلق عليه ابواه هذا الاسم تيمنا بالشهر الفضيل، مثل عادة مسلمى جمهورية الشيشان الذين يطلقون على العديد من الأطفال المولودين خلال هذا الشهر المبارك «رمضان» بالنسبة للذكر و«مرحى» للأنثى ويعتبران أجمل الأسماء لدى الشيشانيين.
وخلال عقود طويلة كانت خلالها جمهورية الشيشان جزءا من الاتحاد السوفيتى، عانى الشيشانيون من منع السلطات الاحتفالات بالأعياد والمناسبات الدينية أو إحياء شعائر شهر رمضان المبارك، لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتى زاد اتصال الشيشان بالعالم الإسلامى، فتأسست المدارس الإسلامية والجامعة الإسلامية وانتظم الكثير منهم فيها، وصار لشهر رمضان فى ذلك البلد الأسيوى عادات وتقاليد، يسعى الشياشنيون من ورائها، لتعزيز ارتباطهم بهويتهم واستقلالهم الدينى والتراثى وأسلوبهم المعيشى القوقازى.
وتبدأ استعدادات الشيشانيين للشهر الكريم خلال شهر شعبان، وفى الليالى الأخيرة يتم إرسال ممثلين للمجتمع وهيئة الإفتاء إلى قمم الجبال لاستطلاع هلال رمضان، وبعد ثبوت رؤية الهلال يتم الإعلان عنه لكل الشعب. فى صباح اليوم الأول من شهر رمضان يخرج الشيشانيون لزيارة المقابر وعوائل الشهداء ويتذكرون بطولات الأجداد ومقاومتهم التى حدثت خلال هذا الشهر، وتخصص ليالى الجمعة لحلقات الذكر التى تقيمها الطرق الصوفية.
من العادات الجميلة لدى العائلات الشيشانية الإفطار مع بعضها البعض، فمن النادر أن تفطر الأسرة لوحدها، بل إنها تدعو أسرة أخرى أو تكون مدعوة من الآخرين.
يشتهر المطبخ الشيشانى بكونه واحدا من أقدم المطابخ فى القوقاز، وتفضل العائلات طهى الأطباق الوطنية التقليدية لأنها صحية أكثر، كما يعرف أهل الشيشان بالكرم أثناء تحضير الأطباق فهناك مثل شيشانى يقول «إذا طهوت لثلاثة أشخاص يجب أن يشبع الرابع أيضا».
وتتسم الأطعمة الشيشانية بكونها ليست حارة وتعتمد بشكل كبير على الدقيق، وفى رمضان تشتمل أغلب الأطعمة على اللحوم، ومن أشهر المأكولات «غالناش» وهو دقيق الذرة الممزوج بالسمن والعسل، وخينجالش وشيبالجاش وهو طبق من الدقيق المحشو باليقطين أو الجبن.
وفى رمضان يكثر إقبال الناس على المساجد من كل الأعمار، وخصوصا الأطفال الذين تجاوزوا سن السابعة؛ فتزدحم المساجد بالمصلين خصوصا فى صلاة التراويح، وتكثر فى هذا الشهر حلقات الذكر التى تبدأ أحيانا بعد صلاة الفجر وتمتد حتى شروق الشمس، أو تقام بعد صلاة العشاء والتراويح، وغالبا ما تخصص ليلة الجمعة لحلقات الذكر وتنتشر الطرق الصوفية بين الشعب الشيشانى، لكنها تختلف بمفهومها عما هى عليه فى العالم العربى.
والشعب الشيشانى عميق التدين ليس بمعنى الدراسة لعلوم الدين ولكن فى عاطفته الدينية وإيمانه الراسخ بعقيدته، وتجد لدى الشيشانى تقديرا خاصا لعلماء وشيوخ الدين، فالمتتبع لتاريخ الشيشان يجد ان جميع قادتهم كانوا أئمة وعلماء، ومن أبرزهم الشيخ منصور الذى أقام دولة مستقلة فى القوقاز فى القرن الثامن عشر، والإمام محمد شامل أبرز الشخصيات فى تاريخ الشيشان والذى أقام دولة مستقلة من الشيشان وداغستان، كما أن اكثر المقاومين الذين سعوا نحو الاستقلالية فى أيام الحكم الشيوعى كانوا من شيوخ الدين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved