جواد الأسدي: أراهن على الروح العراقية في «تقاسيم على الحياة»

آخر تحديث: السبت 12 يناير 2019 - 5:57 م بتوقيت القاهرة

حاتم جمال الدين


"كيف يستطيع أن يحول نص تشيكوف السردي إلى الروح العراقية؟، ومشهد الواقع العراقي الراهن بمشكلاته وتعقيداته، دون أن يتورط في الخطابية اوالنبرة العالية ؟، وكيف يعبر عن روح العراق، ولا يبتعد عن الحياة اليومية وما يجري في الشارع العراقي وداخل الإنساني العراقي الآن؟ تساؤلات حاول المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي أن يجيب عليها في عرضه "تقاسيم على الحياة"، والذي يستضيفه مسرح السلام في الخامسة مساء غدًا الأحد، ضمن فعاليات الدورة 11 لمهرجان المسرح العربي، والمقامة حاليا في القاهرة.

وفي المؤتمر الصحفي، الذي أقيم، اليوم السبت، لتقديم العرض، وحضره الفنان مناضل داود، والفنان فلاح إبراهيم ممثلاً عن وزارة الثقافة العراقية، قال "الأسدي"، إن تقاسيم الحياة الذي أعد له النص، ويقوم بإخراجه يمثل بالنسبة له رهانًا صعبًا حاول من خلاله الإجابة على كثير من التساؤلات.

وأكد أنه يراهن على الممثل الفدائي، وأنه لا يختاره بشكل عشوائي إنما يقوم بالاقتراب من الممثل والحديث معه، ومعرفة أفكاره واتساع أفقه ومدى قدرته واستيعابه للمسرح، وما يمكن أن يقدمه من خلاله، كما يرى كيف يعيش في بيته، وكيف يمارس حياته اجتماعيا، وغير ذلك حتى يعرفه بدقة، مشيرًا إلى أنه عمل مع فرق عربية متعددة ومختلفة، ويعي تماما أن هناك اختلافات بين الممثلين، من حيث الثقافة والحساسية والوعي بممكنات الجسد، وما يمكن أن يحققه على الخشبة من مكان إلى آخر وفقا للتربية الاجتماعية والسياسية التي يتلقاها في مجتمعه.

وأضاف أن بعض المجتمعات لديها حرية كبيرة، فيما يتصل بممكنات الجسد؛ لذلك فهي تعطي مساحات واسعة للاشتغال، وتجعل المخرج يذهب بها بعيدا، في حين لا تستطيع أجساد في مجتمعات أخرى أن تتجاوز الحدود.

وعن تجربته في عرض الخادمتان، قال إنها كانت تجربة مثيرة، حيث امتلأت بالروح المغربية، مشيدا بروح الفنانين الذين عملوا فيها، وكيف كانت أرواحهم تصعد إلى آفاق فنية عالية ومن بينهم "عبد الجبار خمران"، الذي وصفه بأنه كان عشيرة مسرحية كاملة.

وشدد "الأسدي" على أن الممثل الحقيقي هو من يمتلئ بالشغف والحب والروح، هو الفدائي والقديس ومن يمتلك روحا عظيما، مؤكدا أن من لا يمتلك الشغف والرغبة والقدرة على المغامرة مع الزمان والمكان، فلن يكون له قيمة ولا معنى في المسرح، مشيدا بفريق عمله من محترفين وشباب لفدائيتهم وما يمتلكونه من روح عظيمة.

ومن جانبه قال صميم إبراهيم، أحد صناع العرض، إن العمل مع المخرج الكبير جواد الأسدي، يعد تجربة فريدة من جميع نواحيها، مشيرًا إلى تغير الظروف بين تقديمه في بغداد، حيث راعى المخرج إقامته بشكل يضع الجمهور داخل العرض، ليشملهما فضاء مشترك يقول من خلاله، إن هناك هم مشترك يجمع الكل، فيما سيقدم العرض في القاهرة داخل العلبة الإيطالية.

وأوضح أن هذا الفرق في السينوغرافي، سيتيح استعراض الجمهور لجمالية السينوغرافيا من الخارج، ولكنه قد يلغي العلاقة الحميمية بين العرض والجمهور.

وأكد صميم حسب الله، أن العرض نجح – من وجهة نظره - فيما راهن عليه، واستطاع أن يحقق الحالة العراقية، على مستوى الهموم المطروحة، من خلال اشتغاله على النص الروائي القصير لتشيكوف.

ومن جانبه أوضح الفنان فلاح إبراهيم، أن عرض "تقاسيم على الحياة" يعود بجواد الأسدي إلى المسرح العراقي، بعد غياب حوالي 20 عاما، مشيرا إلى أن الأسدي واحد من الأسماء الكبيرة والمهمة في المسرح العراقي، وأن وزارة الثقافة مهتمة بهذه التجربة وتقدم كل شيء للعرض ليقدم بنجاح كما حدث في تونس وبغداد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved