مساعد وزير الخارجية الأسبق: الوساطة الدولية وسيلة لاحتواء ومنع تفاقم النزاعات

آخر تحديث: السبت 12 يناير 2019 - 11:58 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكد السفير سيد المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية الوساطة الدولية الناجحة كاحدي وسائل احتواء ومنع تفاقم النزاعات ووصولها إلى مرحلة الحرب.

جاء ذلك في الندوة التي عقدتها الجمعية المصرية للأمم المتحدة، مساء السبت، وأدارها السفير عزت البحيري رئيس مجلس إدارة الجمعية، بحضور العديد من السفراء السابقين، والشخصيات العامة ومختلف فئات الشعب العمرية والفكرية.
وتحدث السفير سيد المصري الذي شغل منصب أمين عام مساعد منظمة التعاون الإسلامي عن أهمية تطبيق الوساطة الدولية لاسيما في دول بها اضطهاد للإقليات الإسلامية وعن دور منظمة التعاون الإسلامي كوسيط في هذا الشأن.

وأوضح أن ما يعوق تفعيل المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة - والتي تنص على حل المنازعات سلميا- هي مادة اخرى داخل الميثاق وهي المادة 2 فقرة 7 والتي تحظر التدخل في الشئون الداخلية للدول، مشيرا إلى أن معظم المنازعات اليوم هي منازعات داخل دولة واحدة ولذلك فان المبادرة بالوساطة تمثل تدخلا في الشئون الداخلية.

ولفت إلى حدوث تغيير فيما بعد في مبدأ التدخل ، حيث أصبح للمجتمع الدولي مسئولية حقوق الإنسان وإن هذا التطور قد حدث دون تعديل الميثاق، ولكن ما تغير هو تعريف الشئون الداخلية ، مشيرا في هذا الصدد إلى إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار إلى أن كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة الأسبق والذي أمضى فترة داخل الأمم المتحدة كخبير لحفظ السلام ، كان أول من انتقد نظام حفظ السلام ، ورأى أن الأمم المتحدة تصل بعد حدوث الكارثة لنصب خيام اللاجئين وعد الجثث وإيصال المساعدات الغذائية ، متسائلا :"فلماذا تنتظر حتى تندلع الحرب التي عليها أن تمنعها من البداية".

وأكد السفير سيد المصري على أهمية التفكير في صنع السلام وليس في حفظه، وأن مفهوم الوساطة ظهر بعد نشأة فكرة صنع السلام ثم ظهرت الدبلوماسية الوقائية التي تمنع نشوب النزاع أو تدهور الوضع وصولا إلى الحرب.

وأشار السفير إلى الوساطة الدولية الناجحة التي تدخلت لدى كوسوفو ، وأنه على الرغم من أن هذا التدخل كان ضد ميثاق الأمم المتحدة إلا أن العالم أشاد به لأنه نجح في إنقاذ المسلمين من الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن التحول الذي حدث بالعالم أدى إلى قبول الوساطة الدولية والإقليمية.

وتحدث السفير سيد المصري عن عوامل نجاح وفشل الوساطة الدولية ، موضحا أن نجاح الوساطة يعتمد على عدة عناصر أساسية أولها في رؤية أطراف النزاع وأن هذه الوساطة ستحقق لها شيئا أو أن عدم القيام بها سيصيبها بأذى ، أي أن الأطراف المتنازعة لابد أن تشعر أن الوسيط الدولي سيكون له فائدة.

كما تحدث السفير عن أهمية أن تتدخل الوساطة في وقت مبكّر قبل أن تتكاثر المجموعات المتنازعة وتتشرذم ، وتتكاثر التدخلات الخارجية ويصبح من الصعب إيجاد متحدث واحد ، كما أن التدخل المبكر يحول دون تدويل النزاع ودخول أطراف بديلة فيه، مذكرا في هذا الشان بالنزاع في الصومال وفِي سوريا حيث بدأ بين طرفين ثم تفاقم حتى وصل إلى منظمات وعدة أطراف اصبح التوفيق بينها صعبا.

وأضاف أنه ومن عناصر نجاح الوساطة أن تهدف إلى معالجة جذور المشكلة ولا تكتفي بالظاهر فقط، ثم الوضوح الشديد في إظهار المزايا التي سيحققها الطرفان من قبول الحل المطروح والعواقب الناتجة عن رفض هذا الحل، مشددا على ضرورة أن تتضمن الوساطة الناجحة حلا للمعادلة الصعبة ، مشيرا في هذا الشأن إلى وسيلة المصالحة الشعبية.

ولفت إلى عنصر أيضا هام في نجاح الوساطة وهي عدم الرحيل مبكرا بمجرد توقيع اتفاق بين الطرفين، ولكن على الوسيط أن يشرف على تنفيذ الاتفاق ووضع آلية تنفيذه.

وأوضح السفير سيد المصري أنه من الدروس المستفادة لإنجاح الوساطة هو عدم البدء في التفاوض على الأشياء الكبيرة بل بتلك التي يمكن تنفيذها لإنجاح الوساطة، وكذلك أهمية إشراك المنظمات غير الحكومية خاصة التي لها وجود على الأرض في أي وساطة.

ويشار إلى أن السفير سيد كاظم المصري عمل كمساعد لوزير الخارجية لشئون متعددة الأطراف ، وأمينا عاما مساعدا لمنظمة التعاون الإسلامية، ومستشارا للمنظمة لشئون الأقلية الإسلامية ، وعمل مبعوثا للسلام في جنوب الفلبين وكذلك في جنوب تايلاند.

كما خدم في بعثات مصر بنيجيريا ونيويورك وروما وواشنطن، وكان سفيرا لمصر بالسعودية وأندونيسيا، وانتخب عضوا في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في فترتين متتاليتين، وعمل رئيسا لوفد مصر المناوب لدى مؤتمر روما المنشيء للمحكمة الجنائية الدولية عام 1998.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved