بلاد الله خلق الله: فى البوسنة والهرسك.. رمضان أشبه بـ«الكرنفال»

آخر تحديث: الأحد 10 يونيو 2018 - 9:27 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ شدى طنطاوى:

قبل أن يحل هذا الضيف العزيز على جمهورية البوسنة والهرسك، تتألق مآذن المساجد ــ على رغم قلة عددها ــ وتتلالأ بالأنوار والرايات، وتمتد الزينة لتصل إلى بيوت المسلمين الذين يشكلون نحو نصف السكان البالغ عددهم نحو مليونى نسمة، كانوا حتى وقت قريب جزءا من جمهورية يوغوسلافيا قبل تفككها، ورغم الحكم الشيوعى الذى دام عقودا، وحرب الإبادة التى أتت على قرابة ربع مليون بوسنى، إلا أن مسلمى البوسنة مازالوا متمسكين بتقاليدهم، واستقبالهم الحافل لشهر رمضان، والاستعداد له، بداية من شهر شعبان.
ووصل الاسلام إلى جمهورية البوسنة الواقعة فى جنوب قارة اوروبا عن طريق الفتوحات الاسلامية لفترة الخلافة العثمانية بعد انهيار الدولة البيزنطية أمام الجيوش الاسلامية على يد السلطان محمد الفاتح، وكان هناك إقبال كبير من السكان لدخول فى الاسلام طوعا.
ومن العادات المتوارثة فى البوسنة، والمتعلقة بقراءة القرآن ما يسمى بالمقابلة؛ حيث يجتمع الناس فى صلاة الظهر عادة وبعد إنهاء الصلاة والذكر الجماعى يبدأ الإمام ومن يجيد قراءة القرآن بطلاقة بقراءة جزء من القرآن يوميا فى معظم مساجد البوسنة، وهو ما يتكرر فى حلقات للنساء، وهدف هذه العادة يأتى انطلاقا من أن معظم البوسنيين لا يستطيعون قراءة اللغة العربية، فيتم تمكينهم من الاستماع إلى القرآن، وهناك أيضا دروس يومية فى المساجد يتم تقديمها من طرف طلبة المدارس الإسلامية.
وتستخدم السلطات مدفع رمضان للإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان، ويستخدم كذلك يوميا عند أذان المغرب، وفى المناطق الريفية يستعمل المؤذن البندقية فيطلق بارودها من على المئذنة فى كل يوم قبل أن يرفع الأذان.
وتجتمع العائلات على موائد الإفطار فى رمضان ويقوم الأقارب والأصدقاء والجيران بالتجمع أيضا، ويتم تجهيز موائد الإفطار الجماعية فى بعض الأحيان ليلتقى سكان الأحياء الكبيرة والقرى على مائدة واحدة، وأحيانا تجد هذا التقليد حتى فى المدن الكبيرة، أما موائد الإفطار الخيرية فهى تقام يوميا وترحب بالفقراء والمحتاجين من جميع الديانات.
وبعد تناول وجبة الإفطار والتوجه لصلاة التراويح، تجد المقاهى والمطاعم فى وسط المدن الرئيسية وقد فتحت أبوابها لتكون وجهة مبهجة للزبائن من السكان المحليين والسياح الذين يجدون فى شهر رمضان مهرجانا احتفاليا مليئا بالبهجة والفرح.
وفى العاصمة سراييفو تم تنظيم مهرجان رمضان لتقديم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية مثل الإفطار الجماعى وعروض المتاحف والدروس فى المساجد، ويتم افتتاح المهرجان فى أول أيام رمضان بالقلعة الصفراء وتستمر النشاطات فى مختلف المبانى الأثرية بالمدينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved