«الومضات المتكررة القادمة» من أعماق الفضاء.. هل تعتبر دليلا على وجود حياة أخرى في المجرة؟

آخر تحديث: الخميس 10 يناير 2019 - 8:45 م بتوقيت القاهرة

ترجمة- إنجي عبدالوهاب


اقترب علماء الفلك الإشعاعي من اكتشاف مصدر تدفق ومضات غامضة وسريعة من الموجات اللاسلكية عالية الطاقة إلى كوكب الأرض، وهي ومضات تظهر وتختفي في زمن قدره «ميللي ثانية»، وينبعث مع كل دفقة منها طاقة تعادل في قوتها الطاقة التي تستغرق الشمس 12 شهرًا لإنتاجها، فما هي التفسيرات المحتملة لهذه الظاهرة المقدر عمرها بـ10 سنوات، وما الجديد الذي توصل إليه العلماء؟

رحلة الكشف عن ترددات الرشقات الغامضة القادمة من الفضاء

للمرة الثانية يشاهد علماء علم الفلك الإشعاعي (الذي يعنى بدراسة الموجات اللاسلكية القادمة من الكون) ومضات لاسلكية متكررة قادمة من الفضاء، مما ييتح الفرصة أخيرًا لفهم ما الذي يمكن أن يلقى به من مجرة على بعد بلايين السنين الضوئية.

رشقات لاسلكية غامضة

ظلت افتراضات بعض العلماء محاطة بالغموض، بدءًا من أن تلك الرشقات اللاسلكية السريعة، ناتجة عن ظاهرة افتراضية لانهيار النجوم، ووصولًا إلى كونها صادرة من كائنات فضائية إلى جانب أدلة ضئيلة عن مصدر قدومها من إحدى المجرات على بعد 1.5 سنة ضوئية
ويدوم وميض تلك الرشقات اللاسلكية لمدة لاتزيد على الميللي ثانية، لكنها ذات طاقة عالية إذ ينبعث من كل دفقة، طاقة تعادل طاقتها مقدار طاقة تستغرق الشمس 12 شهرًا لانتاجها.

التكرار يتيح للعلم فرصًا لاكتشافها

الأمر الأكثر إثارة ضمن تلك الرشقات اللاسلكية التي شوهدت حديثًا، هي تلك الرشقات التي رآها العلماء 6 مرات متتالية في الموقع ذاته، إذ تم اكتشاف مايزيد على الـ60 رشقة لاسلكية سريعة حتى الآن، لم يتكرر منها سوى تلك التي تكررت ست مرات ممتالية في الموقع ذاته.

الرشقات اللاسلكية الأكثر غموضًا في الكون

قبل مايزيد على 10سنوات وحتى الآن كان ضمن تلك الومضات اللاسلكية القادمة من أعماق الكون واحدة فقط متكررة عرفها العلماء باسم(FBR)، إلى أن شاهد العلماء دفقة أخرى متكررة، إن تلك التكرارات تتيح فرص للدراسة وفهم ماهية تلك الألغاز الكونية وما هي مصادرها ومسبباتها؟
في هذا الصدد قالت إينجريد ستيرز، عالمة الفيزياء الفلكية البارزة، وعضو فريق(CHIME) في جامعة بريتش كولومبيا: (إن رؤية إشارتين متكررتين تعني على الأرجح أنه يوجد - وربما تجد البشرية - "مجموعة كبيرة" من الإشارات المتكررة ، كما كتب الباحثون في واحدة من الورقتين المنشورتين في مجلة Nature العلمية.
وبحسب ما نشرته الإندبندنت الأربعاء، فقد رصد الباحثون نحو 13 دفقة في ثلاثة أسابيع فقط، وقدموا مجموعة من الاستنتاجات التي قد تتيح بعض الادلة عن مصادر تلك الدفقات، إذ يمكن الاستدلال على البيئة غير الإعتيادية التي تأتي منها تلك الدفقات والومضات الغامضة، أو حتى التقنية التي تُبعث من خلالها بواسطة الكائنات الفضائية إلى الأرض، إن صح ذلك التصور.
وتمكن العلماء من رؤية مدى عمق الترددات والذبذبات التي تنتجها تلك الومضات اللاسلكية، بحسب ما يقوله آرنو نادو، الباحث في جامعة ماكجيل، واكتشفت ترددات الومضات الـ13 استنادًا إلى تجربة رسم خرائط كثافة هيدروجين الكندية ( وهو تلسكوب راديوي معني بدراسة الومضات الفلكية) في كولومبيا، ببريطانيا.

خطوة على طريق حل اللغز
ومن بين الـ13ومضة التي تم التقاطها، تمكن الباحثون من رصد ما لا يقل عن 7ترددات، عند 400ميجا هرتز.
إذا توصل العلماء أن تلك الومضات تنتج تلك الموجات منخفضة التردد، التي يمكن أن تفلت من نطاقها، بحيث يمكن الكشف عن مصادرها فور وصولها إلى الأرض، بحسب علماء الفلك الإشعاعي في المركز القومي للبحوث اللاسلكية في كندا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved