بالصور.. إكرام لمعي يناقش «الاختراق الصهيوني للمسيحية» بحضور دبلوماسي وسياسي وإعلامي كبير

آخر تحديث: الأربعاء 10 يناير 2018 - 6:10 م بتوقيت القاهرة

كتبت - شيماء شناوي:

• لمعي: قصة إنسانية عمرها ربع قرن مع المرحوم محمد المعلم وراء صدور الكتاب

• أنور مغيث: الكتاب يستهدف كل قارئ حول العالم يسعى لمحاولة فهم حقيقة الصراع والجذور التاريخية له

• الأب رفيق جريش: زَعْمُ اليهود بأن المسيح سيأتي في نهاية الزمان لينتصر لهم أكذوبة لأنه ليس عنصري ولن يحارب من أجل إسرائيل

• السفير علاء الحديدي: عمل قيم وإعادة طباعته عمل عظيم يلزمنا بتقديم الشكر إلى دار الشروق.. وأخطر ما نواجه الآن هو الترويج للدفاع عن إسرائيل بدافع أخلاقي

كشف الدكتور القس إكرام لمعي عن السبب وراء صدور كتاب «الاختراق الصهيوني للمسيحية»، قائلًا: وراء خروج هذا الكتاب قصة إنسانية عمرها ربع قرن مع طيب الذكر المرحوم محمد المعلم، مؤسس دار الشروق. وبدأت القصة عام 1991، بعد قراءة "المعلم" لمقال كتبته ردا على كتاب «النبوة والسياسة» للكاتبة جريس هالسل، وقتها حدثني «المعلم» وقال لي مُرحبًا: قرأت مقالك وأعجبني، وأريد أن التقي بك، فذهبت له في الموعد المحدد، وبعد حوار قصير مع بعض القهوة، قال لي هل يمكن أن تحول هذا المقال إلى كتاب، قلت بالطبع.. فكان هذا الكتاب الذي بين أيديكم الآن، ومن وقتها استمرت العلاقة الطيبة مع مؤسسة الشروق، وعندما أسس المهندس إبراهيم المعلم جريدة الشروق، ضمني إليها من أول عدد.

وأضاف «لمعي»: في نفس العام اختار القائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب الاختراق الصهيوني للمسيحية ليكون موضوعا لإحدى ندواته، وحقق الكتاب نجاحًا منذ ظهوره، وكتب عنه عدد من الكُتاب الكبار والمثقفين.

جاء ذلك أثناء حفل مناقشة أحدث طبعة من كتاب «الاختراق الصهيوني للمسيحية» الذي نظمته دار الشروق مساء الثلاثاء في مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، حيث أدار المناقشة الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، بمشاركة الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر، والسفير علاء الحديدي، وحضور إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، وأحمد بدير مدير عام الشروق، منير فخري عبد النور، الوزير الأسبق، والسفير محمد النقلي، والدكتور خيري فرجاني، أستاذ الاقتصاد السياسي في أكاديمية السادات، ونائب مدير مكتبة القاهرة الكبرى، يحيى رياض، والسياسي جورج إسحق.

وقال لمعي قصدت من تأليف الكتاب معالجة القضية من أكثر من زاوية، الأولى: الزواية التاريخية حيث تناولت تاريخ اليهود والشتات الذي مروا به، والصراع الذي عاشوا في أوروبا، واضطهاد هتلر لهم، وأفران الغاز التي استخدمها اليهود فكانت السبب الحقيقي وراء تعاطف الأوروبيين معهم، ثم مرحلة لجؤهم إلى الدول العربية للعيش فيها، وخاصة مصر، وحتى عام 1948، وعودتهم إلى فلسطين، بنفس طريقة الغزو التى عرفها شعوب العالم، وثانيًا تناولت الزواية العقائدية لليهود، وتطرقت لمفاهيم ومصطلحات «الشعب والعهد والأرض»، حيث شعب إسرائيل، والأرض من نهر مصر إلى الفرات والعهد مع الله.

وأوضح الكاتب كيف أن ادعاءات اليهود كاذبة ومضللة قائلًا: المسيح أوضح أنه ليس هناك ما يسمى بشعب مختار من الله، وقال: «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض، وأن من يرث هذه الأرض هم كل الودعاء من كل جنس ولون» مشيرًا إلى أن الأرض التي تحدث عنها المسيح هي أرض فلسطين.

ومن جانبه قال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، «الاختراق الصهيوني للمسيحية» كتاب مهم، والدافع الذي أدى بالدكتور إكرام لمعي لكتابته، هو الروح الوطنية لديه، واستهجانه لعملية التزييف حينما تتمكن من العقول، فهو بمثابة صرخة في وجه كل هذا الزيف والأكاذيب التي ترددها القنوات والإعلام الغربي.

واختتم مدير المركز القومي للترجمة كلمته قائلًا: إكرام لامعي كاتب ومثقف عربي منحاز للقضية العربية، ويوجه إنتقادات كثيرة للإدارة العربية وطريقة قيادتها للصراع، مضيفًا: هذا الكتاب موجه لقراء عديدين، فهو موجه للقارى اليهودي، لكي يفهم ما هي أرض الميعاد في الكتاب المقدس واختلافها عما يروج له سياسًيا، والقارئ المسيحي، حتى لا تجذبه الدعاية المسيحية المتبنية للنظرة الصهيونية، وأيضًا للقارئ المسلم، حيث يؤكد أن المسيحية ليس لديها ضغينة ضد الإسلام، وكذلك موجه لكل قارئ حول العالم، فهو محاولة لفهم حقيقة الصراع، والجذور التاريخية التي حركت كل هذه الحجج اللاهوتية والدينية.

من ناحيته قال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر: هذا الكتاب يفسر لنا العديد من الأمور المهمة، ويكشف ما يمكن أن يحدث عندما يتحول الدين من «إلى أيدولوجية»، ويسخر لخدمة أغراض سياسية.

وأضاف «جريش» الكتاب يفند الادعاءات الخاطئة لليهود عن المسيحية، فهم ينظرون للمسيح على أنه ملك سيأتي ليحقق شرع الله في الأرض، وهذا ليس ما أراده المسيح ذاته، فهو لم يولد كملك، وولد في بيت لحم وليس أورشليم «القدس»، كما أن المسيح رجل سلام، وليس رجل حرب عنصري ينحاز إلى إسرائيل كما يزعمون.

واختتم «جريش» كلمته قائلا: علينا أن نميز ونفرق ما بين المسيحية المتصهينة، والمسيحية الإيمانية الحقيقية، بشكلها العام خاصة المسيحية الشرقية، ونحتاج لعمل عدة ندوات لتغيير ما في ذهن الناس من مغالطات.

وفي كلمته قال السفير الحديدي إن كتاب «الاختراق الصهيوني للمسيحية» عمل قيم، وإعادة طباعته عمل عظيم يستحق الشكر مضيفًا: حديثي سيكون من منظور خاص بالسياسة الخارجية للدول، وأخطرها هو اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فالكتاب يقول إن الرؤساء الأمريكيين من ريجان إلى ترامب، مقتعنون أنهم مرسلون من الله لتنفيذ سياسة خارجية، وبأن الله كفل لها قيادة العالم ونشر المسيحية، متابعًا أن أهمية الكتاب تأتي في الاجابة عن السؤال المهم الذي طرحه المؤلف، «إلى أين ننطلق من هنا؟» وكيف تتصدى المسيحية المصرية للمسيحية الصهيونية، فنحن بحاجة إلى الرد على كل الأكاذيب التي تروج للفكر الصهيوني العنصري في قالب ظاهره يخضع لتقاليد المسيحية وباطنه يهدف إلى دعم السياسة الخارجية الأمريكية، فأخطر ما نواجه الآن هو الترويج للدفاع عن إسرائيل ليس بدافع ديني بل بدافع أخلاقي، وزرع فكرة أن من لا يدعم إسرائيل إنسان غير أخلاقي.

يذكر أن الطبعة الأخيرة من الكتاب تضمنت فصلا إضافيا بعنوان "دولة إسرائيل والمجيئ الثاني للمسيح".

ويقول لمعي في مقدمة الطبعة الثالثة إن إبراهيم المعلم أراد إعادة نشر هذا الكتاب، ليكون كشفًا لخداع المسيحية الصهيونية حتى يكون الشعب المصري والشرق الأوسط واعيًا بما يجري في العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved