دراسة تظهر استطاعة «الحوامل» بتمييز الفرح والحزن على وجوه الرضع

آخر تحديث: الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 - 1:56 م بتوقيت القاهرة

ميرلاند (أمريكا) (د ب أ)

وجدت دراسة تجريبية أن النساء الحوامل اللائي عانين من الاكتئاب أوالاضطراب الثنائي القطب، أي الهوس والاكتئاب، تميزن وجوه الرضع وكيف يضحكون أو يبكون بطريقة مختلفة عن الحوامل الصحيحات، وهذا يحدث حتى لو كن لا يعانين حاليا من أعراض الاكتئاب أو الهوس، وقد يمثل هذا عامل خطر مبكر لأطفال هؤلاء النساء، رغم أن القائمين على الدراسة شددوا على أن المزيد من الأبحاث مطلوبة، لتأكيد أي آثار على المدى الطويل، وجرى تقديم هذا البحث في مؤتمر طبي بمدينة برشلونة.

وجاء على موقع «ساينس ديلي» المعني بشؤون العلم، أن الأرقام تظهر أن نحو 8%من الأوروبيين، عانوا من الاكتئاب في الـ12 شهرا الماضية، حيث تبين أن معدل إصابة النساء بالاكتئاب البالغ 9.7% أعلى بنسبة 50% تقريبا من الرجال، وعانى نحو 1% من الأوروبيين من الاضطراب الثنائي القطب على مدار الـ12 شهرا الماضية، وفي ظل إنجاب نحو 5.1 مليون مولود سنويا في الاتحاد الأوروبي، سوف يعاني عدد كبير من النساء اللائي أصبحن حوامل من الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب.

وقام الباحثون بمقارنة 22 امرأة حامل، هن حاليا في حالة صحية جيدة، ولكن لديهن تاريخا من الاكتئاب و7 منهن يعانين من الاضطراب ثنائي القطب وفي حالة جيدة أيضا، مقابل 28 امرأة حامل صحيحات، كما أنهم فحصوا 18 امرأة غير حامل، كمجموعة شاهدة .

وبين الأسبوع الـ27 و الـ39 من الحمل، جرى فحص كيف تستجيب كل النساء لسلسلة من الوجوه السعيدة أو الحزينة، وللضحك والبكاء، لكل من الرضع والبالغين، وتم الطلب من النساء بالتحديد تقييم إلى أي مدى كان الرضع سعداء أو محزونين استنادا إلى التعبير الوجهي أو الصوتي لعواطفهم «بما في ذلك الابتسام والضحك والبكاء».

ووجد الباحثون أنه مقارنة بالنساء الحوامل الصحيحات، وجدوا أن النساء الحوامل المصابات باضطراب ثنائي القطب، لديهم صعوبة في تمييز كل تعبيرات الوجه وأبدين «تحيزا إيجابيا للتعرف على الوجوه»، حيث أظهرن تميزا أفضل للوجوه السعيدة للبالغين وتقييمات أكثر إيجابية لوجوه الرضع السعيدة.

وعلى النقيض، أظهرت النساء الحوامل اللائي مررن سابقا بالاكتئاب تحيزا سلبيا في تمييز تعبيرات وجوه البالغين، وكان تقييمهم أكثر سلبية لبكاء الأطفال.

ومن الجدير التأكيد على أن هذا العمل لا يقول إن النساء المصابات بهذه الأمراض، أمهات سيئات، ولكنه ببساطة يقول إنه بسبب تاريخهن المرضي، قد يجدن صعوبات في التفسير والاستجابة بشكل ملائم للاحتياجات العاطفية للرضع، وقال الباحثون إن هذا البحث هو الأول من نوعه، الذي يظهر هذا الرابط في كل من الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب، وبالتالي هناك حاجة لمزيد من الدراسات في هذا الشأن.

وتعليقا على البحث، قال البروفيسور إدوارد فيتا بمعهد علم الأعصاب بجامعة برشلونة: تضيف هذه الدراسة إلى الأدبيات العلمية المتنامية التي تظهر الانحياز العاطفي في الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات المزاجية، حتى عندما يكونون في حالة هدوء، ولأول مرة تظهر الصعوبات التي تواجه الأمهات في تمييز العواطف في الرضع؛ ومع ذلك فإن النتائج لا تعني على الإطلاق أن النساء اللواتي يعانين من مثل هذه الظروف لن يكون بمقدورهن تربية طفل بشكل صحيح ولا يثبت وجود أي خطر على أطفالهن بسبب عدم وجود بيانات على المدى الطويل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved