وزيرة الثقافة لـ«الشروق»: مصر تتعافى فنيًا.. والمهرجانات تخرج من كبوتها قريبا

آخر تحديث: الإثنين 9 يوليه 2018 - 12:28 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أمجد مصطفى:

* مشاكل «القاهرة السينمائى» المالية فى طريقها للحل.. وأثق فى إنجاز محمد حفظى دورة محترمة تليق باسم مصر
* ندرس التفاوض مع وزارة المالية لتخصيص ميزانية مستقلة لـ«الموسيقى العربية» بعيدا عن الأوبرا
* الثقافه ليست سلعه تباع وتشترى.. وقانون المناقصات يحرمنا من دعوة الفنانين الكبار والفرق العالمية
* لدينا أجندة تستهدف القضاء على عشوائية المهرجانات.. وأنتظر محمد منير لتنفيذ مشروعه الإفريقى
* يعز علينا جلوس الملحنين الكبار فى منازلهم بلا عمل.. ولدينا مشروع مهم للاستفاده من إبداعاتهم
* الباليه المصرى أبهر الإيطاليين.. وحفلات السعودية بداية عودة الريادة المصرية
* الرقابة دورها حماية المجتمع.. وأشعر بالقلق من المستوى الذى وصلت إليه الدراما والسينما


حالة من الجمود تعانى منها المهرجانات المصرية منذ سنوات طويلة، أسباب كثيرة وضعها المتخصصون، منها انعدام الفكر الذى أدى لتكرار الافكار والاسماء المشاركة، لكن ظل العنصر الاهم الذى ادى للتراجع وحالة الجمود والفقر هو العنصر الخاص بالتمويل، فأغلب المهرجانات المصرية أصبحت تعيش على الشحاذة والصدقة متمثلة فى مشاركة النجوم كمتبرعين فى المهرجانات الخاصة بالموسيقى والغناء، انخفاض ميزانية المهرجانات جعل ايضا المهرجانات المصرية تتخلف عن مثيلاتها العربية بدرجة لا تتفق مع اهمية دولة بحجم مصر.


المهرجانات ليست مجرد مجموعة من الحفلات او الافلام تعرض لكنها صناعة تساهم فى الدخل القومى لأى دولة كما انها تنعش الحركة السياحية، وهناك دول كثيرة تستغل سياحة المهرجانات طوال العام. لبنان على سبيل المثال تنظم هذا الصيف اكثر من مائة مهرجان، المغرب بها اكثر المهرجانات العربية انتشارا، «موازين» الذى يستقطب نجوم عالمية ايضا قرطاج فى تونس وجرش فى الاردن كلها مهرجانات حافظت على مستوى معين من المشاركين. هذا المستوى وصلوا إليه بفضل دعم الدول وإيمانها بأن المهرجانات إحدى وسائل أى نهضة اقتصادية لأنها تعكس حالة الامان الذى تعيشه الدول وتعكس ما وصل اليه المواطن فى هذه الدول من ثقافة.


مصر ليست اقل من هذه الدول بل على العكس فهى أكثر أهمية نظرا لأنها ترتكز على تاريخ طويل فى تنظيم المهرجانات كما أن تاريخها يضم اسماء كبيرة فى عالم السينما والغناء أثروا التاريخ الفنى العربى.
ولأن الفنون اصبحت جزءا من سياسة الدول كان علينا أن نعود إلى المسئولة الأولى عن الثقافة فى مصر لعرض المشكلات التى تواجه المهرجانات المصرية وخطتها للنهوض بها، خاصة أننا نمتلك زحمة من المهرجانات لكن أغلبها لا يخرج عن كونه فرحا بلديا لا يحقق أى استفادة للبلد.

فى البداية سألت الدكتورة إيناس عبدالدايم عن خطة الوزارة للنهوض بالمهرجانات؟
قالت: أعلم تماما أن هناك أزمات تواجه بعض المهرجانات المصرية لذلك أعددت خطة مع زملائى فى الوزارة للنهوض بالمهرجانات المصرية، لأننا دولة كبيرة لها تاريخ وموروث ثقافى كبير، وبالتالى فمصر تستحق منا ان نفعل كل شىء من أجل أن تعود لريادتها الفنية والثقافية، والحمد لله بدأنا نستعيد عافيتنا. مصر سوف تشهد هذا العام طفرة فيما يخص مفهوم المهرجانات.

* أهم ملامح الخطة؟
ــ أولا سوف تكون هناك أجندة لكل المهرجانات يلتزم بها الجميع، هذه الاجندة سوف تمنع أزمة تعارض المواعيد وسوف تمنحنا كبلد فرصة للاستفادة من كل مهرجان كما تضم الاجندة إعادة توزيع لخريطة المهرجانات، لأننى لاحظت ان كل المهرجانات إما فى شرم الشيخ أو أسوان، وهذا يعنى أن أغلب ربوع مصر لا تستفيد منها، أنا أريد أن تصل الخدمة لكل مواطن يعيش على أرض مصر. كما أننا كوزارة لابد أن نعى الهدف من اقامة المهرجان. حتى يكون لها واقع مؤثر فى الدولة لأن اهمية أى عمل بالنسبة لى هو مدى استفادة الناس منه.

* التنسيق معناه التغلب على التضارب فى المواعيد بين مهرجانى الموسيقى العربية والقاهرة السينمائى كما كان يحدث فى الماضى؟
ــ بالتأكيد باعتبارهما أهم مهرجانين سوف نراعى منح القاهرة السينمائى فترة بعد انتهاء الموسيقى العربية لتجهيز حفل الافتتاح.

* على ذكر مهرجان القاهرة السينمائى هل المشاكل المالية ما زالت قائمة؟
ــ هناك بعض العقبات ولكننا بدأنا الحل بالتنسيق مع رئيس المهرجان محمد حفظى، وعلى مسئوليتى أى شىء يخص الوزارة تم حله بالفعل.

* لكن المهرجان يحتاج إلى أموال كثيرة؟
ــ أتصور أن حفظى لديه خطه طموح منها الاستعانة ببعض الرعاة فى اكثر من مجال.

* لكن هناك بعض من عملوا فى الدورة السابقة لم يحصلوا على مستحقاتهم؟
ــ كل المشاكل انتهت تماما.

* هل حفظى قادر على إعادة البريق المفقود لمهرجان القاهرة السينمائى فى السنوات الأخيرة؟
ــ حفظى لديه فريق عمل جيد وأتصور أنه سوف يخرج بدورة جيدة، وسوف تكون هناك طفرة ملحوظة، لكن علينا ان نكون واقعيين أكثر لأننا مازلنا فى مرحلة استعادة القوة والتعافى فهذا العام بالتأكيد غير العام الماضى والقادم بالتأكيد غير الحالى. لكن أنا عندى أمل كبير فى فريق العمل لانجاز شىء محترم يليق باسم مصر.

* هناك فنانون مصريون قاطعوا المهرجان فى دوراته السابقة ماذا تقولين لهم؟
ــ أنا علاقتى بجميع الفنانين جيدة وأتصور بعد قدومى للوزارة علاقتهم ازدادت قوة بالمكان، ومن خلالكم اطالبهم بدعم المهرجان بأى صورة من الصور لأن وجودهم يزيد المهرجان قوة. واتصور ان علاقة حفظى بهم ايضا قوية جدا. وفى النهاية اقول لهم تاريخكم مرتبط بالمهرجان وتاريخ المهرجان مرتبط بكم.

* الشلليه سمة من سمات المهرجانات المصرية لدرجة ان بعضها كما لو أنه فرح بلدى؟
ــ كما أشرت سابقا، هناك معايير يتم وضعها الآن ونحن نضع اجندة جديدة وأتمنى ان تضع تحت اجندة جديدة مائة خط لأن اهم ما يشغلنى هو المردود الذى يحققه كل مهرجان داخليا وعلى المستوى الدولى.

* مهرجان الموسيقى العربية يواجه ازمة كبيرة بسبب الميزانية هذه الازمة تسببت فى تكرار بعض الاسماء وعدم القدرة على استقطاب اسماء مثل ماجدة الرومى وكاظم الساهر وغيرهما؟
ــ أزمة المهرجان أن ميزانيته تستقطع من الاوبرا إلى جانب بعض الدعم من جهات فى الوزارة. وانا اتصور كفنانة او كوزيرة اننى يمكننى المساهمة فى حل المشكلة، بمطالبة وزارة المالية بتخصيص ميزانية مستقلة للمهرجان تزداد مع الوقت او تقل حسب امكانيات الدولة. وانا من خلالكم اطالب دكتور مجدى صابر رئيس الاوبرا باعداد ملف كامل عن هذا الامر يكون نقطة ارتكاز نعمل من خلالها.

* وهل هناك نقاط ايجابية يمكنك الارتكاز عليها عند المطالبة من المالية؟
ــ أكيد، اولها ان المهرجان ضمان نجاحه 100 %، كما ان ترويجه على المستوى الدولى امر سهل لأنه يتمتع بمهة جيدة لأنه معنى بالحفاظ على هويتنا العربية. وخسارة لنا لو تراجع هذا المهرجان.

* هل الرعاة من الممكن ان يكونوا جزءا من حل الأزمة؟
ــ أكيد هناك بعض القواعد تم تغييرها بحيث يمكن للرعاة المشاركة فى دعم المهرجانات، لانك كما تعلم بعد ثورة 25 يناير هناك بعض القوانين التى صدرت ادت إلى تحجيم العمل الفنى والثقافى، وحرمت الفن من التعامل مع بعض الاسماء الكبيرة التى لا يمكننا ان نمنحها اجرها خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار، وبالتالى اصبح لزاما علينا ان نغير من تلك اللوائح مع الوضع فى الاعتبار وضع مصلحة الكيان الذى ينظم المهرجان، وهناك بعض الفنانين شاركوا متبرعين وبعضهم خفض اجره لكن إلى متى يمكننا ان نظل معتمدين على التبرع.

* هل ما زالت وزارة الثقافة تعمل وفق لائحة المناقصات عند استقطاب الفرق الفنية؟
ــ للأسف مازال القانون موجودا، لكى ندعو فرقة من الخارج لابد من عمل مناقصة مع فرق اخرى وندعو الاقل اجرا، وهذا القانون للاسف لا يجب ان نتعامل به فى مجال الثقافة والفنون، من الممكن ان يكون مع المشتريات، الثقافة ليست سلعة.

* هل هناك تحرك لإلغائه؟
ــ نعمل مع وزارة المالية على تعديل بعض القوانين لأن الفن والثقافة منظومة مختلفة، لأن هناك قوانين تحرمنا من دعوة فرق عالمية كما تحرمنا كمصريين من المشاركة فى مناسبات دولية.

* كيف ترى وزيرة ثقافة مصر تدهور الدراما والسينما والغناء.. وهل من آلية لعلاج الأمر؟
ــ ما يحدث فى الدراما والسينما والغناء بالتأكيد يثير قلقى كمصرية قبل ان اكون وزيرة، ويؤسفى أن أرى بعض هذه الاعمال تتنتج من داخل مصر الرائدة طوال تاريخها فى مجال الفن. ومن جانبنا فى الرقابة نعمل على الحفاظ على هويتنا، لكن لا تنسى ان الرقابة دورها محدد، وأتمنى تطوير القوانين بالدرجة التى تجعلنا قادرين على مواجهة هذا التراجع، وكذلك منح الفنون الجادة مساحة أكبر.

* هناك دائما صراع بين المثقفين والرقابة كيف ترى تلك الأزمة الممتدة منذ سنوات طويلة؟
ــ لا أنكر هذا لكن الرقابة دورها قاصر على حماية المجتمع من تسرب بعض الأعمال التى تحدثنا عنها فى سؤالك السابق.

* لأول مرة نجد شبه قوافل فنية تزور السعودية فى توقيتات متقاربة جدا هل هذا توجه للدولة؟
ــ دورنا كوزارة للثقافة أن نمد جسور التعاون مع جميع الاشقاء العرب وانا سعيدة جدا بأننا نذهب إلى الشقيقة السعودية لعرض فنوننا خاصة فى الموسيقى العربية، وان شاء الله سوف نكثف من تلك الانشطة والامر لن يتوقف على السعودية فقط بل سيمتد لدول اخرى.

* كان لكِ زيارة لإيطاليا ايضا تخللت الزيارة عروض فنية؟
ــ كم كنت سعيدة جدا بالسفر لايطاليا وكانت سعادتى اكبر عندما رأيت الايطاليين مبهورين من اداء فرقة الباليه التابعة لدار الاوبرا المصرية. هذه الزيارات سواء للدول العربية او الاجنية تؤكد ان «مصر بترجع تانى» بفكر جديد. نحن نريد أن نقول للعالم إن مصر رائدة ايضا بفنونها، وإننا لا نقل اهمية عن دول غربية كثيرة متقدمة فى مجال الفنون.

* الخروج لإفريقيا ألا يشغل بالك خاصة ان الرئيس السيسى أعطى الملف الإفريقى أولوية فى سياسة الدولة؟
ــ بالتأكيد هناك مشاريع مستقبلية خاصة بافريقيا يدرسها الآن المجلس الاعلى للثقافة سوف اجلس مع الدكتور سعيد المصرى خلال الفترة القادمة لتنفيذها.

* المطرب محمد منير كانت لديه فكرة مهرجان للموسيقى الافريقية منذ سنوات؟
ــ أتمنى ان يمنحنى هذا الملف لتنفيذه فورا، لأنه مشروع مهم جدا وانا اثق فى قدرات منير كفنان كبير له تواجد عالمى وبالتالى عندما يفكر فى هذا الامر فهذا يعنى انه مشروع جيد وانا من خلالكم اقول لمنير إننى فى انتظاره لبحث آلية التنفيذ.

* متى نجد حفلات لنجوم عالميين كبار بحجم سلين ديون فى مصر؟
ــ مصر الآن تتعافى من امور كثيرة، واستقطاب مثل هذه الاسماء لا يحتاج لاموال فقط، لكنه يحتاج لامور اخرى كثيرة.

* متى تعود «قصور الثقافة» إلى سابق عهدها فى تقديم مبدعين للوطن؟
ــ بالفعل هى عادت.. مؤخرا افتتحنا المركز الثقافى بطنطا، وهناك خطة كبيرة لتطوير بعض قصور الثقافة، وسوف نبدأ بمطروح والدقهلية، هناك أمور رائعة أراها تتحقق، وقريبا سوف تعود القصور الثقافية لتقديم الأدباء والفنانين فى شتى المجالات.

* الا يقلق وزيرة الثقافة أمر جلوس كبار الملحنين فى منازلهم والاكتفاء بدورهم كأعضاء لجان فقط فى المهرجانات او اختبار الاصوات؟
ــ هذا الأمر بالتأكيد لفت انتباهى، ولدى مشروع مهم وهو الاستعانة بهم لانتاج مجموعة من الاغانى لشباب المطربين سوف تنتجها الوزارة ممثلة فى دار الاوبرا، وسوف يكون باكورة هذه الاعمال خلال مهرجان الموسيقى العربية القادم. وسوف أبدأ خلال ايام جلسات عمل بنفسى مع الاساتذه الكبار حلمى بكر ومحمد على سليمان ومحمد سلطان وغيرهم لانهم قامات كبيرة يعز على أن اراهم يجلسون فى منازلهم بلا إنتاج. فأنا دورى الحفاظ على الكبار فى شتى المجالات الفنية ولتكن البداية بالغناء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved