قصة بطولة استثنائية لأطباء مستشفى الحسين.. استكملوا عمليات المرضى وسط ألسنة اللهب

آخر تحديث: الإثنين 9 يوليه 2018 - 9:45 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد عنتر:

• أطباء وعمال وممرضو المستشفى يجرون بالأسرة ويحملون المرضى وأجهزة التنفس على أكتافهم.. لم يهرول أحدهم لإنقاذ نفسه


نشر الطبيب محمدى عمر، أحد أطباء القلب فى مستشفى الحسين الجامعى، قصة ساعتين عاشهما أثناء إجراء عملية داخل غرفة العلميات وخارجها، خلال اندلاع الحريق فى المستشفى.
وقال الطبيب، الذى نشر روايته على إحدى صفحات «فيسبوك»، اليوم: «كنت داخل المستشفى أثناء الحريق، وعايشته لحظة بلحظة، حينها كنا فى غرفة العمليات، وأغلقنا الباب الرئيسى على أنفسنا، والنيران فوقنا لمدة ساعة، لمساعدة الحالات التى تخضع لتخدير وتحتاج إلى استكمال عملياتها».
وأضاف: «الحريق كان فى 3 أدوار، وحينما خرجت وجدت زملائى من نواب القلب والصدر والممرضات بـ 100 رجل، والعمال يجرون بالأسرة وينقلون المرضى بعيدا عن الحريق، كانت هناك حالات اختناق كثيرة يحاولون إسعافها، والدخان يملأ المكان، وفى نفس الوقت كانوا ينسقون مع مستشفى سيد جلال الجامعى ومستشفى الزهراء لاستقبال الحالات».
وتابع: «نزلت إلى الطابق السفلى، ووجدت نواب الرمد فى الوضع نفسه، اثنان من زملائى يحملون مرضى كبارا فى السن على السلالم، والعمال والتمريض والطلبة والدكاترة هم من أنقذوا الناس حرفيا، وأخلوا مبنى كاملا دون خسائر بشرية».
وأشاد الطبيب بزميلين له فى قسم القلب، وعامل فى المستشفى يدعى «رضا»، وصفه بأنه بطل اليوم، حيث كانوا يجرون لإخراج الحالات من أماكن الحريق، ثم يعودون لإخراج غيرهم»، مستطردا: «لم يهرول أحد منهم لإنقاذ نفسه فى وقت الموت».
كما أعرب عن تقديره لنواب القلب، الذين دخلوا وسط النار لإخراج أجهزة التنفس الصناعى، ونزلوا بها على أكتافهم، ووضعوها بجانب المصابين بعد نقلهم، وفى خلال دقائق استلموا 9 حالات من رعاية الصدر ورعاية الباطنة والطوارئ، ووضعوهم على التنفس الصناعى، وكان طاقم التمريض يعمل كخلية نحل لإنقاذ المرضى، الذين كانوا على بعد دقائق من الموت.
واستكمل: «يظل معتقدى ثابتا، أن الطبيب هو أكثر إنسان يخاف على حياة المريض، ليس لسبب سوى لأنه أكثر من يقدر ظروفه ويشعر بألمه، فكل لحظة كان يدرس ويتعلم فيها طبيعة مرضه وكيفية علاجه».
فى سياق آخر، أجرى رئيس جامعة الأزهر محمد المحرصاوى، اليوم، جولة ميدانية فى مستشفيات الزهراء الجامعى وباب الشعرية والمنيرة العام والقاهرة الفاطمية، للاطمئنان على الخدمات الصحية المقدمة للمرضى الذين تم نقلهم لتلقى العلاج، عقب اندلاع الحريق فى مستشفى الحسين الجامعى، السبت الماضى.
ووجه المحرصاوى بتقديم أفضل الخدمات للمرضى، مشيرا إلى أنه شكل لجنة فنية من كلية الهندسة بجامعة الأزهر للوقوف على صلاحية المبنى الذى أصابه الحريق فى مستشفى الحسين، وأن الجامعة فى انتظار التقرير النهائى للنيابة العامة للوقوف على أسباب الحادث، وسيتم اتخاذ إجراءات رادعة فى حالة ثبوت أى تقصير من أى شخص، مؤكدا أنه لا تستر على فساد أو تقصير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved