علي الحجار يعود بجمهوره للزمن الجميل.. ويضع «الموسيقى العربية» في برواز جديد

آخر تحديث: الجمعة 9 نوفمبر 2018 - 12:00 م بتوقيت القاهرة

أمجد مصطفى:

تمر الأيام والسنين على صوت فيلسوف الغناء المطرب على الحجار، ويظل محتفظًا بشباب صوته ومرونة حنجرته، التي تجعله قادرًا على أداء أصعب الألحان والتنقل بين المقامات والجمل الموسيقية بسهولة المتزلج على الجليد، على الحجار، الذي أتم عامه الـ41 في عالم الغناء، وربما يكون وحده الذي استطاع أن يقدم الأغنية الوطنية والسياسة والعاطفية بنفس المستوى، يختار الكلمة ذات المعنى والبعد الفلسفي، يغنى للعالم، ويغنى للبسطاء من الناس، الكلمة لها عمق ولكن دلاتها تصل للجميع.

على الحجار أخذ من والده الفنان الكبير إبراهيم الحجار الأب الروحي لمئات الأصوات في مصر والعالم العربي، حب الفن للفن، ولذلك فهو مهما كانت حالته المادية فالأولوية عنده لصنع أغنية جديدة، كما لو كانت هي المأكل والمشرب، نعم الفن عنده يتساوى برغبته في الحياة، وأخذ من عبد الوهاب والسنباطي رصانة الغناء، ومن سيد درويش البساطة والتعبير، والغناء لكل الأطياف والطبقات، وأخذ من بليغ حمدي الغزارة في الإنتاج المصحوبة بجمال الموهبة وروعة الآداء والوصول من أقصر الطرق إلى قلب المستمع.

«الحجار» هو عالم بمفردة برهن عليه عندما أسس استوديو خاص به، حتى يمكنه عند ميلاد أي فكرة النزول إليها حتى، ولو بملابس المنزل؛ لأنه في الدور الأسفل من منزله وينفذ العمل، فرغم الإمكانيات الهائلة لهذا الاستوديو إلا أنه خصصه فقط لعائلة الحجار ابنه وشقيقه فقط، وكل هذا يعني أننا أمام مطرب مكتمل الأركان فنه قبل أي شئ.

ولأن الصوت الحجار محتفظًا بكل تفاصيله فدائمًا ما يكون ضيف دائم على مهرجان الموسيقى العربية طوال 27 عامًا، كان الحجار أحد أركان هذا المهرجان، ودائمًا الجمهور يرتبط بعلاقة وثيقة جدًا معه. لم يخزله مرة لذلك تأتي حفلاته دائمًا كاملة العدد.

وفي الليلة السابعة من المهرجان الذى يحمل رقم 27، كان جمهور الطرب على موعد مع الفيلسوف على الحجار، الذي قدم باقة من أهم أعماله التي تعكس قيمة مشواره الفني، بدأ بغناء التتر الشهير "المال والبنون" للشاعر الكبير سيد حجاب، ولحنة الموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن، والذى يعد النجم الأبرز خلال الربع قرن الأخير في عالم الموسيقى التصويرية، ووضع ألحان المقدمة والنهاية لأي مسلسل، فضلاً عن نبوغه في تلحين الأغانى، واستقبل الجمهور هذا العمل بهستيريا تكشف عن تعطش الناس للأعمال الجادة، وتؤكد أن للدراما نجوم فى الغناء والتلحين، لذلك جاء استقبال الناس لتتر المال والبنون كأنهم يستقبلون عزيز غائب من مدة طويلة.

ثم قدم «الحجار»، أغاني يا طالع الشجرة، لسيد حجاب، وياسر عبد الرحمن، حيث النغم الدافئ والكلمة البليغة المعنى، ثم على قد ماحبينا، أول لحن غناه في حياته لبليغ حمدى، ثم أغاني (لو كنت عيدك، ومن غير ما تتكلمي، وفي قلب الليل، وعيشة الحرية، وانت طلعتيلي منين).

وبعدها قدم دويتو زي الهوا مع المطربة نهال نبيل، وواصل بأغنية متصدقيش، واختتم الحفل بـ«بوابة الحلواني»، التتر الشهير الذي لحنه العظيم بليغ حمدي، وكان آخر أعماله للدراما، واشتعل المسرح من جديد حبًا وحنينًا لزمن كان للغناء عباقرته.

«الحجار»، عاد شابًا مع الاوركسترا الذي قاده باقتدار الفنان عماد الشارونى، ويضم مجموعة من أهم العازفين؛ لكن لابد أن نتوقف هنا أمام عبدالله حلمي عازف الكولة الشهير، ورفيق مشوار على الحجار والذي لا يفارقة أبدًا، حيث كان لأداء حلمي لأغلب الصولوهات واقع جميل لدى الجمهور الكبير، الذي ملأ جنبات المسرح الكبير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved