أدولف هتلر مرشحاً لجائزة نوبل للسلام.. حقيقة أم خيال؟

آخر تحديث: الجمعة 5 أكتوبر 2018 - 12:03 م بتوقيت القاهرة

لا يمكن الجمع بين اسم الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، وكلمة "السلام" في جملة واحدة، لكن هذا ما حدث ذات مرة، عندما تم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام عام 1939، أي العام نفسه الذي شهد اندلاع الحرب العالمية الثانية، بعد غزو هتلر لدولة بولندا في الأول من سبتمبر، الأمر الذي يظن البعض أنه وهم، ويظن آخرون أنه دليل على تواطؤ بعض المؤسسات والدول مع هتلر عشية الحرب.

الحقيقة أنه عندما فتحت مؤسسة نوبل باب الترشيحات للأشخاص والمؤسسات، فاجأ النائب السويدي إريك جوتفريد براندت المؤسسة بترشيح هتلر لنيل الجائزة!
براندت الذي كان معروفاً بعدائه للفاشية والنازية، أوضح لوسائل الإعلام آنذاك أنه أطلق هذا الترشيح على سبيل السخرية، من منح جائزة السلام لأي شخص أو جهة، وأوروبا كلها في حالة حرب ضروس.

ومن بين 59 ترشيحاً تلقتهم المؤسسة، كان هناك 11 ترشيحاً لرئيس تشيكوسلوفاكيا المنفي إدفارد بينيش، الذي أجبره النازيون على الرحيل من بلاده عام 1938 إلى فرنسا، ومن هناك أعلن حكومة منفى اعترفت بها بريطانيا.

كما تلقت المؤسسة 10 ترشيحات لصالح رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، الذي خسر منصبه في مايو 1940 بعدما ارتأى الشعب البريطاني أنه فشل في مواجهة هتلر، وتم انتخاب وينستون تشرشل بدلاً منه.

وبينما حصل الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت على ترشيح واحد، حصل وزير خارجيته كورديل هال على 4 ترشيحات منهم صوت روزفلت نفسه.

وإزاء هذا الاستقطاب السياسي الذي سيطر على الترشيحات، قررت المؤسسة حجب الجائزة عام 1939، وهو ما تكرر أعوام 1940 و1941 و1942 و1943، حتى حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الجائزة عام 1944 تقديراً لمجهوداتها لإسعاف جرحى الحرب العظمى، ثم حصل وزير الخارجية الأمريكي كورديل هال على الجائزة في العام الأخير للحرب.

يذكر أن مؤسسة نوبل منحت جائزة السلام هذا العام لكل من الناشطة العراقية الأزيدية نادية مراد، والطبيب الكونغولي دينيس موكويجي، تقديراً لجهودهما في إنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والصراعات المسلحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved