يزور المستشار الألماني فريدريش ميرتس واشنطن الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعد حوالي شهر من توليه قيادة أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كورنيليوس في بيان، السبت، إن ميرتس، الذي أصبح مستشاراً لألمانيا في 6 مايو، سيلتقي الرئيس الأمريكي بالبيت الأبيض في 5 يونيو، بحسب موقع الشرق الاخباري.
وأضاف كورنيليوس أن المواضيع ستشمل حرب روسيا في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى "السياسة التجارية"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وتثير انتقادات أوروبية.
وذكرت "بلومبرج" أن تاريخ وشكل زيارة ميرتس جاء بعد أسابيع من المفاوضات بين البيت الأبيض ومكتب المستشارية.
ونقلت عن مسؤول رفيع قوله، إن ميرتس سيبقى ليلة في "بلاير هاوس"، بيت ضيافة الرئيس. ومن المقرر أن يعقد ترامب والمستشار الألماني، الخميس، بعد غداء مشترك، مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض قبل أن يعود ميرتس إلى برلين.
ميرتس يعرض موقفه على ترامب
ومنذ توليه قيادة الحكومة الألمانية، قام ميرتس بجولات مكوكية في أوروبا للقاء الحلفاء في فرنسا، بولندا، دول الشمال وأوكرانيا. لكنه لم يعبر المحيط الأطلسي بعد، على الرغم من وعده بتحسين العلاقات مع إدارة ترامب.
والعلاقات بين واشنطن وبرلين متوترة وسط قضايا تتراوح من الاختلالات التجارية إلى دعم كييف. ويخشى القادة الأوروبيون أن يتخلى الرئيس الأمريكي عن جهود إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، ويخفض الدعم العسكري.
وسيحصل ميرتس على فرصته لعرض موقفه على ترامب، على عكس سلفه أولاف شولتز.
ولم يتلق شولتز دعوة إلى البيت الأبيض، بعد إظهاره الدعم للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفقاً لـ"بلومبرج".
ويأتي اجتماع ميرتس بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إلى واشنطن، حيث أجرى محادثات مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو.
وخلال الاجتماع الذي استغرق 45 دقيقة، أكد الجانبان موقفهما المشترك بشأن أوكرانيا والتجارة، حسبما صرح فاديبول للصحفيين.
"الابتعاد عن السياسة الألمانية"
وبالإضافة إلى التوترات حول الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة، اعترض حلفاء ترمب على تعامل ألمانيا مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
ووصف روبيو خطوة تصنيف ثاني أكبر حزب في البوندستاج كـ "كيان متطرف يميني"، بأنها "استبداد مقنع".
ورفض ميرتس هذه المزاعم بشدة، ودعا السياسيين الأمريكيين إلى الابتعاد عن السياسة الداخلية الألمانية.
ولتخفيف نقاط الخلاف، كان ميرتس حريصاً على إظهار استعداده لتلبية بعض مطالب ترامب، وأبرزها التزامه بوضع ألمانيا على مسار مضاعفة الإنفاق المتعلق بالدفاع إلى 5% من الناتج القومي في السنوات المقبلة.