سادت الفرحة بين المزارعين بجنوب سيناء بعد زيادة إنتاجية أشجار الزيتون تزامنًا مع موسم الجني، وذلك بعد تراجعها خلال العام الماضي نتيجة للظروف المناخية.
وقال سيد محمد، صاحب مزرعة زيتون بمدينة طور سيناء، إن إنتاجية أشجار الزيتون تراجعت العام الماضي، نتيجة لتأثرها الشديد بالتغيرات المناخية، مؤكدًا أن الإنتاج العام الماضي لم يصل إلى ربع الإنتاج خلال السنوات السابقة، لكن هذا الموسم شهد ارتفاعا ملحوظا في الإنتاجية، وذلك نتيجة للعناية الخاصة التي تحتاج إليها أشجار الزيتون في ظل التغيرات المناخية.
وأكد سيد، أن مديرية الزراعة حرصت على دعم مزارعي الزيتون بكل السبل للنهوض بالإنتاجية مرة أخرى، وذلك من خلال تكثيف القوافل الزراعية الإرشادية على مدار عام كامل، للتوعية بطرق العناية بأشجار الزيتون منذ التقليم وحتى جني المحصول، وطرق تفادي التغيرات المناخية التي تؤثر بالسلب على الأشجار، خاصة أنها من أكثر الزراعات تأثرًا بالعوامل المناخية.
وأوضح أنه يجري جني ثمار الزيتون الخاصة بالتخليل في بداية شهر أغسطس، وتستمر حتى نهاية شهر أكتوبر، بينما يبدأ موسم جني زيتون الزيت في بداية شهر أكتوبر وتستمر حتى نهاية شهر يناير.
ومن جانبه، قال المهندس عابدين علي، وكيل وزارة الزراعة، إن الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، يولي القطاع الزراعي أولوية خاصة، خاصة الزراعات التي تشتهر بها المحافظة وعلى رأسها أشجار الزيتون، لذا يجري تقديم الإرشاد وتوعية اللازمة للمزارعين على مدار العام لزيادة الإنتاجية.
وأوضح وكيل الوزارة، في تصريح اليوم، أن إجمالي المساحة المنزرعة بأشجار الزيتون على مستوى المحافظة بلغت 17 ألف فدان، معظمهم بمدينتي راس سدر والطور، مشيرًا إلى أن موسم الجني يبدأ في أوائل أغسطس بجمع الثمار ذات الحجم الكبير واللون الأخضر المكتمل، مثل أصناف "التفاحي، الكالاماتا"، لأنها تكون جاهزة للتخليل، بينما يبدأ موسم عصر الزيت بعد اكتمال نضج الثمار، وتحولها إلى اللون الأسود أو البنفسجي الداكن، لإنتاج أكبر كمية من الزيت.
وأكد أن عصر الزيتون على البارد يعد من أفضل طرق العصر، وفيها يجري الحصول على زيت بكر بأعلى قيمة غذائية وطعم مميز، مشيرًا إلى أنه يجري زراعة 8 أصناف من الزيتون بجنوب سيناء، وهم "التفاحي، كلاماتا، عجيزي، الكوناكي، والكورتينا، والبنزلينوا، والبيكوال، شملالي".
وعن أشهر الأنواع الخاصة بالتخليل، قال وكيل الوزرة، إنها جميعها تصلح للتخليل، ولكن أفضلهم "التفاحي والكلاماتا" نظرًا لكبر حجمهم، أما لأشجار المنتجة لزيت الزيتون هي "الكوناكي، والكورتينا، والبنزلينوا، والبيكوال"، وتتميز هذه الأصناف بزيادة نسبة الزيت بها خاصة "البنزلينوا، والبيكوال".
ولفت إلى أنه توجد عدة عوامل تؤثر على كمية المحصول، أهمها الاعتناء بالأشجار طوال العام، وحالة الطقس خاصة أن أشجار الزيتون تحتاج إلى طقس حار ليتحسن نموها وإنتاجيتها.
وأشار إلى أن المديرية لديها معصرة خاصة بعملية العصر على البارد بمدينة الطور، وهذه المعصرة تشهد إقبالًا كبيرًا، كونها تعد من أفضل طرق استخلاص الزيت، وفيها يجري التحكم في درجة حرارة الماء المستخدم في العصر، بحيث لا تتجاوز 27 درجة مئوية، للحفاظ على المركبات المتطايرة التي تعطي الزيت رائحة ونكهة مميزة، إضافة إلى وقيمته الغذائية الكاملة.