x قد يعجبك أيضا

رمضان شهر الفتوحات (2) فتح مكة: عندما أمر النبي محمد قادة الكتائب بعدم قتال أهل مكة من المشركين

نشر في: الأربعاء 27 مارس 2024 - 5:12 م
آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024 - 5:15 م
عبدالله قدري
يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام. عدد كبير من الأحداث الهامة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

في هذه السلسة تستعرض "الشروق" انتصارات المسلمين في رمضان ومنها فتح مكة.

يعتبر فتح مكة من الأحداث الرئيسية في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقع فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة النبوية.

ما أسباب فتح مكة؟

في إطار صلح الحديبية السنة السادسة من الهجرة، كانت من بين الشروط ترك الحرية للقبائل العربية في اختيار الانضمام المسلمين، أو للانضمام إلى قريش.

وفي هذا السياق، أعلنت قبيلة خزاعة تأييدها وولائها للنبي صلى الله عليه وسلم ولعهده، بينما أعلنت قبيلة بني بكر ولاؤها لحلف قريش.

كانت هناك مشاكل قديمة بين بني بكر وخزاعة تعود لفترة ما قبل الإسلام. واستغل بنو بكر فترة الهدنة ليهاجموا خزاعة وينتقموا منهم.

وبعد الهجوم، قاد قائد بني بكر نوفل بن معاوية الدَّيْلي الهجوم على خزاعة، ووصلوا إلى الحرم. وهناك قال نوفل بن معاوية كلمة قوية، داعياً بني خزاعة إلى التراجع عن المواجهة داخل الحرم. وفي هذه الأثناء، لجأت قبيلة خزاعة إلى دار بُدَيْل بن وَرْقَاء ودار مولى لهم يدعى رافع.

وفي أعقاب هذا الهجوم، جاء وفد من قبيلة خزاعة يستنجد بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويخبره بالظلم الذي تعرضوا له من قبل بني بكر وحلفائهم من قريش.

بناء على ذلك، أمر النبي محمد المسلمين بالتجهز لدخول مكة، يقول ابن هشام:"وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنها، وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أي بنية: أأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجهزوه؟ قالت: نعم، فتجهز، قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: لا والله ما أدري. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة، وأمرهم بالجد والتهيؤ ".

وحرص النبي محمد على إخفاء الأمر عن أهل مكة، فلم تشعر قريش بالأمر حتى نزل جيش المسلمين قريبا من مكة بمرّ الظهران.

دخول مكة

عندما اقترب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة، وكانوا على بعد حوالي 22 كيلومترًا في مرّ الظهران، نظم النبي صلى الله عليه وسلم جيشه هناك ونظمه استعدادًا لدخول مكة.

قام النبي صلى الله عليه وسلم بتقسيم الجيش إلى كتائب، حيث كانت كل كتيبة تمثل قبيلة، وكان النبي محمد مع أصحابه من المهاجرين والأنصار في إحدى الكتائب كما جرت العادة.

ثم قسم الجيش عند وصوله إلى مكة؛ حيث قاد خالد بن الوليد الكتيبة الموجودة على الجانب الأيمن، بينما قاد الزبير بن العوام الكتيبة الموجودة على الجانب الأيسر. وكان الجنود الذين لم يكن لديهم دروع، بقيادة أبي عبيدة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى قيادة إحدى الكتائب.

وأمر النبي محمد قادة الكتائب بعدم قتال أهل مكة من المشركين، إلا أنه حدثت بعد المناوشات في أسفل مكة بين المشركين والمسلمين، فقتل من المسلمين، مسلمة بن الميلاء الجهني، وقتل من المشركين اثنا عشر رجلا أو ثلاثة عشر وانهزموا.

ودخل النبي مكة، وأعطى الأمان لأهلها، وقال حديثه المشهور(مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابهُ فَهُوَ آمِنٌ).

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2024 - جميع الحقوق محفوظة