صدر حديثًا للكاتب المغربي الحسن بنمونة والفنانة اللبنانية فاطمة ماضي مجموعة قصصية جديدة بعنوان "الفيل يقرأ قصصًا في أوراق الأشجار"، وهي العدد الثاني والعشرون من سلسلة "ثلاث حواديت" للنشء، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
تضم المجموعة القصصية ثلاث قصص خيالية عن الحيوانات، حيث تحلم الحيوانات وتقرأ وتتمنى، وتغوص النصوص في الخيال، ففي القصة الأولى يفتح الديناصور علبة الأحلام، وفي الثانية تحاول الضفدع تحقيق أمنياتها رغم تهديد الموج والشمس والظلام، مما يعرّض تلك الأمنيات للمحو، وفي الثالثة يحاول الفيل أن يقرأ قصته فوق أوراق الأشجار.
يغلب على النصوص طابع شعري وموسيقى خاصة تمنح الكتاب إيقاعًا متدفقًا.
يقول المؤلف المغربي الحسن بنمونة عن مجموعته "الفيل يقرأ قصصًا في أوراق الأشجار":
"الكتابة الموجّهة للصغار عادة تهدف إلى تحقيق عبرة أو أثر يُخلد في النفس، وهذا لا يتحقق إلا بتقديم سرد ساحر، أخاذ، فاتن، جذاب، مع توظيف الدعابة والمرح لصناعة الفرح عبر الكتابة.
فكتابة القصص عن الحيوانات هي في الحقيقة كتابة عن حياتنا نحن البشر، نعيش في الواقع وهذا يقتضي معاملات مادية صرفة، ونعيش في الخيال، وهذا يقتضي العيش في الرمز والمجاز والاستعارة والكناية والتشبيه. أردت القول إننا نتخذ من الحيوانات أقنعة."
ومن اللافت في تلك المجموعة القصصية أن الفنانة اللبنانية فاطمة ماضي واصلت العمل على رسمها رغم أجواء النزوح التي تعرض لها لبنان، إبان القصف الأخير للجنوب اللبناني، وفقدت الفنانة في تلك الظروف القاسية عائلتها، ومع ذلك واصلت بصلابة الرسم والعمل.
تقول فاطمة عن تلك الفترة: "كانت فترة صعبة ومثقلة بالفقد والرحيل، لكن الرسم كان طريقتي لأتنفس وأبقى متماسكة.
كنت أشعر وكأنني لو توقفت عن الرسم سأفقد جزءًا من نفسي، لذلك واصلت رغم كل الصعوبات. الرسم بالنسبة لي ليس مجرد موهبة أو مهنة، بل ساحة تحدٍّ وإصرار.
الفن نور يتوقد من قلب الظلمة والدخان. واصلت لأنني أردت أن أقول لكل العالم: (نحن هنا.. ما زلنا نحلم ونرسم ونحيا)."
وتضيف الفنانة اللبنانية عن تحديات الفن: "ربما أشبه بطل كتابنا الضفدع الرسام، فكثيرًا ما أبحث عن مكان هادئ أرسم فيه بحرية، أبحث عن عالمي الخاص، حيث لا أحد يزعجني ويمنع خيالي من الانطلاق بعيدًا.
تواجه الرسامين تحديات كثيرة من عوائق وظروف صعبة، لكن التحدي الحقيقي هو أن نرسم بصدق ونكمل رغم التعب أو الشكوك، ورغم كل الظروف فلنبتكر الحلول كي نمارس ما نحب.
وأحيانًا لا يفهم أو يقدّر الآخرون ما نرسم، وعلينا تخطي ذلك والمثابرة والسعي لإيصال صوتنا ورسالتنا الكامنة بين الألوان وفي لوحاتنا، فالفن والرسم لغة عالمية لها سحرها الخاص."
الحسن بنمونة هو كاتب مغربي، من مواليد ١٩٦٣، نشر حوالي ١٠٠ كتاب في دور عربية متنوعة، بالإضافة إلى عشرات القصص في مجلات الأطفال، وهو مرشح المغرب لعام ٢٠٢٦ لأهم جوائز أدب الطفل، وهي جائزة هانز أندرسن العالمية لأدب الطفل.
أما رسامة العدد الفنانة فاطمة ماضي فهي كاتبة ورسامة لبنانية حائزة على الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي "اتصالات 2022" عن فئة أفضل رسوم "همس الأشجار"، ورُشحت لجوائز عربية أخرى، كما عرضت لوحاتها في معرض الشارقة وعلى موقع معرض بولونيا ضمن جدار الرسامين 2025.
يُذكر أن "الفيل يقرأ قصصًا في أوراق الأشجار" هو العدد ٢٢ من سلسلة "ثلاث حواديت"، وهي سلسلة موجهة للناشئين من عمر ١٢ إلى ١٨ سنة، تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تقدم قصصًا مغايرة للمألوف، فيها تجديد وابتكار، وهي سلسلة لها طابعها الخاص، تستكشف طرقًا جديدة في الإبداع.