تنظم "المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث" الجلسة الثانية من صالون بيت الرزاز الأدبي، والتي ستنعقد بعد غد الأربعاء الموافق 27 نوفمبر الجاري، في تمام الساعة 6 مساءً بمنطقة باب الوزير في القاهرة.
تستضيف الجلسة الفنان والباحث في الفنون الإسلامية محمد شافعي، والمعمارية الدكتورة أمنية عبد البر، في حديث عن "رحلة الخط العربي: من النشأة إلى بزوغه كفن مستقل في الدولة الإسلامية".
يدير الجلسة شيرين عبد الله، المدير الإداري ومسؤولة برنامج المشاركة الاجتماعية بالمؤسسة، حيث يناقش المتحدثون استخدام الخط العربي في الزخرفة الإسلامية للمساجد والقصور ودوره في توثيق الحياة والتاريخ.
كما تُسلط الجلسة الضوء على رحلة تطور الخط العربي وأهميته كفن مستقل يعبر عن الهوية الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي.
تاريخ الخط العربي
يعد الخط العربي أحد أرقى أشكال التعبير الفني في الثقافة الإسلامية، حيث يجمع بين الجمال والدقة والرمزية. تطور هذا الفن على مدار التاريخ ليصبح جزءًا أساسيًا من الهوية الإسلامية، ليس فقط كوسيلة للكتابة والتوثيق، بل كفن مستقل يعبر عن روحانية اللغة وجمالها. امتد استخدام الخط العربي ليزين المساجد، القصور، والمخطوطات، مما جعله رمزًا للحضارة الإسلامية وإبداعها.
تطورت أساليبه وأنماطه مع مرور الزمن لتشمل العديد من المدارس والزخارف، من الخط الكوفي إلى النسخ والديواني، ليعكس تنوعًا فنيًا وثقافيًا يُبرز أهمية هذا الفن في توثيق التاريخ والحياة.
بيت الرزاز.. تحفة معمارية وتاريخ عريق
بيت الرزاز هو أحد المعالم التاريخية الفريدة في القاهرة الإسلامية، ويقع في حي الدرب الأحمر بجوار باب زويلة. يمثل البيت نموذجًا مميزًا للعمارة السكنية في العصر المملوكي والعثماني، ويجمع بين فنون العمارة الإسلامية وأسلوب الحياة التقليدية.
يعود تاريخ بناء الجزء الأول من البيت إلى القرن الخامس عشر الميلادي، تحديدًا في أواخر العصر المملوكي، وكان يُستخدم كمقر سكني فاخر لأحد الأعيان.
كما جرت التوسعة العثمانية؛ حيث تم توسيع البيت وإضافة أجزاء جديدة له في القرن الثامن عشر خلال فترة الحكم العثماني. أصبحت هذه الإضافات جزءًا أساسيًا من طابعه المعماري.
يحمل البيت اسم أحمد كتخدا الرزاز، وهو إحدى الشخصيات البارزة في القرن الثامن عشر، وكان مسؤولًا ماليًا وإداريًا في الدولة العثمانية.