الفقاعات.. مخطط إسرائيل الجديد لحكم قطاع غزة

نشر في: الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 6:52 م
وكالات

رغم مرور نحو 14 شهرا على العدوان على قطاع غزة، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي عاجزا عن وضع تصور لليوم التالي، وهو ما تبرر به حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مواصلتها للحرب من دون أفق واضح لنهايتها.

ومع الصمود الأسطوري لسكان قطاع غزة والمقاومة فيه، فقد فشلت السيناريوهات كلها التي تقدمت بها دوائر داعمة لحكومة الاحتلال بشأن "اليوم التالي"، من قبيل إدارة العشائر أو عودة السلطة الفلسطينية، أو إدارة مدنية مدعومة من الولايات المتحدة ودول عربية، إلى فكرة إغراق القطاع بالفوضى وسيطرة مرتزقة وتجار حروب عليه.

وفي ظل محاولة تطبيق الاحتلال الإسرائيلي خطة الجنرالات في شمال غزة، طفت على السطح مؤخرا أنباء تتحدث عن "خطة فقاعات إنسانية خالية من حماس"، تقدمت بها مراكز دراسات مقربةٌ من حزب الليكود الحاكم.

كنتونات فلسطينية معزولة

 


وتقضي الخطة الجديدة التي نشرت بعضَ ملامحها صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى عزل الفلسطينيين غير المؤيدين لحركة حماس وفصائل المقاومة في بقع إنسانية منفصلة، بينما يتم تقسيم القطاع بواسطة خطين عرضيين يخضعان لإدارة الاحتلال عسكريا، والذي سيسيطر أيضا على كامل الشمال والحدود الشرقية بالإضافة لمعبر صلاح الدين (فيلادلفيا).

ونقلت الصحيفة عن الجنرال السابق في جيش الاحتلال إسرائيل زيف -الذي ساهم في وضع الخطة- قوله إنه "بإمكان المدنيين الفلسطينيين الذي يدينون حماس العيشَ في مناطق معزولة، قرب منازلهم في الشمال، مع إمكانية زيادة هذه البقع تدريجيا، وتدار من قبل تحالف يضم الولايات المتحدة ودول عربية، بينما يتفرغ الجيش لتدمير جيوب حماس".

وبحسب زيف -الذي سبق أن أشرف على الانسحاب من غزة في 2005- فإن هذه الخطة قد تستمر 5 سنوات قادمة، يمكن خلالها للسلطة الفلسطينية أن تستعيد سيطرتها الأمنية والإدارية على القطاع، كما أنه يمكن "لحماس منزوعة السلاح" أن تساهم في إدارة القطاع، بحسب موقع الجزيرة نت الاخباري.

وتستدعي الخطة -التي نشرتها وول ستريت جورنال في يونيو الماضي- خطة الأصابع، التي أطلقها أرييل شارون في 1971، واستمر تطبيقها حتى الانسحاب الأحادي من قطاع غزة في 2005، والتي قسّمت غزة آنذاك إلى 4 مناطق معزولة للفلسطينيين، وتتخللها عرضيا 5 أصابع اليد، تتكون من مستوطنات صهيونية ومناطق عسكرية مغلقة.

ويرى الباحث سعيد زياد أن خطة الفقاعات أو البؤر الإنسانية هي ترجمات لخطة أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقوم الآن بترجمتها واقعا على الأرض، ورصدها الكثير من الخبراء والمحللين الإسرائيليين، وتتمثل في إقامة مناطق مطهَّرة من المقاتلين، بحيث يتم توزيع المساعدات الإنسانية من خلال شركات أو عائلات محلية تتعاون مع الاحتلال.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن هذه الخطط تواجهها صلابة في المقاومة وثبات لدى السكان، فجيش الاحتلال، وبعد أكثر من شهرين من العمليات الجارية في الشمال لم يتمكن من "تطهير بؤرة واحدة".

واوضح أن الحاضنة الشعبية الفلسطينية ترفض التعامل مع أية جهة قادمة على ظهر دبابات الاحتلال، سواء كانت من السلطة الفلسطينية أو عائلات متعاونة أو حتى قوات عربية وإقليمية.

خطة أصابع شارون تعود من جديد

 


وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي قد بدأ فعلا بإعادة العمل بخطة الأصابع، ففي مارس الماضي افتتح "محور نتساريم"، بطول 7 كيلومترات وعرض 8 كيلومترات، والذي يفصل محافظة الشمال ومدينة غزة عن بقية وسط وجنوب القطاع، وبما يعادل 15% من مساحة القطاع.

وزعم الاحتلال يومها أن المحور مخصص لأغراض الإنسانية، لكنه لم يُستخدم لذلك الغرض إلا مرات محدودة.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2024 - جميع الحقوق محفوظة