هل يتبع ترامب نموذج روزفلت في تسوية حرب روسيا وأوكرانيا؟

نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 11:07 م
محمد هشام

"لن يحدث شيء حتى نلتقي أنا وبوتين"، عبارة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية منتصف مايو الماضي، مصورا أن حل أزمة معقدة كالحرب الروسية الأوكرانية يكمن فقط في اجتماع قادة القوتين العظميين القادرين على عقد الصفقات وإحداث التقارب. لكن الآن، وبعد تسعة أيام من انعقاد ذلك الاجتماع في قاعدة جوية أمريكية بولاية ألاسكا، تشير جميع الأدلة الظاهرة إلى عدم إحراز أي تقدم حقيقي.
هكذا وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية المشهد الراهن بشأن جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أن اعتماد ترامب على الدبلوماسية الشخصية مع بوتين أدى إلى فوضى استراتيجية.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ترامب ليس وحيدا بين الرؤساء الذين يعتقدون أن قدراتهم على الإقناع الشخصي هي العنصر الأساسي لنجاح السياسة الخارجية الأمريكية وإنهاء الحروب. فقد كان ثيودور روزفلت مقتنعا بالأمر نفسه، وقد توسط لإنهاء الحرب الروسية اليابانية قبل 120 عاما.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الصراع انتهى بتوقيع معاهدة بورتسموث على الأراضي الأمريكية، وهو ما أسفر عن فوز روزفلت بجائزة نوبل للسلام، وهي النتيجة ذاتها التي لم يتردد ترامب في إعلان رغبته في بلوغها.
ورأت "نيويورك تايمز" أن المفاوضات مع روسيا، حتى الآن على الأقل، لا تسير على خطى نموذج روزفلت، مشيرة إلى أن لقاء ترامب مع بوتين في قاعدة أنكوراج يُذكر بدبلوماسيته وجها لوجه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قبل سبع سنوات؛ لقاءات ودية مليئة بالمصافحات لكن بلا أي تقدم ملموس.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في نهاية المطاف لم تتخل كوريا الشمالية عن أي سلاح نووي، بل وسعت ترسانتها النووية بشكل كبير منذ ذلك الحين.
من جهته، قال إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إن إدارة ترامب تُسيء فهم الصراع بشكل جوهري، قائلا: "يعتقد ترامب أن الصراع يدور حول الأرض، أما بالنسبة للروس، فهو يتعلق بالهوية، وبما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الغرب أم ستخضع فعليا للسيطرة الروسية"، على حد تعبيره.
أما بشأن تصريحات ترامب الأخيرة بأنه سيعرف خلال أسبوعين ما إذا كان بوتين جادا في المفاوضات، فأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب يترك لنفسه دوما مخرجا في حالة أوكرانيا، مستشهدة بقوله: "ربما لن يكون هناك سلام، وربما يتعين على الولايات المتحدة التراجع وترك الأوكرانيين والروس يتقاتلون حتى النهاية".
ورأت "نيويورك تايمز" أن تبرؤ ترامب من الصراع، وتصريحه بأنه قادر على جمع بوتين وزيلينسكي على طاولة المفاوضات لكنه لا يستطيع إجبارهما على التوصل إلى اتفاق، يمنحه منفذا للهروب إذا انهارت مفاوضاته.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب ونائبه جيه دي فانس يبدوان أحيانا كوسيطين محايدين يسعيان فقط إلى جمع الأطراف، كما فعل روزفلت، بينما يُظهران في أحيان أخرى وكأن لواشنطن مصلحة قوية في ضمان بقاء أوكرانيا دولة حرة ومستقلة.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة