x قد يعجبك أيضا

ستارشيب يتعثر مجددا.. إلغاء مفاجئ لعاشر إطلاق لصاروخ سبيس إكس

نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 5:44 م
رنا عادل

كان من المقرر أن تطلق شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك، مساء أمس الأحد، الرحلة العاشرة لصاروخ "ستارشيب" أكبر وأقوى نظام صاروخي بُني على الإطلاق، وذلك من قاعدة ستاربيز في ولاية تكساس الساعة 7:30 مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

لكن قبل لحظات من الإقلاع أعلنت الشركة بشكل مفاجئ إلغاء التجربة، في أحدث انتكاسة لبرنامج الصاروخ العملاق، وأوضحت في بيان على منصة "إكس" أنها قررت تعليق الإطلاق قبل 15 دقيقة فقط من الموعد المحدد بسبب مشكلة في أنظمة الإطلاق الأرضية، مؤكدة حاجتها إلى مزيد من الوقت لمعالجة الخلل، مما تسبب في خيبة أمل كبيرة لدى المتابعين، خاصة بعد أن كتب الملياردير إيلون ماسك، مؤسس الشركة قبل ساعات من الموعد: "ستارشيب 10 ينطلق الليلة".

وحتى الآن لم تكشف سبيس إكس عما إذا كان هناك موعد بديل قريب لإعادة المحاولة، وكان من المقرر أن يشكل هذا الإطلاق المحاولة العاشرة للصاروخ من موقع ستاربيز.

- سلسلة إخفاقات أثارت الجدل

أعرب خبراء الفضاء منذ البداية عن قلقهم من هذه التجربة، فالإلغاء الأخير يضاف إلى سجل من الإخفاقات التي لاحقت برنامج "ستارشيب" منذ بداية العام، إذ واجه الصاروخ سلسلة من الحوادث التي هزت الثقة في قدرته على بلوغ أهدافه الطموحة، ففي مايو الماضي فقدت المركبة السيطرة فوق المحيط الهندي قبل أن تكمل مسارها، بينما انفجرت نسخ سابقة من الصاروخ فوق جزر مأهولة شرق فلوريدا متناثرة الحطام على شواطئ البهاما وجزر توركس وكايكوس.

أما في يونيو فقد وقع انفجار مفاجئ أثناء اختبار أرضي للمحركات في تكساس، ألحق أضرارًا بالبنية التحتية للشركة.

وهذه النكسات لم تقتصر تبعاتها على سبيس إكس وحدها، إذ دفعت حكومات إلى التدخل، فالمكسيك هددت بإجراءات قانونية بعد وصول الحطام إلى سواحلها، بينما عبرت بريطانيا عن قلقها على أراضيها الخارجية الواقعة قرب مسارات التجارب، بحسب تقارير لوسائل إعلام أجنبية.

- تعديلات قبل الإطلاق

وصرحت سبيس إكس في وقت سابق بأنها تعلمت من التجارب السابقة وأدخلت تعديلات تقنية مهمة، أبرزها على موزع الوقود الذي يُعتقد أنه تسبب في ارتفاع ضغط غير متوقع أدى لفقدان التحكم في الرحلة الماضية.

وأعلنت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA) أنها أغلقت تحقيقها الأخير وسمحت بالإطلاق بعد التحقق من أن التعديلات تقلل المخاطر على الممتلكات العامة والسلامة.

- بين قلق الخبراء ورهان المستقبل

وعلى الرغم من تفاؤل ماسك، يرى كثير من الخبراء أن نجاح "ستارشيب" لا يزال بعيدًا عن الضمان، محذرين من أن سبيس إكس تراهن بمصيرها على هذا المشروع في وقت يشتد فيه السباق الفضائي مع الصين.

ووفقًا لشبكة CNN، يرى رائد الفضاء السابق جاريت ريسمان أن الأمر قد ينتهي بعدم نجاح المركبة إطلاقًا، أو أن يغير مستقبل الأنشطة الفضائية والجيوسياسية بالكامل.

وفي المقابل، تعتبر ناسا أن نجاح "ستارشيب" شرط أساسي لتحقيق مهمتها المأهولة القادمة إلى القمر عام 2027، إذ إن إثبات كفاءته سيجعل منه الصاروخ الأقدر على حمل حمولات أكبر وبكلفة أقل من أي مركبة سابقة، ما قد يفتح الباب أمام عصر جديد من الرحلات الفضائية التجارية والمأهولة.

- صاروخ بقدرات استثنائية

الصاروخ يتسم بقدرات استثنائية حيث يتألف من مرحلتين مترابطتين: معزز الدفع العملاق "سوبر هيفي" بارتفاع يقارب 70 مترًا، والمركبة العلوية "ستارشيب" بطول 52 مترًا، التي يُفترض أن تتحول مستقبلًا إلى وسيلة لنقل حمولات ضخمة وربما بعثات بشرية إلى الفضاء العميق.

وفي هذه التجربة الملغاة كان من المقرر أن تكتفي المركبة بحمل ثمانية نماذج تجريبية صغيرة تحاكي الأقمار الصناعية، بهدف اختبار قدرات النشر وإعادة تشغيل أحد محركاتها في المدار، وهي أهداف لم تتمكن الشركة من تحقيقها في الرحلات الثلاث السابقة.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة