شيّع جمع غفير من أهالي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، بعد عصر اليوم السبت، جنازة القاضي العرفي يحيى محمد الغول، الذي وافته المنية صباح اليوم بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 70 عامًا.
أدى الأهالي صلاة الجنازة على الراحل في مسجد أبو بكر الصديق بميدان الفواخرية، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى بمقابر المدينة، بمشاركة شيوخ القبائل ووجهاء العائلات ونواب برلمانيين، الذين توافدوا لاحقًا إلى ديوان عائلة الغول لتقديم واجب العزاء لأبنائه.
ويُعد الفقيد من أبرز القضاة العرفيين في شمال سيناء، حيث لجأ إليه الأهالي على مدار عقود لفض المنازعات وإصلاح ذات البين، واشتهر بلقب "حكيم سيناء" لرجاحة عقله وحكمته في القضايا العامة. كما مثّل في المجالس الشعبية المحلية خلال الثمانينيات والتسعينيات، وكان عضوًا بجمعية جمع التراث السيناوي.
وألف الغول عدة كتب منها: القضاء العرفي في شبه جزيرة سيناء، العريش بين الماضي والحاضر، وسيناء المقدسة، كما خُص بكتاب صدر مؤخرًا للدكتور إبراهيم فريج بجامعة العريش تحت عنوان التاريخ الحي لسيناء.
ولد الغول في مدينة العريش عام 1955، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة. وظل طوال حياته مرجعًا اجتماعيًا وقانونيًا لأبناء سيناء حتى رحيله اليوم.
ونعى اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الفقيد، معربًا عن خالص تعازيه لذويه، مؤكّدًا أن الراحل كان مثالًا للتفاني في خدمة المجتمع، وأن الكثير من القضايا كانت تحال إليه من الجهات الرسمية لما عُرف عنه من حكمة ونزاهة.