«فى الكاميرا» يناقش فكرة الهوية.. وحاولت تقديم نوعية أفلام لم يعتدها الجمهور
أجواء مهرجان القاهرة تشبه «كان» السينمائى.. وفيلم «التيه» غيَّر حياتى المهنية بالكامل
مصر جزء من القضية الفلسطينية.. وسعيد لاهتمام حسين فهمى بدعمها
شارك الفنان أمير المصرى بمهرجان القاهرة السينمائى للمرة الثانية بعد 4 سنوات من مشاركته الأولى بفيلم «التيه»، من خلال أحدث أفلامه العالمية «فى الكاميرا»، والذى شارك بقسم العروض الخاصة خارج المسابقة، بعدما حصل الفيلم على ردود أفعال إيجابية، وإشادات نقدية فى عدة مهرجانات دولية.
التقت «الشروق» بأمير المصرى على هامش المهرجان..
وإلى نص الحوار:
لماذا لم يعرض فيلم «فى الكاميرا» مترجم؟
ــ أنا نفسى لا أعلم سببا.. فقد صدمت عندما وجدته هكذا.
كيف ترى انقسام ردود أفعال الجمهور حول الفيلم؟ وما هى رسالته؟
ــ هدف المخرج من الفيلم أن يفهم كل شخص من الجمهور الرسالة بطريقته، و«فى الكاميرا» يناقش فكرة الهوية، ومن أنت بالنسبة للمكان الذى تتواجد به، فأنا مثلا مصرى أعيش بأوروبا وأتعامل مع أشخاص لا يشبهوننى، فالفيلم يناقش ما أواجهه من زاوية الهوية، ولم أرد إيصال رسالة معينة، وكنت أريد تجربة شىء جديد، وتقديم نوع جديد من الأفلام للجمهور، وليس من الضرورى أن تُعجب بكل فيلم تشاهده، ولكنه بالتأكيد سيحرك شيئا بداخلك يجعلك تتناقش وتتكلم عن رسالة الفيلم وقصته.
هل كان من الصعب عليك تقديم شخصية تحمل بداخلها شخصين مختلفين؟
ــ بالطبع الأمر كان صعبا جدا، ولهذا السبب كانت البروفات المكثفة مهمة، لمعرفة فى أى مشهد أقوم بالفصل والانتقال بين شخصية لأخرى، أنا كنت أرى نفسى الجزء الذى لا يستطيع البطل أن يصل إليها من شخصيته، وكنت أقدم الدور بطريقتين، الطريقة الأولى أننى جزء من شخصية البطل ومتعاطف معه، والطريقة الثانية هى الجزء البعيد عن منال البطل.
شاركت فى المهرجان قبل 4 سنوات بفيلم «التيه».. وعدت مجددا هذا العام بفيلم «فى الكاميرا».. ما الذى اختلف بك كممثل خلال هذه الفترة؟ وكيف تصف تلك العودة؟
ــ العودة ليس لها وصف فالعودة للوطن لها طعم آخر، فبالرغم من تحقيق النجاحات بالخارج، كل منا يتمنى أن يعود وينجح فى وطنه وسط الأشخاص الذين يشبههم، ويرى بعينه حبهم له وتفاعلهم معه.
أتمنى أن يكون تغير بى الكثير، وطبيعة البشر هى التغير والتعلم والتطور كل يوم، ولكن بشكل خاص بالنسبة لى، أعتقد أننى أًصبحت أكثر صبرا، وأكثر رضاء بحياتى ومبسوط ولا أحتاج شيئا فى الحياة، غير التطور خطوة بخطوة بروية دون عجلة، فلست مستعجلا على شىء، ومعرفتى بأن القرار الصحيح سيأتى فى الوقت المناسب له، ففى الماضى كنت دائما متعجلا، أريد كل ما أرغب به فى الحال.
كيف ترى دعم مهرجان القاهرة لفلسطين؟
ــ نحن كشعب مصرى جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية وليس المهرجان فقط، وأنا سعيد باهتمام حسين فهمى بالقضية ودعمها، واختياره لفيلم فلسطينى لافتتاح هذه الدورة، وسعيد بدعمه للمنتجات المصرية والعربية، وأنا دائما أرى أن السينما أقوى وسيلة لإيصال رسالتك إلى العالم.
ما الذى تراه مختلفا فى استقبال الجمهور للأفلام بين مهرجانات مصر والدول الأوروبية؟
ــ مهرجان كارلوفى فارى مثلا يحترم الفن أكثر ويحترم الأفلام، ولا تجد صخب احتفالات حول المهرجان، مهرجان كان تجد به مزيجا بين صخب الاحتفالات واحترام الفن والأفلام، وتشعر أن بـ«كان» كل يوم فرح، والاستقبال على السلالم الحمراء التى يقف عليها رئيس المهرجان ويستقبل صناع الأعمال ويلتقط الصور معهم، والجمهور يقف ويصفق للأفلام قرابة الـ5 دقائق، حتى ولو لم تعجبهم الأفلام، لأنهم يعرفون قدر الجهد الذى يبذل من أجل صناعة الأفلام، وفى رأيى أن أجواء مهرجان القاهرة تشبه أجواء مهرجان «كان».
ما الذى ينقص الأفلام المصرية لأن تكون بجودة الأفلام العالمية؟
ــ فى رأيى التحضير الجيد للتصوير، فنحن فى مصر لا نهتم بأن نضع جزءا من ميزانية العمل قبل التصوير للتحضير للتصوير، ونكتشف فى وقت التصوير، ففى الخارج تجد فريق العمل من مخرج ومدير تصوير ومؤلفين وممثلين، يقومون بمعاينات لمواقع التصوير، ووضع تخيلات للمشاهد، وهذا يساعد كثيرا فى دخول الممثلين والمخرج إلى الأجواء المناسبة للتصوير.
ما أكثر الأفلام التى أثرت فى شخصيتك؟
ــ بالتأكيد فيلم «التيه»، فكنت بسبب هذا الفيلم دائما أجلس بمفردى ولا أتحدث مع أى شخص، وهذا ما علمنى الصبر، فقد كنت فى جزيرة ممطرة دائما، وهذا ساعد كثيرا فى حالة العزلة التى كنت بها، وشعرت وقتها بأننى محظوظ لمرورى بوقت كهذا، وأتذكر أنه فى مرة كان السائق المرافق لى، يقوم بتوصيلى لمكان ما على الجزيرة، وفى الطريق كان يحكى لى عن زوجته المريضة التى لم يستطع التحدث معها منذ أسابيع، فتذكر اشتياقه لوالدته وأخوته وأصدقائه، وعزلته ووحدته، ودخل فى نوبة بكاء هيستيرية، فأوقف السائق السيارة، وأخبره أن استنشاق الورود والأزهار فى هذه الأوقات يساعد كثيرا على الخروج من هذه الحالة، وعندما فعلت ما أخبرنى به بدأت أتذكر كم أنا محظوظ لحصولى على وقت كبير أجلس به مع نفسى وأرتب حياتى، وإن الكثير يتمنى أن يقوم بما أقوم به، وأننى أعمل على شىء عظيم سيكون سببا فى تغير حياتى المهنية بالكامل.
كيف كانت مقابلتك مع سيلفستر ستالون والعمل معه؟
ــ سيلفستر ستالون هو المنتج المنفذ لفيلم «عملاق»، وهذه أكبر خطوة للفيلم، فهو صاحب سلسلة أفلام الملاكمة «روكى»، ولا يدعم أى فيلم تدور أحداثه حول الملاكمة غير أفلامه، فكان تحمسه للفيلم بمثابة شهادة ثقة حصلنا عليها قبل حتى بدء التصوير، والفيلم لم يطرح بعد فى دور العرض السينمائية، ولكن المخرج أخبرنى أن سيلفستر شاهده وأعجب به ووضع عليه بعض الملاحظات البسيطة، كما أعجب بطريقة سرد القصة، وآمل أن يعجب الجمهور بالفيلم.
كيف كانت تجربة المسلسل البريطانى «التاج» وكواليسها؟
ــ كان صناع المسلسل يبحثون منذ فترة طويلة عن ممثل يؤدى شخصية «محمد الفايد» وهو شاب، وتقدمت لاختبارات الأداء، وظللت فى الاختبار مع مخرج المسلسل لمدة 4 ساعات، ثم عملت مع شخصية تدعى «بولى» متخصصة فى التعبيرات الحركية وحركة الممثل، وأصبحت لا أستغنى عنها، فهى محترفة فى كل ما يتعلق بأعمال السيرة الذاتية، حيث عملت مع رامى مالك فى فيلم «الملحمة البوهيمية»، ومع أوستن باتلر فى فيلم «إلفيس»، وهى بحثت فى مكتبات لندن عن فيديوهات قديمة لـ«محمد الفايد» وطريقة حركته وحديثه مع الجمهور وأولاده، وطريقة ملابسه وتعابيره، ونحن فى مصر لا نمتلك شخصا مختصا فى الحركة، وهى ليست تعليم التمثيل، ولكنها توجيهات لتحركات الشخصية التى يريدها المخرج، وانفعالاته عندما يغصب ويضحك وما إلى ذلك.
ما هى أصعب تجارب أداء قمت بها؟
ــ جميع تجارب الأداء فى المسلسلات والسينما العالمية صعبة، ولكن الأصعب منها متطلبات الشخصية التى يحتاجها الممثل بعد القبول، فهو على سبيل المثال لا يشترط فى تجارب الأداء أن يكون الممثل يستطيع الرقص، هو يبحث عن الموهبة التمثيلية فى الأساس، ولكن بعد قبول الممثل فى الدور، يطلب منه تعلم متطلبات الشخصية، فمثلا فى «صيف 67» كان المطلوب منى أن أتقن عزف البيانو، فخضعت لكورسات مكثفة لتعلم البيانو، وتعلمته فى شهرين، وندمت لأننى لم أتعلمه منذ صغرى بسبب المتعة التى حظيت بها. كما تعلمت الملاكمة من أجل فيلم «عملاق» وكنت أستيقظ من السادسة صباحا، وأبدأ التدريب من السابعة، وأتدرب لمدة 12 ساعة يوميا، إلى جانب تناول 5 وجبات يوميا بكميات محسوبة وكبيرة طبقا لمتطلبات الشخصية.
شاركت فى رمضان الماضى بمسلسل «مليحة» ما الذى حمسك للتجربة؟
ــ جميعنا تأثرنا بحرب غزة، وأنا عندما كنت فى الخارج كنت أشعر أننى يجب أن أقدم لهم شيئا ولم أعلم كيف، على الرغم من أننى كنت أعرض أفلاما فى لندن عن فلسطين، وكنا ندعم مخرجات من فلسطين، ونتبرع بأرباحنا من أفلامنا إلى الهلال الأحمر الفلسطينى، وعندما جاءت لى الفرصة للمشاركة فى «مليحة» وجدتها فرصة لا تعوض ويستحيل أن أفوتها على الرغم من نيتى بعدم المشاركة فى الموسم الرمضانى الماضى.