تُعد منطقة سرابيط الخادم ومحيطها التابعة لمدينة أبوزنيمة، واحدة من أكثر المناطق غزارة بالأسرار والخبايا الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة. فقد قصدها قدماء المصريين منذ أقدم العصور خلال رحلات البعثات التعدينية لاكتشاف الكنوز الطبيعية التي تحتويها، مثل المنجنيز والنحاس والفيروز.
وقال الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بآثار جنوب سيناء، إنه جرى رصد العديد من المناطق والنقوش الأثرية بمنطقة سرابيط الخادم والمناطق المحيطة بها، مما جعل مدينة أبوزنيمة تتحول إلى أحد أهم المناطق الأثرية بمحافظة جنوب سيناء.
وأوضح كبير الباحثين بآثار جنوب سيناء أن من أهم المناطق الأثرية في سيناء وأقدمها منطقة "روض عميره" التي تقع غرب منطقة سرابيط الخادم، كونها تضم نقوشًا عمرها أكثر من 5 آلاف عام، أي منذ عصر ما قبل وبداية الأسرات. وتشمل هذه النقوش آثارًا لملوك مثل "أري- حور"، و"نعر- مر- جر"، بالإضافة إلى الملكة "ميرت نت"، ورسم لرمز العاصمة "منف"، وسوم لمراكب. كما كان "روض عميره" أحد مناطق استخراج وصهر النحاس، لانتشار مجموعة من الأفران به.
وأكد الدكتور مصطفى نور الدين أنه جرى اكتشاف العديد من العلامات الهيروغليفية التي تُسمى "وظائف العمالة" في "روض عميره"، إضافة إلى العثور على نص قصير مرتبط بالملك "جر"، يعد من أقدم الجمل المكتوبة في التاريخ المصري. كما تم العثور على اسم الملكة "مريت نيت"، وهي ابنة الملك "جر" وزوجة الملك "وادجيت" وأم الملك "دن"، وهي امرأة من طراز فريد تمكنت من حكم مصر بعد وفاة زوجها. ثم شاركت ابنها الملك "دن" في الحكم عندما كان طفلاً صغيرًا، ليكون تحت الوصاية. وبذلك، تُعد أول سيدة حكمت مصر، وأول سيدة تتولى الحكم في العالم.
وأشار إلى جبل المكبر الذي يقع شمال سرابيط الخادم بنحو 5 كيلومترات، ويرتفع عن سطح البحر بنحو 560 مترًا. هو عبارة عن تكوين طبيعي ناتج من نحر الهواء للحجر الرملي، حيث يرسم شكل الجبل على شكل نبات المشروم. وعلى صخوره، توجد نقوش عديدة تعود إلى عصور متعاقبة، تبدأ بالعصر الحجري وتنتهي بالعصر الحديث، وتصور مجموعة من الوعول. كما جرى اكتشاف 6 مناظر مختلفة على جبل المكبر، مصنوعة بأسلوب تخطيطي بسيط، تُصور عربات تجرها حيوانات باستخدام التقاليد الفنية للفن الصخري العربي.
ولفت إلى أن وادي "الحمر" الذي يقع غرب سرابيط الخادم ويمتد من منطقة الرملة حتى وادي الطيبة، يضم نقشًا هامًا لرمسيس الثالث، بالإضافة إلى مجموعة من النقوش النبطية والثمودية، وعدد كبير من الرسوم الصخرية.
وأكد أن أهمية الوادي تكمن في كونه طريق مواصلات هام لقلب سيناء، جنوب جبل التيه، حيث يتصل بمجموعة من الأودية التي تجعله يصل للساحل الشرقي لخليج السويس وحمام فرعون. وحتى الآن، يُستخدم في نقل خامات المحاجر.
وأشار إلى أنه في عام 2003، تم اكتشاف نقوش للملك "دن" في منطقة فرس أم زبيان التي تقع غرب سرابيط الخادم، بجوار مغارة لتعدين الفيروز. كما تضم المنطقة نقوشًا لثلاث مناظر: الأول يصور الملك "دن" مرتديًا التاج الأبيض، وهو يمسك بناصية أحد الأسيويين ويهم بضربه على رأسه أمام المعبود سويد. والثاني يصوره في منظر مزدوج، وهو يمسك بناصية أحد الأسيويين ويهم بضربه على رأسه، وخلف الأسير الأسيوي توجد كلمة "الشرق". أما النقش الثالث فيصور الملك "سمر-خت" وهو يمسك بناصية أحد الأسيويين ويهم بضربه على رأسه.
وعن جبل حمير والفوجة، قال إنه يمكن الوصول إليهما من منطقة سرابيط الخادم باستخدام سيارة دفع رباعي. وهو عبارة عن تكوين طبيعي نادر لتكوينات الحجر الرملي، وهناك آراء تشير إلى أنها نباتات متحجرة منذ ملايين السنين. وتنتشر في المنطقة نقوش ورسومات قديمة، بعضها نبطي، والبعض الآخر يعود إلى عصور مختلفة. ويتميز جبل حمير بلونه الأسود.