- نتنياهو: سنشن هجومًا واسعًا على غزة خلال الأسابيع القادمة
- خبراء أمميون: الأوضاع في شمال القطاع قد تكون الأشد سوءًا
التحذير الأممي: لا وقت للتردد.. وقف المجاعة يحتاج تحركًا فوريًا
- وزير الخارجية البريطاني يصف المجاعة بالفضيحة الأخلاقية
أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة "من صنع الإنسان بالكامل" تجتاح أكبر مدن غزة والمناطق المحيطة بها، وسط ظروف متدهورة تهدد بارتفاع هائل في أعداد الوفيات.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، وجد تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC)، وهو منظمة عالمية معترف بها لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، أن 3 معايير أساسية لاعتبار الوضع مجاعة قد تحققت، ما يمثل تصعيدًا خطيرًا للأزمة الإنسانية في غزة.
منذ تأسيسه عام 2004، أعلن الـIPC ، 4 مجاعات فقط، أحدثها في السودان العام الماضي. وكان قد حذّر في يوليو من سيناريو مجاعة في أجزاء من غزة لكنه توقف عن إعلان رسمي بسبب نقص البيانات الدقيقة.
وبالإضافة إلى المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها -أكبر تجمع سكني في القطاع ويقطنه ما بين 500 ألف و800 ألف شخص- أكد التقرير أن مدينتي دير البلح وخان يونس في وسط وجنوب غزة مرشحتان لدخول مرحلة المجاعة "في الأسابيع المقبلة".
وقال الخبراء، وفقا للجارديان، إن البيانات غير كافية لإعلان المجاعة في شمال القطاع، لكن مسئولي الإغاثة حذروا من أن الأوضاع هناك قد تكون الأشد سوءًا، داعين إلى خطوات عاجلة لإجراء تقييم إنساني كامل.
وتوضح ابتسام صالح، صاحبة الـ50 عامًا، من مدينة غزة، أنها وابنها البالغ 29 عامًا يعيشان على وجبة واحدة يوميًا منذ أسابيع، وكثيرًا ما لا يجدان شيئًا على الإطلاق. وأضافت: "أطبخ عدسًا فقط، لا يوجد غيره. بالأمس أعطانا متبرع كيسًا صغيرًا من الأرز".
ولإعلان المجاعة، يجب توافر معايير دقيقة: أن تعاني 20% من الأسر من نقص حاد في الغذاء، وأن يصاب 30% من الأطفال بسوء تغذية حاد، وأن يموت شخصان من كل 10 آلاف يوميًا بسبب "الجوع المباشر".
ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المجاعة بأنها "فضيحة أخلاقية"، قائلا: "تأكيد المجاعة في غزة والضواحي أمر مروع وقابل تمامًا للتجنب. ورفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول مساعدات كافية تسبب في هذه الكارثة المصطنعة".
وقال أمجد شوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، "نحن في أسوأ وأخطر مرحلة في تاريخ غزة، وليس فقط في هذه الحرب. الوضع معقد للغاية، نشعر بالمرض والإرهاق. نحن بحاجة إلى الغذاء فورًا".
لكن إسرائيل رفضت نتائج التقرير، معتبرة أنه "لا توجد مجاعة في غزة"، ووصفت النتائج بأنها "أكاذيب من حماس مررت عبر منظمات ذات مصالح".
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن قواته ستشن هجومًا واسعًا على غزة خلال أسابيع، فيما حذر مسئولو الإغاثة من أن أي عملية عسكرية جديدة ستكون كارثية على السكان.
كما فشلت "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) – وهي منظمة تدعمها إسرائيل وكان يفترض أن تحل محل الهيئات التي وزعت الغذاء سابقًا – في إيصال كميات كافية من الطعام.
ويواجه برنامج المساعدات الأممي والمنظمات الأخرى عقبات هائلة تشمل النهب المنتشر نتيجة انهيار شبه كامل للقانون، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، والقيود الإدارية والبيروقراطية، إضافة إلى تضرر البنية التحتية داخل القطاع.
وتكشف ريهام كرايم، صاحبة الـ35 عامًا، والتي تعيش في خيمة بغزة، عن أن ابنها البالغ 13 عامًا يخاطر بحياته يوميًا بالذهاب لمناطق توزيع المساعدات شمالًا بحثًا عن طعام للعائلة المكونة من 10 أفراد، وأضافت: "أطفالي في حالة صحية سيئة للغاية، ابنتي الصغيرة تعاني سوء تغذية".
ويعبر التقرير عن قلق بالغ إزاء استشهاد مدنيين أثناء محاولتهم الوصول لشحنات الغذاء، وضعف التخطيط والرقابة على توزيع الأغذية الذي تتولاه الـGHF.
ودعا إلى "تحرك عاجل وشامل ومستدام لإنهاء الكارثة الإنسانية المتدهورة والمتسعة في غزة".
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي أكدتها منظمة الصحة العالمية، ارتفعت الوفيات بسبب سوء التغذية بشكل حاد، إذ سُجلت 89 حالة وفاة -معظمهم أطفال- خلال 22 شهرًا منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، بينما خلال أول 20 يومًا من أغسطس وحده سُجلت 133 حالة وفاة، بينهم 25 طفلًا، وفقا لصحيفة الجارديان.
وشككت إسرائيل في هذه الأرقام، قائلة إن الوفيات تعود لأسباب طبية أخرى، حد زعمها، مشيرة في الوقت نفسه إلى دخول أكثر من 220 شاحنة مساعدات عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم الخميس الماضي.
ويختتم التقرير بالقول: "هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، يمكن وقفها وعكس مسارها. لم يعد هناك وقت للنقاش أو التردد. الجوع حاضر وينتشر بسرعة. أي تأخير إضافي -حتى لأيام- سيؤدي إلى ارتفاع غير مقبول في الوفيات المرتبطة بالمجاعة. إذا لم يُطبق وقف إطلاق نار يسمح بوصول المساعدات، ولم تُستعد فورًا إمدادات الغذاء والخدمات الصحية والتغذوية والمياه والصرف، فإن الوفيات القابلة للتجنب ستتضاعف بوتيرة هائلة".