وينسلاند: تقويض إنشاء الدولة الفلسطينية له عواقب على المنطقة كلها.. نحن في مرحلة فشلت فيها الدبلوماسية في حل الصراع.
حذر تور وينسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، من محاولات تقويض هياكل إنشاء الدولة الفلسطينية ومن عواقب استمرار الوضع الراهن على المنطقة بأسرها، مؤكداً وجود إجماع على حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين)، داعياً المجتمع الدولي إلى تولي زمام المبادرة في رسم طريق للخروج من الصراع.
وقال وينسلاند في حوار مع أخبار الأمم المتحدة اليوم، قبل أقل من أسبوعين على انتهاء فترة ولايته، إن أحداث السابع من أكتوبر 2023 وما تبعها كانت أكبر اختبار تتعرض له الأمم المتحدة في ملف الشرق الأوسط. وأضاف أن تلك الأحداث أحدثت تخبطاً سواء لدى الأطراف نفسها أو القوى الإقليمية والدولية.
كان وينسلاند قد بدأ تعامله مع قضايا الشرق الأوسط بشكل مباشر في بلده النرويج مع العملية التي أدت إلى اتفاقيات أوسلو.
وحذر الدبلوماسي الأوروبي من عواقب غياب حل للصراع على الشباب الفلسطينيين "الذين قد يجدون سبيلاً آخر للتعبير عن إحباطهم"، مشدداً على الحاجة إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن واستعادة السلامة والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، باعتبار ذلك خطوات ضرورية باتجاه الحل الدائم. وأكد ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي والشركاء الإقليميون معاً لوضع إطار عمل ورسم الطريق إلى الأمام، قائلاً إن استمرار الوضع الحالي يهدد استقرار المنطقة وسيخلف آثاراً على مختلف أنحاء العالم.
وعن أحداث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال المسؤول الأممي: "مررنا بأوقات عصيبة، هذه المرة كان الأمر أشبه بانهيار جليدي ضرب الجميع. هذه القضية برزت في وقت لم توجد فيه ديناميكية واضحة على الإطلاق من الناحية السياسية. وصلنا بسرعة كبيرة إلى نقطة تصاعدت فيها أحداث الصراع المسلح بشكل فوري. الجميع كان يتخبط، لم تكن الرؤية واضحة لدى أي جهة بشأن كيفية التعامل مع الوضع، سواء كانت الأطراف نفسها أو الجهات الإقليمية، وكذلك الأمم المتحدة".
وأضاف: "هذا أكبر اختبار تتعرض له الأمم المتحدة في هذا الملف على الإطلاق". "أؤكد لكم أن الكثير من الجهد قد حُشد لوقف هذه الحرب على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، لكن دون تحقيق أي نجاح". "نحن في مرحلة فشلت فيها الدبلوماسية في حل الوضع في ظل الصعوبة البالغة للوضع الجيوسياسي. وقد انعكس ذلك أيضاً على عمل مجلس الأمن، ووضع بالتأكيد قيوداً كبيرة على الأمم المتحدة وقدرتها على القيام بعملها على أرض الواقع".