• القمار كابوس يستفيق العالم عليه الفترة الحالية لانتشاره الكبير بين فئات المجتمع
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ألعاب إلكترونية مختلفة من بينها ألعاب لجذب الأموال وأخرى للتسلية، وتعتمد ألعاب جني المال على المخاطرة بشكل كبير، حيث يضع اللاعب مبالغ مالية بهدف التربح، ما أدى لظهورها تحت مسمى "القمار الإلكتروني" عبر مختلف المنصات.
واتخذت هذه الألعاب طابعًا حماسيا بين الشباب وكبار السن، لاعتقادهم أن تلك الألعاب سهلة وسيحصلون منها على مبالغ هائلة مقابل وضع رهان عيني لا يقارن بالمكاسب، لذا أقبل عليها العديد من مختلف البلدان حول العالم.
وكشف مصدر مسئول بالوزارة، عن عقد أكثر من 3000 ندوة في المساجد ودور العبادة لمجابهة فكرة القمار الإلكتروني، حيث تناولت الفكرة والموضوعات المتعلقة بها في أكثر من خطبة جمعة على مستوى المحافظات لتوعية الشباب، ونشر الفكر المستنير والتصدي لكل مظاهر الانحرافات السلوكية.
وأوضح المصدر لـ"الشروق"، أن القمار يعد كابوسا يستفيق العالم عليه الفترة الحالية، حيث ظهر بحجم كبير بين فئات المجتمع التي سقطت في براثن هذه الجريمة، وما يسبقها ويقارنها ويتبعها من جرائم متنوعة تلحق الضرر بالاقتصاد والمجتمع والفرد والأسرة والدولة على حد سواء.
وأشار إلى أن القمار يُعد لعبة يشترط فيها أغلب الوقت أن يأخذ المنتصر أشياءً من المهزوم، موضحًا أنه يوجد الكثير من أشكال وألعاب القمار من أشهرها ألعاب اليانصيب، واللوتري، والقمار الإلكتروني.
وأكد أن القمار الإلكتروني يلعب عن طريق الدخول إلى مواقع ألعاب القمار، ويسمح هذا النوع من الألعاب إلى الشباب الذين تجاوزوا الـ 18 عامًا باللعب، وفي البداية يكون بغرض الترفيه، ثم يتحول إدمان، ويسهل من إدمانه دعاية الإقناع بأنه وسيلة لكسب الأموال والتربح اليسير بدون تعب.
وتابع، "يدخل القمار في كثير من الألعاب الإلكترونية طالما تحققت فيه اشتراط الغالب أَن يأْخذ من المغلوب شَيْئا من المال أو المنفعة، كذلك المراهنة التي تجري بين طرفين بحيث يدفع أحدهما للآخر مبلغًا من المال أو أي شيء آخر حال الفوز، سواء كان في المباريات الرياضية أم في سباق السيارات أو الخيول أو غيرها من المنافسات.
وقال، إن للميسر والقمار أضرار مجتمعية ونفسية وصحية ودينية واقتصادية ما يعد زاجرًا لأهل العقل والتدبير، حيث تعود تلك الآثار المدمرة سلبًا على الفرد والمجتمع، موضحًا أن أضراره المادية تتمثل في الاعتماد على المصادفة والحظ في الكسب، لا على العمل والجد والاجتهاد والسعي والأخذ بالأسباب، ويؤدي في النهاية إلى الدمار المادي للفرد والأسرة والمجتمع، فيتعطل العمل والإنتاج، ويدفع المقامرين للكسل والخمول والقعود، وتفشي البطالة، ويصير المقامر طاقة معطلة.
وذكر أضرار القمار الاجتماعية في هدم البيوت بتعدد حالات الطلاق وتفكك الأسر وتشرد الأطفال، وفقد الأموال في غير منفعة، والفقر بعد الغنى، والمذلة والمهانة لأهل القمار والميسر بعد العزة والكرامة، مضيفًا أنه يورث الخلافات والشقاق والعداوة والبغضاء بين المتلاعبين بسبب ما ترتب عليه من فقد المال بصورة لم يترتب عليه منفعة لصاحبه.
وأكد أن أضراره الاجتماعية تتضمن انتشار الجرائم بكل أنواعها، والتي منها السرقة والرشوة والاختلاس، وربما يصل الأمر إلى القتل من المقامرين بهدف الحصول على المزيد من المال لأجل الاستمرار في ممارسة القمار، ما يترتب عليه من آثار صحية مدمرة، فالقمار يورث القلق، وتعب الأعصاب، ويسبب أمراض الضغط والسكر، ويؤدي في الغالب إلى الجريمة والسجن، أو الجنون أو الانتحار ونحوها، منوهًا بأن أهم الأضرار المترتبة على القمار أن صاحبه ينجذب بسببه إلى محرمات أخرى لم يكن يعتادها، كشرب الخمور، وتناول المخدرات، وانتشار البغاء ونحوها من البلايا التي تدمر البلاد والعباد في الدنيا والآخرة.