أعلن مسؤول باكستاني، أن مسلحين فتحوا النار على قافلة من السيارات تقل مسافرين من الشيعة في شمال غرب البلاد، اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا، بينهم ست نساء، وإصابة 12 آخرين بجروح، في واحدة من أسوأ الهجمات الطائفية في الآونة الأخيرة وسط تصاعد العنف المميت.
وقال قائد الشرطة المحلية، سليم شاه، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن نحو 12 مسلحا، يحملون أسلحة آلية، استهدفوا القافلة على طريق سريع في منطقة كورام بشمال غرب البلاد، قرب الحدود الأفغانية.
وقال مسؤول الشرطة المحلية واجد حسين، إن ست نساء على الأقل، ضمن القتلى فيما يتلقى نحو 12 مصابا العلاج في المستشفى، حسبما ذكرت "د ب أ".
ووقع الهجوم في منطقة كورام بإقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي البلاد، حيث أسفرت الاشتباكات بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية عن مقتل عشرات الأشخاص خلال الأشهر الأخيرة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن كورام شهدت موجة من أعمال العنف الطائفي في الأشهر الأخيرة، وجاء الهجوم الأحدث بعد أسبوع واحد من إعادة السلطات فتح طريق رئيسي سريع في المنطقة بعد إغلاقه لعدة أسابيع إثر اشتباكات دامية.
وقال مسئول في الشرطة المحلية، إن قافلة من عدة سيارات تقل ركابا كانت متجهة من مدينة باراتشينار إلى بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، عندما أطلق المسلحون النار عليها.
وندد الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، بالهجوم وقدم تعازيه لأسر الضحايا، كما أمر السلطات باتخاذ إجراءات ضد مدبري الهجوم.
ويشكل المسلمون الشيعة نحو 15 % من سكان باكستان، وهي دولة ذات أغلبية سنية، يبلغ تعداد سكانها 240 مليون نسمة، ولديها تاريخ من العداء بين الطائفتين.
ورغم أن الطائفتين تعيشان معا بسلام إلى حد كبير في البلاد، استمرت التوترات بينهما لعقود من الزمن في بعض المناطق، وخاصة في أجزاء من كورام، حيث يهيمن الشيعة.
كما لقي نحو 50 شخصا من الجانبين حتفهما بسبب نفس النزاع عندما اندلعت اشتباكات بين السنة والشيعة في كورام في شهر يوليو الماضي.
وتنفذ باكستان حاليا أيضا عمليات أمنية تعتمد على المعلومات الاستخباراتية في صراع منفصل بشمالي غرب البلاد وفي إقليم بلوشستان، جنوب غرب، حيث يستهدف المسلحون والانفصاليون غالبا الشرطة وقوات الجيش والمدنيين. ويلقى باللوم في معظم أعمال العنف على حركة طالبان الباكستانية وجماعة "جيش تحرير بلوشستان" المحظورة.