نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام في المتهم بذبح شخص والشروع في قتل شخصين آخرين على الحكم الصادر ضده بالإعدام شنقًا في القضية الأكثر رعبًا، المعروفة إعلاميًا بـ "سفاح الإسماعيلية".
ويستعرض "الشروق" القصة الكاملة لسفاح الإسماعيلية، بدايةً من ارتكاب جريمته، مرورًا بجلسات المحاكمة نهايةِ برفض الطعن، والوقوف على طبلية عشماوي وتنفيذ حكم الإعدام.
- تفاصيل الجريمة
في 1 نوفمبر 2021، تفاجئ أهالي شارع طنطا بمدينة الإسماعيلية، "عبد الرحمن نظمي" وشهرته عبد الرحمن دبور، يحمل سلاح أبيض "ساطور" يقوم بالاعتداء بشكل مباغت على شخص آخر يدعى "محمد الصادق"، 51 عامًا، عامل بإحدى ورش الموبيليا، حيث باغته من الخلف وذبحه في وضوح النهار، في مشهد صادم ومرعب، وفصل المتهم رأسه عن جسده وحملها وظل يتجول بها في مدينة الإسماعيلية، كما قام المتهم بإصابة شخصين حاولا الإمساك به.
- القبض على سفاح الإسماعيلية
عندما تلقت الإجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسماعلية بلاغا بالواقعة، انتقلت على الفور وتم ضبط المتهم ونقل الجثمان إلى المستشفي تحت تصرف النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب وفاة المجني عليه، وصرحت بالدفن، وقررت عرض المتهم علي الطب الشرعي لتحليل الكشف عن تعاطي المخدرات.
- تحقيقات النيابة العامة
كشفت تحقيقات النيابة العامة أنه أثناء سير المتهم عبد الرحمن نظمي، وشهرته "دبور"، في إحدى شوارع دائرة قسم الإسماعيلية ثان، أبصر المجني عليه مستقلاً دراجة بخارية "تروسيكل"، وحينما رآه الأخير توقف، وتوجه إليه المتهم لسؤاله عن مكواة شعر سبق أن أعطاها له لإصلاحها؛ فأكد له أنها تم إصلاحها، وطلب منه أن يتوجه إلى المحل الخاص به لاستلامها، شريطة أن يقوم معه بأعمال غير أخلاقية كما كان يفعل معه من قبل، وإلا سيقوم بفضحه، مما أثار غضبه.
وأضافت التحقيقات أن المتهم، خوفًا من افتضاح أمره بعد تهديد المجني عليه له، أخرج سلاحًا أبيض "سكينًا" من بين طيات ملابسه، وقام بنحر المجني عليه من رقبته، ثم وجه له العديد من الطعنات بمختلف أنحاء جسده؛ مما أودى بحياة المجني عليه.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم أثناء ارتكابه الواقعة فوجئ بأحد الأشخاص مستقلاً دراجة هوائية يحاول منعه، إلا أن المتهم لم يعر ذلك اهتمامًا، واستمر في تعديه على المجني عليه، وبعدها قام بإخراج سكين آخر كبير الحجم من بين طيات ملابسه وواصل التعدي بها على المجني عليه حتى أسقطه أرضًا وقام بفصل رأسه عن جسده بالسكين.
- تعاطي المتهم للمخدرات
وتابعت التحقيقات أن المتهم أمسك برأس المجني عليه ووضعها في كيس بلاستيك أسود اللون وسار بها في الشارع، وحينها أبصر المجني عليه الثاني في الواقعة ويدعى محمود أحمد إبراهيم؛ فقام المتهم بالتعدي عليه بالسكين الكبير محدثاً به إصابات، وكذلك المجني عليه الثالث سليمان عايد حمد عايد.
وعقب ذلك حاول المتهم الفرار، إلا أن الأهالي قاموا بملاحقته، وأمسكوا به وتعدوا عليه بالضرب محدثين به إصابات حال كونه متعاطيًا المواد المخدرة، كما ثبت ذلك من تحليل عينة البول الخاصة بالمتهم حيث أوضحت تعاطيه مخدر الشابو.
- اتهامات بالقتل العمد
وأسندت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد للمجني عليه، حيث التف المتهم خلفه واستل سكينًا وجز عنقه وانهال عليه طعنًا، وما أن حاول المجني عليه الفرار بغية النجاة حتى لاحقه المتهم بضرباته القاتلة؛ فأسقطه أرضًا واستل ساطورًا وانهال به على عموم جسده حتى أيقن وفاته، فجز عنقه فاصلًا رأسه عن جسده.
واقترنت هذه الجناية بجنايتين أخريين، وهما أن المتهم شرع في قتل المجني عليه الثاني عمدًا بأن باغته بضربة بواسطة سلاحه الأبيض "سنجة" من خلفه استقرت في عنقه، وأتبعها بضربتين استقرتا في يده اليسرى وساقه اليسرى قاصدًا من ذلك قتله؛ فأحدث به إصابات، إلا أن أثر جريمة المتهم قد خاب لسبب لا دخل له فيه، وهو مداركة المجني عليه للعلاج.
أما الجناية الثالثة، فهي شروع المتهم في قتل المجني عليه الثالث سليمان عايد بأن طعنه في صدره بواسطة سلاحه الأبيض "سكين" وأصابه بأخرى استقرت في ذراعه الأيسر؛ فأحدث به إصابات، إلا أن أثر جريمة المتهم قد خاب لسبب لا دخل له فيه، وهو مداركة المجني عليه للعلاج، وتقدمت على هذه الجناية المقترنة بجنايتين جناية أخرى وهي إحراز جوهر مخدر الميثامفيتامين بقصد التعاطي.
- صدور حكم الإعدام على المتهم
وفي يناير 2022 قضت محكمة جنايات الإسماعيلية برئاسة المستشار أشرف محمد علي، بمعاقبة المتهم سفاح الإسماعيلية بالإعادام شنقًا، وذلك بعد جلستين من المحاكمة عرض خلالها المتهم على الطب الشرعي والتي أثبت سلامة قواة العقلية.
محكمة النقض تؤيد إعدام سفاح الإسماعيلية
في 22 مايو 2024، أصدرت محكمة النقض حكمها برفض الطعن المقدم من دفاع المتهم وتأييد عقوبة الإعدام الصادرة بحقه، ليتم تنفيذ حكم الإعدام بعد ثلاثة أشهر من حكم المحكمة النقض، وتنتهي حكاية سفاح الإسماعيلية الذي يعد من أكثر الوقائع رعبًا.