يمتاز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه بالأكلات والمشروبات المميزة لا في طعمها فقط، بل في الحكايات الطريفة والغريبة أحيانا، والتي تعكس كثرة الثقافات التي مرت على المطبخ المصري وتركت أثرا لها بين أكلات من العهد الأموي، وأخرى من عصر الفاطميين، بينما لم تغب الأكلات المملوكية، والعثمانية عن المائدة المصرية.

وتسرد "الشروق"، أهم ما يحكى عن شراب السوبيا المصري، والذي يختلف بمكوناته عن السوبيا المعروفة بأرض الحجاز السعودية.

* النبيذ الحلال

وظهرت السوبيا في أقدم أوصافها برواية لابن الأثير في كتاب "النهاية"، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه تحدث عن السوبيا بأنه نوع من النبيذ يشربه أهل مصر.

وتحدث العديد من علماء المذهب المالكي عن حكم السوبيا؛ نظرا لأنها من المشروبات التي يتم تخميرها.

* السوبيا والمجاعة

تغيرت السوبيا المعروفة حديثا عن السوبيا المذكورة في أول العصر الإسلامي، إذ استغل المصريون مجاعة كبرى بعهد المماليك لتولد وصفة السوبيا المصرية.

وتقول الرواية الشهيرة إنه في إحدى المجاعات بعهد المماليك أراد الحكام تقليل حدة غضب المصريين على قلة حصصهم من القمح والدقيق من بيت المال.

فقرر المماليك صرف كميات من مال الجزية القادم من الهند، وكان علي هيئة جوز الهند للمصريين، ونظرا لعدم كفاية جوز الهند وحده كغذاء قام المصريون بخلطه بالحليب والأرز ليتحول لشراب السوبيا المعروف.

ويروي الرحالة العثماني أوليا جلابي، أن شراب السوبيا يشربه المصريون فقط، ويتم تحضيره للاحتفال بعيد الفطر، إذ يوزع في حفل عظيم يحضره الوالي العثماني في ميدان الرميلان الشهير.