يعرض المتحف المصري بالتحرير واحدة من أهم المقتنيات الجديدة ضمن قاعاته المتنوعة، حيث خصص فاترينة خاصة لعرض مجموعة فريدة من الأحجار الجيولوجية النادرة، في خطوة تهدف إلى إتاحة فرصة استثنائية أمام الزائرين للتعرف على جانب مختلف من تراث الأرض وتاريخها الطبيعي.

وذكر المتحف، في بيان له، أن الفاترينة تضم تشكيلة متنوعة من الأحجار الكريمة، والصخور الرسوبية والمتحولة، التي جُمعت من مواقع حفائر مختلفة داخل مصر وخارجها، وتمتاز كل قطعة منها بتكوينها الفريد، وألوانها الطبيعية المبهرة، وأشكالها المميزة التي تعكس التنوع الجيولوجي وثراء البيئة الطبيعية.

ويأتي هذا العرض في إطار حرص المتحف المصري على تقديم محتوى علمي وثقافي يتجاوز حدود الآثار التقليدية، حيث يربط بين التاريخ الإنساني والجيولوجيا التي ساهمت في تشكيل مظاهر الحضارة على مر العصور.

كما لفت المتحف إلى أن الإنسان المصري القديم لم يكن فقط صانعًا للآثار، بل استفاد من الموارد الطبيعية والأحجار المختلفة في البناء والنحت والصياغة، وهو ما يظهر جليًا في استخدام الأحجار الكريمة في الحُلي، والصخور الرسوبية في العمارة، والمتحولة في التماثيل والمنحوتات.

ويُعد المعرض فرصة ثمينة للباحثين والدارسين وعشاق الجيولوجيا، ممن يرغبون في استكشاف أسرار باطن الأرض عبر هذه النماذج النادرة، التي تمثل سجلاً حيًا للتغيرات الطبيعية التي شهدها الكوكب على مدار ملايين السنين.

كما يعكس تخصيص هذه الفاترينة توجهًا متجددًا لدى المتحف المصري لإثراء تجربة الزائر، وفتح آفاق جديدة للتواصل بين التراث الثقافي والعلوم الطبيعية، بما يعزز من دور المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية في المقام الأول، إلى جانب كونه مقصدًا سياحيًا عالميًا.