تبدأ في العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لحل خلافهما القائم منذ عقود بشأن أهداف طهران النووية، وذلك في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن عمل عسكري إذا باءت الجهود الدبلوماسية بالفشل.
ويدور التفاوض بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشكل غير مباشر عبر وسطاء من عُمان، بعد أسبوع من جولة أولى في مسقط وصفها الجانبان بأنها بناءة، وفقا لوكالة رويترز.
ووصل عراقجي إلى روما لحضور الجولة الثانية من المحادثات، وفقا لمنشور على تيليجرام. وقال في تصريحات أمس الجمعة في موسكو إن إيران تعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي إذا تحلت واشنطن بالواقعية.
ومع ذلك، تسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، بعد أن تكهن بعض المسئولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريبا. وقال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الأسبوع الماضي إنه "ليس متفائلا ولا متشائما بشكل مفرط".
من جهته، قال ترامب للصحفيين: "أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".
كان ترامب انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران. وأعاد ترامب سياسة "أقصى الضغوط" على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وتريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تعتقد أنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
ودأبت طهران على التأكيد على سلمية برنامجها النووي، وتقول إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع عن التزاماتها مرة أخرى كما فعل ترامب في عام 2018.
وفيما يتعلق بموقف إيران التفاوضي، قال مسئول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن هويته إن الخطوط الحمراء لإيران تتمثل في عدم الموافقة مطلقا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو وقف التخصيب تماما، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015. وترفض إيران أيضا التفاوض على القدرات الدفاعية مثل الصواريخ.
ورغم أن طهران وواشنطن أكدتا عزمهما على مواصلة الدبلوماسية، فلا تزال هناك فجوة واسعة بينهما بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين.
وتواصل ويتكوف وعراقجي لفترة وجيزة في نهاية الجولة الأولى الأسبوع الماضي، ولكن لم يعقد مسئولون من البلدين أي مفاوضات مباشرة منذ عام 2015، وتقول إيران إن محادثات روما ستُعقد أيضا بشكل غير مباشر عبر وسطاء من عُمان.
وعرضت روسيا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المساعدة والتوسط ولعب أي دور يعود بالنفع على إيران والولايات المتحدة.