x قد يعجبك أيضا

عالم مصريات فرنسي يفك شفرة فرعونية ثلاثية الأبعاد.. رسائل مشفرة على مسلة ساحة الكونكورد في باريس

المسلة في ساحة الكونكورد في باريس
المسلة في ساحة الكونكورد في باريس
نشر في: الخميس 17 أبريل 2025 - 1:49 م
آخر تحديث: الخميس 17 أبريل 2025 - 2:00 م
هايدي صبري

كشف عالم المصريات الفرنسي جان-جيوم أوليت-بيليتييه عن أسرار مثيرة تخبئها مسلة الأقصر الشهيرة التي تتوسط ساحة الكونكورد في باريس، خلال أعمال الترميم التي سبقت الاستعداد لأولمبياد باريس 2024.

وذكرت محطة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية، في تقرير اليوم الخميس، أنه خلال ما يقرب من قرنين من الزمن، وقفت هذه المسلة الفرعونية شامخة وسط العاصمة الفرنسية، دون أن يدرك أحد أنها تخفي رسائل هيروغليفية مشفّرة، موجهة إلى الآلهة والنخبة الحاكمة في مصر القديمة، ولم يتم التوصل إليها إلا مؤخرًا خلال عمليات الترميم التي سبقت استعدادات باريس لاستضافة أولمبياد 2024.

**أسرار من عهد رمسيس الثاني... في قلب باريس

وأوضحت المحطة الفرنسية أن المسلة، التي تعود إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني، نُقلت من معبد الأقصر وأُهديت إلى فرنسا في القرن التاسع عشر، لتُثبت في ساحة الكونكورد عام 1836. لكن الاكتشاف الحقيقي لم يبدأ إلا في عام 2020، خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، حين كان أوليت-بيليتييه، المقيم في الدائرة الثامنة، يتجوّل يوميًا ضمن المسافة المسموح بها، فكان يقصد المسلة ويتأمل نقوشها عن قرب.

ووفقاً للمحطة الفرنسية، فإنه في أحد الأيام، لاحظ شيئًا غير مألوف في النقوش، عاد في اليوم التالي بمنظار ودفتر ملاحظات، وجلس لساعات يرسم التفاصيل. وهناك اكتشف وجود رموز هيروغليفية خفية ضمن المشاهد المنقوشة.

وتابعت أنه "في عام 2021، خلال عمليات الترميم، أصبح أوليت-بيليتييه أول باحث يتمكن من الوصول إلى قمة المسلة منذ أن نُصبت في باريس. وهناك اكتشف أول رسالة مشفّرة داخل إحدى تيجان الملك، حيث وجد رمزًا لقرون ثور".

وأثار الأمر فضوله، وعندما تأمل كامل المشهد، وجد رموزًا أخرى مخفية تشكل عبارة تقول: "اهدأ يا قوة الإله آمون الحيوية"، مما فتح له الباب لفهم أعمق للمعاني التي تحملها المسلة، وفقاً لمحطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.

رسائل موجهة إلى البشر... والآلهة أيضًا

 


ويشير الباحث إلى أن هذه الرسائل لم تكن مرئية لأي شخص، بل كانت موجّهة خصيصًا لمن يدخل معبد آمون في الأقصر، حيث كانت المسلة تقف في الأصل عند مدخله. وكانت موجهة ليس فقط للبشر، بل حتى للإله نفسه، بحسب ما تقتضيه العقيدة المصرية القديمة.

**الشيفرة الثلاثية الأبعاد: قراءة تتحرك معك

من بين أبرز ما كشف عنه أوليت-بيليتييه، أن الرسائل المشفّرة على المسلة لا يمكن فهمها إلا من خلال التنقل حولها. فهو يرى أن هذه النقوش تمثل ما يسميه بـ"الشيفرة الثلاثية الأبعاد"، حيث لا تظهر معاني النصوص إلا عند النظر إليها من زوايا مختلفة. على كل واجهة من واجهات المسلة، توجد مجموعة رموز صغيرة، وعند جمعها تشكل اسم رمسيس الثاني.

**رسائل إلى من يأتي من النيل

ويرى الباحث الفرنسي أن هذه الرسائل المشفرة كانت موجهة خصيصًا لمن كانوا يأتون "حتماً من اتجاه نهر النيل"، إذ أن المسلّة كانت في الأصل موضوعة عند مدخل معبد آمون في الأقصر.


ويضيف: "يجب أن تكون زاوية النظر أكبر من 45 درجة لرؤية المشهد كاملًا. وكان هذا كافيًا ليقول: هنا، هذا هو رمسيس الثاني، حاكم مصر"، بحسب ما نقلت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.

بمعنى آخر، لم يكن يمكن قراءة بعض هذه النقوش إلا لمن كان يقف في وضعية محددة جدًا، ما يضيف بعدًا مسرحيًا ورساليًا للمنحوتات، لتؤكّد لمن يراها أن الفرعون هو الحاكم الشرعي المختار من الآلهة.

**أسرار ما زالت حية

ورغم الاعتقاد السائد بأن جميع رموز المسلة فُكّت منذ زمن، يُظهر هذا الاكتشاف أن المسلة لا تزال تحتفظ بأسرارها، وتبوح بها فقط لمن يعرف كيف يقرأ بين الخطوط... أو بالأحرى، بين الرموز، وفقاً للمحطة الفرنسية.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة