تحل اليوم الخميس (17 أبريل) مناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يسلط الضوء على معاناة فلسطينيين أمضوا أعمارهم خلف قضبان القمع الإسرائيلي؛ ثمنا لنضالهم من أجل الحرية، حيث يعاني الأسرى من التعذيب بنوعيه البدني والنفسي، الذي تصاعدت وتيرته منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، كوسيلة للعقاب الجماعي الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي لترسيخ سلطتها في الأراضي المحتلة.
وتسرد جريدة "الشروق"، نبذة عن انتهاج شرطة الاحتلال الإسرائيلي وسائل التعذيب المتنوعة بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين، وتحديدا بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وفقا لـ"بتسيلم" مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة، ومكتب حقوق الإنسان للأمم المتحدة.
تعذيب بدعم حكومي
تجرم مواثيق الأمم المتحدة التي تتبعها أغلب دول العالم، أساليب التعذيب في السجون وأماكن التحقيق، وتنص قوانين معظم الدول بما فيها الاحتلال على منع التعذيب، ولكن القانون الإسرائيلي يتيح الفرصة للقوات الأمنية بشكل غير مباشر لممارسة التعذيب، إذ يسمح القانون بالتعذيب من قبل محققي الاستخبارات حالة تمثيل الأسير وهو ما يعتبر تهديدا حقيقيا دون توضيح ماهية ذلك التهديد في عبارة واسعة.
ولا يتوقف الأمر عند الثغرات القانونية، إذ يساعد فرض قانون الطوارئ بالسجون الإسرائيلية على القيام بسياسات تتضمن تعذيب السجناء دون محاسبة للمتورطين، وبجانب القوانين فقد أبدى القضاة الإسرائيليين تعاطفا مع شرطة الاحتلال يخفف من العقوبات القانونية حال ثبوت جريمة التعذيب على أحدهم.
يد متورطة بجرائم التعذيب
وتخصص قوات الاحتلال، أدوار التعذيب لجهات أكثر من غيرها، إذ يكثر التعذيب من قبل محققي الشاباك الإسرائيلي وذلك خلال الـ3 أشهر الأولى من الاعتقال، حيث تدور التحقيقات ويكون التعذيب وسيلة لانتزاع الاعترافات وسط غياب المحامين والجهات الرسمية كالمحاكم، وبجانب "الشاباك" فإن إدارات السجون الإسرائيلية الواقعة تحت سيطرة وزير الأمن الداخلي المتشدد إيتمار بن غفير تمارس جزءا كبيرا من عمليات التعذيب بشكل انتقامي خاصة خلال بعد "طوفان الأقصى".
وتعد أكثر أوقات ممارسة التعذيب وفق شهادات الأسرى، هي أوقات إلقاء القبض والنقل حيث يكثر عناصر الشرطة من الاعتداءات البدنية والضرب، ويتم ممارسة التعذيب أثناء التحقيقات لانتزاع الاعترافات وقبيل المحاكمات كنوع من التهديد، بينما تقع حالات التعذيب بشكل متكرر أثناء التفتيش في السجون.
التعذيب البدني
وتقوم عناصر الشرطة الإسرائيلية، بالتعذيب البدني بدافع الانتقام، وتتنوع الوسائل بين الضرب بالهراوات والأيدي، وغالبا يتم أثناء النقل بين السجون، كما تستخدم أدوات مثل صواعق الكهرباء ورذاذ الفلفل والكلاب الشرسة؛ لإيقاع أكبر ضرر ممكن بالمسجونين، وفقا لشهادات الأسرى.
وأما عن التعذيب النفسي، فيكثر أثناء عمليات التحقيق؛ للضغط على الأسرى ويتم عبر إجلاس الأسير بوضعيات مؤلمة تسمى "الشبح"، وتتخذ أشكالا متنوعة كالموزة وكرة السلاسل، ويستمر الأسير مكبلا فيها لساعات حتى يمتثل لأوامر المحققين.
وليست "الشبح" هي الوسيلة الوحيدة إذ تتضمن وسائل التعذيب النفسية الحرمان من النوم لساعات طويلة باستخدام الأضواء والأصوات العالية أو العزل الانفرادي في زنازين ضيقة تسبب الوحدة والمرض النفسي، وفي بعض الحالات يتم اعتقال أهالي الأسرى؛ لممارسة المزيد من الضغط النفسي عليهم أثناء التحقيق.
شهداء وجرحى
تسبب عمليات التعذيب المكثفة، إصابة عدد من الأسرى بجروح وكسور دون توفير رعاية صحية، بينما استشهد العشرات تحت وطأة التعذيب إذ بلغ عدد الشهداء 60 شهيدا خلال عام 2023؛ بسبب التعذيب والضرب المبرح من قبل السجانين، وبجانب الأذى البدني يتعرض العديد لأمراض نفسية سببها العزل الانفرادي لأشهر طويلة، والذي لا يتلقى الأسرى على إثره الرعاية النفسية.