سميت هذه السيارة النمساوية الصغيرة "شتاير-بوش هافلينجر" على اسم حصان جبلي قوي، وهي سيارة عريقة مصممة للطرق الوعرة، تشتهر بقدرتها المذهلة على صعود المرتفعات وثباتها على الطرق الوعرة.
والحقيقة أن هذه السيارة ليست بشهرة سيارات جيب الأمريكية أو لاند روفر البريطانية ولكنها سيارة رباعية الدفع خفيفة الوزن، والتي صُنعت بين عامي ١٩٥٩ و١٩٧٤، تتمتع بمتانة لا مثيل لها.
بفضل صندوق تروس يتكون من 4 تروس متزامنة وترس للجر الخلفي، تستطيع السيارة التعامل مع أي منحدر تقريبًا، سواء كان موحلًا أو جافًا.
قامت شركة شتاير دايملر بوش بتصنيع هذه السيارة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي لصالح الجيش النمساوي لتكون بديلا لسيارات الجيب الأمريكية التي ظلت لدى الجيش بعد الحرب العالمية الثانية.
وتم تصدير السيارة هافلينجر فيما بعد إلى 110 دول، ولا يزال العديد منها قيد الاستخدام حول العالم. تُباع نماذج معدلة ومحدثة منها بأكثر من 30 ألف يورو (8ر34 ألف دولار).
واختارها الجيش النمساوي، وكذلك جيشا سويسرا والسويد، بالإضافة إلى جيوش الكويت وأستراليا وإندونيسيا وإيطاليا ونيجيريا كسيارة عملياتية.
في الوقت نفسه تعددت استخدامات هذه المركبة وفقا لكل جهة تمتلكها. وقد استخدمتها البحرية الملكية البريطانية كعربات جر لسحب المروحيات والطائرات على متن حاملات الطائرات البريطانية.
ويقول الخبير النمساوي والتر بلاسي في كتابه عن هذه السيارة "تتنوع تصاميم هذه المركبات، سواء كانت مدنية أو عسكرية، لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل القول إنه توجد سيارتان هافلينجر متشابهتان".
تجلت بساطة هافلينجر المتينة خلال دورات التدريب العسكري، عندما سئل المتقدمون للتجنيد: "ماذا تفعل إذا انقلبت السيارة". كانت الإجابة الصحيحة: ببساطة نثبتها في وضع مستقم ونواصل القيادة.
واستمتع ملاك هافلينجر بمغامرات حول العالم. استخدمت السيارة هافلينجر في سيبيريا مع عوامات مثبّتة لعبور الأنهار، بينما اجتازت أخرى الصحاري بألواح شمسية مجهزة لمزيد من الطاقة، حتى أن ناسا اختبرت إحداها كأساس محتمل لمركبة قمرية.
بدأ إنتاج هافلينجر في منتصف خمسينيات القرن الماضي عندما وضع مصنع بوش تصاميم لمركبة متعددة الأغراض لجميع التضاريس للاستخدام المدني والعسكري. وجرى اختبار نماذج أولية مختلفة، وبدأ الإنتاج عام ١٩٥٩.
استخدمت هافلينجر محرك بنزين مسطح مزدوج الأسطوانات سعة ٦٤٣ سم مكعب، مبرد بالهواء، يرسل قوته إلى العجلات الخلفية أو العجلات الأربع عبر ناقل حركة يدوي بخمس سرعات,
وعلى مدى 15 عامًا حتى عام 1974 تم إنتاج حوالي 16700 سيارة، في حين تم إخراج أخر سيارة هافلينجر عن الخدمة في الجيش النمساوي في عام 1996.