استمرارًا لاحتفالات "النيل عنده كتير.. لعزة الهوية المصرية" التي أطلقتها وزارة الثقافة بمناسبة عيد وفاء النيل، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، محاضرة توعوية استضافها قصر ثقافة السويس بالتعاون مع منطقة آثار السويس.
شارك في المحاضرة الأثري حسن محمد عبد العزيز، مدير إدارة الوعي الأثري، حيث قدم عرضًا تناول مظاهر الاحتفال بـ"وفاء النيل" في الحضارة المصرية القديمة، موضحًا الطقوس والممارسات الاجتماعية والدينية التي كانت تعكس مكانة النيل في وجدان المصريين.
كما تناول عبد العزيز بعض المعتقدات الخاطئة التي توارثتها الأجيال حول طرق الاحتفال بهذه المناسبة، مؤكدًا أن العودة إلى المصادر التاريخية الموثوقة تكشف الصورة الحقيقية للحدث الذي ارتبط بحياة المصريين منذ آلاف السنين، مشددًا على عظمة الحضارة المصرية التي قامت على ضفاف النهر الخالد.
وأشار المحاضر إلى أن فيضان النيل كان يمثل شريان الحياة للمصريين القدماء، إذ كانت مياهه مصدر الزراعة والخصوبة، حيث تغمر الأراضي بالطمى وتعيد إليها قدرتها على الإنتاج. وأضاف أن النهر كان يفيض من الجنوب إلى الشمال وصولًا إلى دلتا النيل قبل أن يصب في البحر المتوسط، وكان المصري القديم ينظر إلى هذا الفيضان باعتباره حدثًا مهيبًا وبوابة نحو العالم المجهول لما يحمله من أسرار الطبيعة وعطاياها، والتي كانت مصدرًا للأمن الغذائي والاستقرار الحضاري.
نفذ اللقاء ضمن أنشطة فرع ثقافة السويس بإدارة هويدا طلعت، وتحت إشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة الدكتور شعيب خلف، وجاء ضمن خطة وزارة الثقافة لنشر الوعي البيئي والثقافي، وتحفيز المجتمع على تبني ممارسات إيجابية للحفاظ على نهر النيل، باعتباره رمزًا للحياة والتاريخ والهوية المصرية.